رئيس فرع المتاحف والتاريخ العسكري في الإدارة السياسية لـ ” الثورة”: شهداؤنا الأبرار قناديل الوطن ومنارات الأجيال
الثورة – لقاء ريم صالح:
هم صناع المجد والعزة والفخار.. هم شهداء سورية الأبرار.. الذين تسابقوا إلى الشهادة مواكب لتحيا الأمة.. فكان عيد الشهداء تجلياً لأعظم معاني التضحية والفداء من أجل سورية حرة سيدة مستقلة.. لا محتل يدنس قدسية ترابها.. ولا معتد ينال من عزتها ومكانتها..
وبهذه المناسبة التقت ” الثورة” العميد الركن محمد صالح رئيس فرع المتاحف والتاريخ العسكري في الإدارة السياسية، الذي بدأ كلامه بالقول:” لن نساوم على السيادة والاستقلال”، مؤكداً أن شهداء سورية الأبرار جسدوا الإرادة الوطنية الصرفة وأثبتوا بطهر دمائهم أن سورية ستبقى الحصن الأمنع، فأزهرت تضحياتهم تباشير نصر وقناديل عزّ وفخار تنيرُ أمامنا المستقبل المشرق وترسم لنا الطريق.. طريق الكرامة والمقاومة والانتصار.
وأشار العميد الركن محمد صالح إلى أن شعباً يمتلك أبناؤه إرادة الشهادة هو شعبٌ جدير بالانتصار ولذا فإننا منتصرون لأننا نمتلك إرادة الشهادة ونمتلك إرادة النصر وهذا ما تجلى صبيحة السادس من أيار عام 1916م والذي كان علامة وطنية فارقة ونقطة مضيئة لا يخبو وهجها ومعناها ودورها في التاريخ النضالي المجيد للأمة العربية جمعاء، فساحات دمشق وبيروت التي ازدانت وتألقت بأبطال الحرية والاستقلال وتعمدت بدمائهم الطاهرة 1916 أخذت على نفسها عهدا أن تواصل الكفاح والنضال والاستشهاد، فقد برهنت العقود التي أعقبت السادس من أيار عام 1916م أن قوافل الشهداء تشكل قوة روحية جبارة في مواجهة الغزاة والطامعين تتوارثها الأجيال من جيل إلى آخر.
وأضاف إن سورية التي قدمت عشرات الآلاف من الشهداء على مدى تاريخها الطويل محطمة موجات الغزو وجحافل المعتدين بمختلف مسمياتهم وعناوينهم وشعاراتهم لن تضعف في لحظة تاريخية معينة، لأنها تمتلك أقوى الأسلحة تأثيراً وفاعلية وحسماً وهو سلاح الشهادة والاستشهاد، وهي التي قدمت آلاف الشهداء من أجل استقلالها وعزة العرب وكرامتهم وتصدت لجيوش الغزاة، ملحقةً بهم الهزائم، وجعلت من يوم الشهداء عرساً وطنياً متميزاً.
“عطاءات مستمرة لأسر الشهداء”
وقال العميد الركن: أنه بفضل الرؤية التاريخية والقومية والاستراتيجية الشاملة للقائد المؤسس حافظ الأسد الذي خصَّ الشهداء وأبناءهم وبناتهم وأسرهم بما يستحقون من الاحترام والتقدير والدعم المعنوي والمادي، ولم يترك مناسبة وطنية تمر دون الحديث بإجلال واعتزاز عن الشهداء وتضحياتهم وواجب الأمة تجاههم فكان يردد دائماً (شهداؤنا مشاعل النور على طريق الحياة، وحتى نهاية الحياة).
ولفت إلى أنه لم يسبق لأمة من أمم الأرض أن كرمت الشهداء واهتمت بذويهم كما فعلت سورية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد الذي يُعد صاحب مدرسة استشهادية فريدة من نوعها على مستوى العالم، فعطاءاته للشهداء وذويهم كثيرة جداً تشمل كل المجالات المعنوية والمادية من صروح عظيمة كصرح الشهيد ومدارس أبناء وبنات الشهداء، وتسمية معظم المدارس والشوارع والساحات بأسمائهم ومنح الرواتب التقاعدية وأوسمة البطولة والتقدير وبطاقات الشرف لأسر الشهداء، وإحداث مكتب شؤون الشهداء واعتبار عيد الشهداء عيداً رسمياً في السادس من أيار من كل عام.
وتابع بالقول: مع تسلم السيد الرئيس الفريق بشار الأسد قيادة السفينة تابع المسيرة والسير على الطريق ذاته الذي رسمه القائد المؤسس، طريق العزة والكرامة والنصر والتحرير، وقد أصدر المراسيم الكثيرة الكفيلة بتأمين الحياة الحرّة الكريمة لأسر الشهداء، حيث تم تشييد المزيد من الصروح تكريماً للشهادة والشهداء، وصدرت المراسيم التي تكفل لأبناء وبنات الشهداء وزوجاتهم المعالجة المجانية في مشافي الدولة والتعليم والأفضلية لهم في تأمين العمل بعد التخرج، كما تم منحهم بطاقات الشرف، ومفاضلات خاصة لدخول الجامعات وتأمين السكن الجامعي لهم، وهناك الكثير من العطاءات وليس آخرها الأمر الذي أصدره السيد الرئيس الفريق بشار الأسد من يومين بزيادة الهدية التي تُمنح لأسر الشهداء بعيدهم ستة أضعاف.
وستستمر العطاءات والتكريمات لأنهم يستحقون كل شيء، فهم المثل الأعلى اليوم ودائماً.
قوافل الشهداء تتواصل..
وأوضح العميد الركن محمد صالح أنه دائماً وأبداً يبقى الشهداء في ذاكرة الوطن، فهم الذين كانوا وما زالوا منذ فجر التاريخ الأسوار العالية التي تقف في وجه الغزاة والمحتلين الطامعين بثروات الوطن.
فمنذ السادس من أيار عام 1916م وقوافل الشهداء تتواصل وتستمر من دون أن تعرف طريقاً إلى اليأس، وشهداؤنا اليوم يجسدون ليس فقط معنى الدفاع عن الوطن وعن مساحات من الأرض، وإنما هم الوجه الآخر لمعنى الخصوبة، الخصوبة بكل معانيها المختلفة، فهم يشبهون الأنهار المتدفقة التي لا تعرف طريقاً إلى النضوب، والشهداء يأتون ويذهبون في كل الأزمنة وفي كل الفصول.
وأضاف: لقد جسدت الشهادة على الدوام أعلى درجات العطاء البشري، فإذا كان للشعوب أن تصنع تاريخها وتقرر مصيرها، وتتبوأ منزلتها المناسبة فإن ذلك يكون عن طريق الذود عن بلادها وحريتها وكرامتها بكل الوسائل المتاحة، وأولى هذه الوسائل هي قوافل الشهداء الأبرار، ومن هنا كانت الشهادة القيمة العليا للمجتمع.
وأشار العميد الركن محمد صالح إلى أن لعيد الشهداء في سورية وبعد أكثر من ثلاثة عشر عاماً من محاربة الإرهاب التكفيري الذي عصف بسورية وقع خاص في نفوس أبناء هذا الشعب بحيث لا تخلو قرية أو مدينة ولا حتى عائلة على مساحة الأرض السورية من شهيد أو جريح أو مصاب.
ولفت إلى أنه في يوم الشهداء تتمسك سورية قيادة وجيشاً وشعباً بثوابتها الوطنية والقومية التي أصبحت عنواناً لها على مدى الأجيال، وتواصل نهجها القائم على تقديس الشهادة والاعتزاز بكل شهيد ضحى بدمهِ فداء وطنه، لا تساوم على قيمتها ولا تتنازل عن أي شبر من أرضها المحتلة، وهي تؤمن إيماناً مطلقاً بحتمية طريق الشهادة المؤدي إلى الحرية واستعادة الحقوق وبلوغ الانتصار.