الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
لطالما كانت المرأة شاغلة الناس فهي الملكة والفارسة والشاعرة والقاصة والروائية، نقف اليوم أما محاضرة تتناول مقتطفات من المنجز الأدبي للأديب عيسى إسماعيل بعنوان “قاصات من حمص” من على منبر المركز الثقافي في مديرية ثقافة حمص بحضور حشد من المهتمين بالثقافة .
يقول إسماعيل: اهتمامي بالقصة والرواية يعود إلى طفولتي وفتوتي حيث أغرمت بقراءة القصص والروايات، وظهر ذلك جلياً عندما نشرتُ أربع مجموعات قصصية وأربع روايات ووثقت الحركة القصصية والروائية في حمص من خلال كتابي “أعلام القصة والرواية في حمص”.
تناول إسماعيل العديد من الأدباء القاصين خلال محاضرته منهم: ابتسام نصر الصالح التي صدر لها مجموعتين قصصيتين أرادت من خلالها التركيز على بعض الثغرات الاجتماعية الفكرية لانتقادها، وتوضيح الأذى الاجتماعي والفكري الناتج عنها، تشجع قصصها على الحياة بكل ما فيها من حرية وإرادة.
أما خديجة بدور فتدور أحداث قصصها حول الواقع الذي نعيشه، أحداثها مألوفة كذلك الشخصيات والفعل القصصي الحكائي مألوف لكنه ممتع لأنه يأتي بقالب سردي سلس وعذب..
رنا صائب أتاسي تكثر في مجموعتها “صخب الصمت” استخدام ضمير المتكلم وهذا يضفي على القصص الواقعية ويعطيها مصداقية..
وتناول إسماعيل تجربة سميرة عواد قائلاً: أعتقد أن تجربة “عواد” القصصية لم تحظ باهتمام النقد الذي تستحقه برغم غناها وتنوعها وشفافيتها وقالبها القصصي الممتع، ولغتها الأقرب إلى الشعر.
لعل غادة اليوسف تتقاسم مع الأديبة وفاء خرما لقب ” عميدة القصة القصيرة” في حمص، في مجموعاتها الثلاثة التي تهتم بالمهمشين والفقراء والمعذبين في حيواتهم، ترصد انهيار القيم في زمن المال والتكالب على المال، إنه أدب القاع كما يقول الناقد الراحل سامي يوسف، تشرح الواقع بقسوة، وتعلن انحيازها للمقهورين والبؤساء ضمن نظرة إنسانية شمولية.
وأشار إسماعيل إلى ولع الدكتورة لين غرير بالقصة أكثر من الرواية، فتتنوع أدواتها في القصة تستخدم التداعي والخطف خلفاً من خلال الحوار المدروس جيداً، تفصح عن أفكارها وتشرح الواقع وتشير إلى الثغرات الاجتماعية.
أما وفاء خرما فتركز في أعمالها على امتداح المرأة وإظهارها على أنها نبع الخصب والحنان والكفاح، كما تنتقد بشدة تعدد الزوجات، والنظر إلى المرأة على إنها مزهرية جميلة، المرأة في قصصها تصمد أمام المغريات والأحداث ، وتتعرض للاضطهاد الأذى.
القاصة هدى إبراهيم أمون فبناؤها القصصي الفني يثير القارئ بسردها العفوي أحياناً والاعتباطي المقصود في أحيان أخرى، يربط العلاقات الإنسانية في محاور القص ضمن إيقاعات تصب في الإيقاع الأكبر، بعض قصصها فيه توصيف دقيق للشخصيات والأماكن، وقد نجحت لحدّ كبير في توظيفه لصالح السرد والفكرة.
تدور الأحداث في المجموعة القصصية “جريمة فوق الماء” للأديبة هيام جابر عبدو حول قصص طفولتها وفتوتها ضمن سياق تاريخي واجتماعي له حضوره في الذاكرة، فالقصة واقعية في تفاصيلها العامة تجذب القارئ من خلال السرد العفوي السلس.
لعل واهتمام القاصة عبير منون بالقراءة ومتابعة الكتابة مكنها إلى حدّ بعيد من رسم ملامح تجربة قصصية لافته وجعله جواز سفرها إلى القصة، فلغتها قوية وأحداثها مثيرة وغريبة أحياناً.
واختتم محاضرته بالقول: إن هناك قاصين وقاصات لم ينشر نتاجهن في كتب أمثال الدكتورة صبا حمود والدكتورة نهلة دياب وغيرهم.