الثورة- فادية مجد:
مازال للامتحانات المدرسية، ولاسيما امتحانات الشهادات، رهابها الذي يتبدى بحالة من القلق ترافق معظم طلابنا تجعلهم في حالة من التوتر الشديد طيلة الفترة السابقة للامتحانات وأثناءها، فما هو القلق الامتحاني، وما أعراضه وأسبابه وكيف نخفف من تلك الحالة.
للإجابة عن تساؤلاتنا السابقة تواصلنا مع رئيس دائرة البحوث في مديرية تربية طرطوس الدكتورة مايا بركات والتي بدأت حديثها بالقول: إنه ومع اقتراب موعد الامتحانات يمر أغلب طلابنا بحالة من القلق الزائد يمكن أن تؤثر سلباً على أدائهم للامتحان.
وعرفت بركات القلق من الامتحانات بأنه شكل من أشكال الاضطراب الذي يعزز بالخوف والقلق والتوتر وحتى الشعور بالمرض الجسدي، وتصبح هذه الاضطرابات مفرطة لدرجة أنها تتعارض بالفعل مع الأداء في الامتحان.
وعن أهم أسبابه أفادت أنها تتمثل بتعرض الطلاب للضغط من آبائهم وحثهم على الحصول على أعلى الدرجات كذلك ضيق وقت المراجعة وعدم التحضير الجيد والخوف من الرسوب من ضمن المسببات أيضاً.
أعراضه
وبخصوص أعراض القلق الامتحاني ذكرت الدكتورة بركات أنها عبارة عن أفكار سلبية تراود الطالب، وبشكل متكرر مثل (لن أستطيع أن أكمل.. هذا صعب) وغيرها، مبينة أن هذه الأفكار السابقة تنعكس بدورها على المشاعر، فيشعر الطالب بالعصبية والحزن والغضب، وبدورها تؤثر على تصرفاته وسلوكه من خلال البكاء، الشجار، والعزلة، وهذا كله ينعكس على جسد الطالب، على هيئة تعب ووهن عام «تغير في الشهية، آلام جسدية غير مفسرة، وتغيرات في النوم، إضافة لتأثير القلق المفرط بشكل سلبي على التركيز والذاكرة لدى طلابنا الذين يعانون من القلق الامتحاني».
كيف نخفف منه
وأشارت الدكتورة بركات إلى أنه للتخفيف من حالة القلق التي ترافق طلابنا لابد عليهم من القيام بمجموعة من الأمور، أبرزها تنظيم جدول مهام يجب الالتزام به بشكل يومي، مع تحديد الأولويات الأساسية وترتيبها حسب المهم فالأهم، كما يجب على الطالب الانتهاء من دراسة أي موضوع جملة واحدة، فلا يقوم بدراسة جزء من هذا الموضوع في يوم، ويترك الجزء المتبقي لليوم التالي، لأن تلك الطريقة المتقطعة ستحول دون ثبات الموضوع في ذهن الطالب المتبع لتلك الطريقة.
وينبغي على الطالب أخذ فترة قصيرة للراحة بين وقت وآخر، فذلك عامل مهم في زيادة استيعاب المعلومات وترسيخها، مع الحرص على اتباع أكثر من وسيلة تعليمية في الدراسة، فلا نعتمد فقط على القراءة، وفي حال نسيان معلومة معينة يمكن الاسترشاد في تذكرها بقرينة معينة، بمعنى محاولة تذكر متى تمت قرأت تلك المعلومة، إضافة إلى تكرار الدروس، مع نقد وتقييم ما تم إنجازه في نهاية كل أسبوع، ومحاولة تدارك كل تقصير حاصل، والتخلي عن العادات التي كانت تضيع الوقت، كما يجب أيضاً تحديد مكان معين للدراسة، والحصول على قسط واف من النوم يومياً، وتناول وجبات صحية، وممارسة بعض التمارين الجسدية، والتحدث إلى أشخاص موثوقين ولطفاء.
نصائح للأهل
وركزت على دور الأهل في الوقوف إلى جانب أبنائهم، وقدمت مجموعة من النصائح لهم تتمثل بقيام الأهل بإتاحة الفرصة المناسبة لابنهم الطالب ليمارس روتينه وجدوله اليومي، وطمأنته بشكل دائم، وإعطائه المجال بشكل دائم للتعبير عما يمر به من مشاعر، إضافة إلى تشجيعه على القيام بالنشاطات المحببة له والتي كان يقوم بها قبل الامتحان، كذلك لابد من مساعدته على بناء حيز خاص به للدراسة وتشجيع باقي أفراد الأسرة على تفهم هذه الخصوصية مع تخصيص وقت للتحدث معه عما يود القيام به بعد انتهاء الامتحان، مع تذكيره بضرورة الحصول على قسط واف من النوم كل ليلة، والحرص على خروجه للتنزه في وقت الاستراحة لإبقائه في حالة نشاط وتواصل مع العالم الخارجي.
فرق للتدخل النفسي والدوائي
وختمت الدكتورة بركات أنهم وللعام الثالث على التوالي قامت مديرية الصحة المدرسية في وزارة التربية وبالتعاون مع الإرشاد النفسي بحملة للتخفيف من آثار القلق الامتحاني في مدارس الحلقة الثانية والثانويات، فقد تم من خلالها بث رسائل توعوية للطلاب والكوادر والأهل حول كيفية التعامل مع القلق الامتحاني، إضافة إلى قيام الفريق الذي يتم تشكيله قبل بدء امتحان الشهادتين التعليم الأساسي والثانوي والمكون من طبيب صحة مدرسية ومرشد نفسي ومثقفات صحيات بمهمة رسمية توكل لهم بالذهاب إلى المراكز الامتحانية في حال تعرض أي طالب لحالة توتر نفسي تؤثر على قدرته بإكمال الامتحان، ويقوم الفريق المشكل بتقديم التدخل النفسي أو الدوائي الملائم لتلك الحالة.