الثورة – منهل إبراهيم:
نوايا الاحتلال لاجتياح رفح وتشريد من يأوي تحت خيامها، واضحة وتتأكد عبر تصريحات الكيان، فيما تحذر مصر بنبرة حادة الاحتلال لو أقدم على عملية الاجتياح التي تعرض أمن مصر للخطر.
رفح هي المحطة الأخيرة لأكثر من مليون نازح فلسطيني، ظلوا يتنقلون من “منطقة آمنة” لأخرى في القطاع، والآن يستعدون لنزوح جديد في أعقاب الحديث عن عملية عسكرية إسرائيلية وشيكة في رفح.
ويمثل المدنيون أكبر عائق أمام “إسرائيل” في خططها لاجتياح رفح، كما يرى الدكتور هيلير، زميل مشارك أول في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولية.
يقول هيلير “لا يمكن لنتنياهو أن ينتصر في رفح، عدد المدنيين في هذه المنطقة سيحول أي عملية عسكرية إلى مجزرة.. هذه حقيقة مؤكدة”.
وبحسب تقارير إسرائيلية، تخطط “إسرائيل” لإخلاء المدنيين في رفح على مراحل، كما يزعم الاحتلال أنه ىسيتم إخطار السكان المحليين بتحركات جيش الاحتلال الإسرائيلي مسبقا إذا ما قررت “إسرائيل” البدء في العملية العسكرية في رفح التي تعارضها علنا حتى الآن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر والكثير من دول العالم.
وأظهرت صور بالأقمار الصناعية، صفوفاً من الخيام التي يعتقد أنها نصبت في موقع بغرب خان يونس وآخر بالقرب من مدينة رفح تم بناؤهما حديثاً خلال الشهر الجاري، استعداداً لاستقبال النازحين من رفح إذا ما بدأت العملية البرية.
وتحذر الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإغاثية من “وضع كارثي” سيلحق بمئات الآلاف من الفلسطينيين في رفح إذا ما تم اجتياح المدينة.
يقول هيلير: “العملية العسكرية ستؤثر بشكل رئيس على علاقة “إسرائيل” بمصر التي تربطها بها معاهدة سلام امتدت لأربعين عاماً”.
ويخشى المسؤولون المصريون من أن أي عملية عسكرية في رفح ستدفع بمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين المتواجدين الآن على حدودها، للدخول للأراضي المصرية.
وتحاصر “إسرائيل” قطاع غزة من كل الجهات عدا الحدود الجنوبية الممتدة على مسافة 14 كيلومتر مع شبه جزيرة سيناء المصرية.
وترفض مصر بشكل قاطع أي تهجير، سواء طوعي أو قسري، لفلسطيني القطاع.
وشددت مصر من إجراءاتها على طول الحدود المصرية مع القطاع، فأقامت جدرانا أسمنتية وأسلاكا شائكة منعا لدخول نازحين فلسطينيين.
لا شك أن مصر ستكون أكثر الدول تأثراً في حال حدوث عملية عسكرية صهيونية في رفح، فهي ستقوض أمنها القومي بشكل مباشر، لذا تحاول القاهرة بشتى الطرق التصدي لهذه الخطوة”.
ويكرر المسؤولون المصريون رفضهم القاطع لأي عملية عسكرية في رفح، ويؤكدون أن اهتمامهم الحالي منصب على التوصل لوقف إطلاق النار.