نتنياهو المهزوم.. وخيارات الاحتلال الصعبة

الثورة – ناصر منذر:
بعد مرور 214 يوماً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وما خلفه من آلاف الشهداء والجرحى، ودمار غير مسبوق للأحياء السكنية والبنى التحتية، تقف حكومة الاحتلال اليوم على مفترق طرق من الخيارات الصعبة، نتيجة الفشل المتراكم بتحقيق أي هدف من أهداف العدوان، إذ تشير المعطيات الميدانية والسياسية إلى أن مجرم الحرب نتنياهو، الباحث عن وهم الانتصار بين جثث الأطفال والنساء، هو أكبر الخاسرين والمهزومين، لاسيما بعد الصفعة السياسية التي وجهتها له المقاومة الفلسطينية بموافقتها على مقترح الهدنة المعدل الذي قدمه الوسطاء بمفاوضات القاهرة، والذي يرتكز في جوهره على وقف العدوان الإسرائيلي، ويستجيب في الوقت نفسه لشروط المقاومة التي فرضت معادلاتها بقوة على أرض الميدان.
موافقة المقاومة الفلسطينية على مقترح الهدنة المعدل، وما يتضمنه من آليات تفضي إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل، يضمن انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وينهي العدوان، جاءت بعد أن ضمنت المقاومة قبول الولايات المتحدة على المقترح المعدل، بحسب تأكيدات قادتها ومسؤوليها، الأمر الذي وقع كالصاعقة على رأس نتنياهو، الذي أبدى قبوله لمقترح شبيه في وقت سابق بحسب ما أكدته وسائل إعلام العدو، واعتبره الفرصة الأخيرة للمقاومة قبل اجتياح مدينة رفح، ولكنه راهن على رفض المقاومة للهدنة، لاتخاذ هذا الرفض ذريعة لمواصلة العدوان، ولكنه وقع في كمين سياسي محكم أعدته المقاومة بحرفية متقنة، على غرار كمائنها العسكرية التي أوقعت خلالها عشرات جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
تصعيد العدوان الإسرائيلي على مدينة رفح خلال الساعات الماضية، رغم التحذيرات الدولية من تداعيات الاجتياح الواسع للمدينة التي تحتضن نحو 1.4 مليون نازح، يجد فيه نتنياهو مخرجاً لمأزق حكومته التي تئن تحت وطأة غليان الشارع الإسرائيلي الذي يطالب نتنياهو بقبول الصفقة بعدما وافقت عليها المقاومة الفلسطينية، من أجل إطلاق سراح الرهائن، وقد هدد هذا الشارع بإحراق الكيان، ما ينذر ببداية حرب داخلية تصدع أركان الكيان الصهيوني، -هذا من جهة- ومن جهة أخرى، تتزايد الضغوط الدولية على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها، لاسيما بعد طوفان الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية، ومثيلاتها في العواصم الأوروبية، والتي تضغط بدورها على الحكومات الغربية الداعمة للاحتلال كي توقف مساندتها لمجرمي الحرب الصهاينة.
المفاوضات في القاهرة مستمرة من أجل التوصل إلى اتفاق حول الصيغة النهائية للهدنة، والتي بات مؤكداً بأن للمقاومة الكلمة الفصل فيها، ولذلك يسعى نتنياهو جاهداً لتخريب كل الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق، من أجل إطالة أمد العدوان بهدف حماية مستقبله السياسي، وهنا يقع على عاتق الإدارة الأميركية -الداعمة والشريكة للاحتلال- المسؤولية الأكبر في إلزام نتنياهو وحكومته بوقف العدوان، بدل مواصلة تزويدها بكل أنواع الأسلحة الفتاكة للاستمرار بارتكاب مجازر الإبادة الجماعية بحق أطفال ونساء قطاع غزة.
بحال ركب نتنياهو رأسه، وأعطى أوامره العسكرية بتوسيع نطاق العدوان على رفح، وارتكاب مجازر جديدة، فإنه لن يحصد سوى فشل آخر، في ظل صمود المقاومة، والالتفاف الشعبي حولها، وبحال انصاع للمعادلات الجديدة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية في معركتي الميدان والسياسة، فإن من شأن الاتفاق الوشيك المحتمل، أن يقضي نهائياً على مشاريع الاحتلال وداعميه المعدة لقطاع غزة، وليس أولها وأد المقاومة وإطفاء جذوتها.

آخر الأخبار
بعد توقف سنوات.. تجهيز بئر مياه تجمع «كوم الحجر» "موتوريكس إكسبو 2025" ينطلق الثلاثاء القادم رؤية وزارة التربية لتشريعات تواكب المرحلة وتدعم جودة التعليم العودة المُرّة.. خيام الأنقاض معاناة لا تنتهي لأهالي ريف إدلب الجنوبي منظمة "رحمة بلا حدود" تؤهل خمس مدارس في درعا مجلس مدينة سلمية.. مسؤوليات كبيرة و إمكانات محدودة إنقاذ طفل سقط في بئر مياه بجهود بطولية للدفاع المدني  المجموعات الخارجة عن القانون في السويداء تخرق وقف إطلاق النار هجمات " قسد " و" الهجري " .. هل هي صدفة  أم أجندة مرسومة؟! تجربة إقليمية رائدة لوفد من الاتصالات وحداثة النموذج الأردني في تنظيم قطاع الاتصالات والبريد  صعود الهجري وتعقيدات المشهد المحلي في السويداء.. قراءة في ملامح الانقسام والتحوّل  العائدون إلى ريف إدلب الجنوبي يطالبون بإعادة الإعمار وتأمين الخدمات الأساسية رغم التحديات الكبيرة.. انتخابات مجلس الشعب بوابةٌ للسلم الأهلي  اختيار الرئيس 70 عضواً هل يقود إلى ... صناعيون لـ"الثورة": دعم الصناعة الوطنية ليس ترفاً المجمع الإسعافي بمستشفى المواساة الجامعي .. 93 بالمئة إنجاز يترقب قراراً للانطلاق باحث اقتصادي يقترح إعداد خطط لتخفيض تكاليف حوامل الطاقة  حلب تضع خارطة طريق لتطوير البيئة الاستثمارية وتعزيز التنمية الاقتصادية اختتام امتحانات الثانوية العامة.. طلاب حلب بين الارتياح والترقّب  الثروة الحراجية في درعا.. جهود متواصلة تعوقها قلّة عدد العمال والآليات دعم الأميركيين لحرب إسرائيل على غزة يتراجع إلى أدنى مستوى