الثورة _ رنا بدري سلوم:
يمتزج الخط مع الرسم في لوحة واحدة، فتقرأ حيناً وتجري عينيك مع طواف اللون أحياناً أخرى، تتبع الإشارات والرموز وتسبح مع التيّار الجماليّ كأنك بين ضفتي نهر، تحددان مسار جدولٍ ثر بإبداع فنيّ متقن ومدروس، وهو ما لفت نظري في لوحات الخطّاط المبدع محمد سلمان الذي يؤكد أهمية امتلاك الموهبة «أولاً» في أساسيّات تعلّم الخط العربي.
وعن رحلته مع الخط قال في تصريحه لصحيفة «الثورة»: «علّمني أستاذي قواعد خط الرقعة، وهنا بدأ اهتمامي بالخط وامتزاجه مع الرّسم، وفي بداية التسعينيات بدأت التعلّم أكاديمياً على يد الخطّاط والشاعر فرحان الطرابلسي في معهد الثقافة الشعبية في حمص، وعملت بعدها بمهنة الخط العربي لسنوات مكتسباً الخبرة»، مشيراً إلى أنه منذ عام2012 يقوم بتدريس المادة للمهتمين في كلية البعث عبر إقامة دورات لهم. مشدداً على أهمية تعليم الخط العربي بشكل أكاديمي.
ولم ينس سلمان ذكر الخطاطين الأوائل في العصرين الأموي والعباسي، مبيناً أثر السلسلة التاريخيّة للخط التي لم تتوقف يوماً، فلكل زمن خطاطون متميزون أثبتوا عشقهم للخط وتركوا أثراً واضحاً، مشيراً إلى الخطاطين السوريين الرائدين على مستوى عالمي، وعلى سبيل الذكر وليس الحصر أعلام الخط العربي أبرزهم الَمعلم عبد الهادي زين العابدين وعدنان الشيخ عثمان وفرحان الطرابلسي.
وبرأي سلّمان أن الخط مهنة وموهبة في آن واحد، وهو اليوم فن متميّز له دوره الفاعل ومدارسه الفنيّة الحديثة، وله متخصصون، ويقدّم بعض الفنانين لوحات فنية رائعة قد يمتزج فيها الخط مع الرّسم، موضحاً أهمية أن تكون الموهبة حاضرة أولاً وبعدها تعلّم قواعد الخطوط السبع المعروفة مثل الرقعة والنسخ والديواني وغيرها، وهو ما يحرص عليه سلمان في تعليمه الخط العربي في الجامعة ومرسمه الخاص، لتطوير مهارات الطلّاب وتنمية مواهبهم في الخط العربي الذي يعتبر جزءاً أساسياً من هويتنا وكياننا.
