الفنان موسى الحمد: اللون حالة عشق صوفية بالنسبة لي

الثورة – عبير علي:

تمسك بمبدأ العودة للتراث الشعبي الفراتي، وعكست لوحاته أهمية الارتباط بإيقاعات الحداثة في حواره المفتوح بحرية على حركة اللون والطبيعة، والزهور والعناصر الإنسانية والمواضيع المختلفة. وأظهرت لوحاته بكل تحولاتها وانقلاباتها، أجواء التطور الثقافي والتقني والجمالي بحرية مطلقة، على الماضي والحاضر، في مراحل تطور تجربته على مدى أربعين عاماً، حيث جمع بين التيارات الفنية والتقنيات المختلفة.

إنه الفنان التشكيلي الفراتي “موسى الحمد” الذي لم يتوقف رغم الفواجع والمآسي التي تعرض لها خلال سنوات الحرب المدمرة، والتي كانت نتائجها كارثية عليه وعلى أسرته، والمجتمع السوري بشكل عام. إذ لم يتخل عن ممارسة الفن بل واصل العمل في إنتاج اللوحة وعرضها بزخم كبير، كونه يؤمن أن الفن هو الحياة.

ولمعرفة المزيد حول مسيرته الفنية كان لنا معه الحوار التالي:

* كيف تستحضر الموضوعات داخل أعمالك الفنية، أو على المساحة البيضاء؟.

هناك نوعان من استحضار الموضوعات. الأول يتم عن طريق الرؤية البصرية، التي لا تغيب عن أذهاننا ورؤانا، وفي هذه الحالة يكون العمل جاهزاً من خلال الواقع، حيث أبدأ برسم الخطوط البيانية السريعة وأدرسها دراسة كافية ووافية، ثم أبدأ بعملية التحوير والبحث عن عمل مميز ومتكامل.

أما النوع الثاني فيتم عن طريق الرؤية غير المألوفة والموجودة في الواقع ونستطيع تسميتها بالمطلق. وتبدأ بالتداعيات وحالات الحدس وغيرها، مثال( هل يستطيع المرء أن يرينا الموسيقا في الهواء، أو هل يستطيع أن يرى شكل الحب ووزنه وطعمه)، كلها مقادير بصرية. وفي النهاية أبحث عن لوحة فيها الذات والروح واللون والحركة، مع عدم إغفال النواحي الجمالية التي تكون في المقدمة وهي الأساس والأهم من كل عناصر اللوحة التشكيلية.

* كيف تقرأ اللون، وماذا يعني لك تحديداً؟.

اللون هو حالة عشق صوفية بالنسبة لي، وهو متنفسي الوحيد الذي أرى من خلاله هذا العالم، لأنقله بصورة أبهى وأعمق وأجمل، واللون وحده يشكل لغة بصرية. فمثلاً اللون الأسود جميل على العباءة أو اللباس أو لطلاء سيارة. ولكنه غير جميل عندما نطلي به المنزل من الداخل والخارج بالكامل وبالتالي تختلف الألوان من مكان إلى آخر، ولكل لون رمزه ومدلوله وتعبيره، فلا جمال بدون ألوان.

* ما هي العلاقة بين الشعر والموسيقا والفن التشكيلي

هي علاقة مترابطة، فلكل مبدع في مجاله أدواته التي يعبر بها عن أفكاره ورؤاه. فالشعر نجده كلمة بدون صورة مرئية، والموسيقا صوت بلا كلمة وصورة، والفن التشكيلي صورة بدون كلمة أو صوت، من هذا المنطلق نجد لكل منا قيمة فنية وفكرية وجمالية، تصب في حقل الثقافة والإبداع.

* متى ينتهي العمل التشكيلي عند الفنان؟.

العمل الفني لا وقت ولا زمن له، فقد تنجز اللوحة خلال ساعات معدودة وربما في أيام. فالمدة ليست مقياساً يقاس بها العمل الفني، بل بما تحمله اللوحة من الرؤى والأفكار والقيم والمفاهيم الجمالية، واللوحة أحياناً تكون في حالة المخاض ما إن ينتهي حتى تبدأ ولادة العمل الفني. ولذلك كله لا يحدد الفنان الوقت والمكان والزمن، حيث تعود تلك المسألة إلى الحالة التي يعيشها الفنان التشكيلي.

* نرى في أعمالك تكثيفاً بالخطوط والأشكال والألوان، ماذا تريد أن تقول من خلال ذلك؟.

أضع الخطوط بكثافة هذا صحيح وبكافة الاتجاهات، وهي من وجهة نظري تعبر عن الحركة والاستمرارية لهذا الكون، فكل شيء في هذا العالم تحدده الخطوط الوهمية، والتي لا يراها إلا الفنان المبدع. أما بالنسبة للأشكال والألوان, فقد تراها للوهلة الأولى عبارة عن ركام لوني فيها بعض الأشكال الإيحائية، ولكن عندما تبتعد عن اللوحة تجدها موضوعاً. والركام اللوني هو الذي يغني اللوحة بجمالها، فالألوان تَرتَشفْ من خلال العين حاسة البصر. وتأتي الألوان عندي بالدرجة الأولى، والموضوع في الدرجة الثانية. وأعتمد على التبسيط والاختزال والتسطيع أحياناً، وهي مسألة ليست سهلة كما يظن البعض، بل معقدة وصعبة.

*ما أقرب المدارس الفنية إليك، ولماذا؟. وما هي المدارس المتداولة في الوطن العربي؟. 

أقرب المدارس إلي، هي المدرسة الانطباعية والتجريدية والتعبيرية والرمزية، وهي المدارس المتداولة بشكل عام في الوطن العربي، ولكل مدرسة فنانيها ومبدعيها والمواضيع التي تناسبها وتليق بها. أما لماذا أرسم بهذه المدارس، لأني أجد فيها الحرية والمتعة والتحرر والجمال والإحساس وغيرها. ومعظم الأعمال أعتمد فيها على الارتجال وعلى أبعاد كثيرة ومتعددة.

* كيف تتعامل مع المتلقي أثناء المعارض الفنية التشكيلية؟.

هناك متلقٍ وهناك ذواق، وثمة فارق كبير بينهما، فالمتلقي يريد عملاً سهلاً ويرغب لوحة تكون قريبة منه غير معقدة. وهذا النوع لا أتفق معه غالباً. أما الذواق فهو القادر على فك رموز العمل الفني التشكيلي في أكثر الأحيان.

* ما هي الرسالة التي تريد إيصالها للعالم عبر الفن التشكيلي؟.

الرسالة التي أريد توجيهها أن يبقى هذا العالم بأمان وسلام، ولا نريد الحروب التي أهلكت كاهل الشعوب في العالم الثالث، وعلينا أن نسعى نحو الارتقاء والتطور والرقي والحضارة، بعيداً عن شبح الحروب في أي بقعة من بقاع الأرض.

بطاقة تعريف

يذكر أن الفنان موسى الحمد من مواليد مدينة الرقة 1966، ويعتبر من أغزر الفنانين في إنتاج اللوحة وعرضها، بدليل أن لديه أكثر من خمسة وأربعين معرضاً فردياً وجماعياً، وهو مسؤول عن تجمع توتول الفني في الرقة، كما له مساهمات في النقد الفني وغيره من المسائل التي تخص تجربته الفنية.

آخر الأخبار
سوريا تشارك في "القمة العالمية للصناعة" بالرياض  حفرة غامضة في درعا تشعل شائعات الذهب.. مديرية الآثار تحسم الجدل وتوضّح الحقيقة داء السكر .. في محاضرة توعوية  استراتيجية المركزي 2026–2030.. بناء قطاع مالي أكثر توازناً وفاعلية سوريا ولبنان.. من الوصاية والهيمنة إلى التنسيق والندية انتشار أمني واجتماع طارئ.. إجراءات في حمص لاحتواء التوترات بعد جريمة زيدل سوريا الجديدة في مرآة الهواجس الأمنية الإسرائيلية من أماكن مغلقة إلى مؤسسات إصلاحية.. معاهد الأحداث تعود إلى الخدمة برؤية جديدة الطاقة الشمسية خارج الرقابة.. الجودة غير مضمونة والأسعار متفاوتة خريطة الترميم المدرسي في سوريا.. 908 مدارس جاهزة وألف أخرى قيد الإنجاز دمشق تستضيف اجتماع لجنة النقل في "الإسكوا" لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً سوق السيولة.. خطوة تدعم الاستقرار النقدي وزارة التربية تحدد مواعيد التسجيل لامتحانات الشهادات العامة لدورة 2026 عودة اللاجئين.. استراتيجية حكومية تعيد بناء الثقة مع الدولة سوريا والتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية... مسار لا رجعة عنه إعادة تفعيل البعثة السورية لدى منظمة حظر الأسلحة..السفير كتوب لـ"الثورة": دمشق تستعيد زمام المبادرة ... رئيس الأركان الفرنسي يؤكد ضرورة الاستعداد للحرب لبنان وسوريا يتجهان نحو تعاون قضائي مشترك تفعيل البعثة الدائمة.. كيف تطوي سوريا صفحة "الرعب" ومحاسبة مجرمي "الكيميائي"؟ الأردن يعزز التنسيق مع سوريا لمواجهة تحديات إقليمية