غزة تباد ولا أسرة أممية تستفيق من غيبوبتها الأخلاقية أو مجتمع دولي يتحرك فيحرك الساكن ويلجم تغول المحتل الإسرائيلي.
غزة تباد.. لتتحول إلى مقبرة لأبنائها، فرائحة الموت تخيّم على كل مكان.. ولم يبق فيها حجر على حجر، والعالقون تحت الركام بالآلاف.. ومدعو الإنسانية لا زالوا يناورون ويداورون في ذات المكان ولا نسمع منهم إلا استنكاراً هنا وربما قرعاً لناقوس خطر هناك..
غرة النازفة لا تحتاج إلى أقوال تدين المجرم الإسرائيلي وتجرّمه، وإنما هي بحاجة إلى أفعال تُوقف جرائم الإبادة الإسرائيلية وتضع حداً لمجازر قاتل مشرعَن بعكاز فيتو أميركي..
ليست غزة وحدها من تنزف دماً وإنما هناك خان يونس وجباليا والنصيرات والمغازي، وها هي رفح باتت هي الأخرى ضمن بنك أهداف المحتل الصهيوني ليقصفها دون رحمة ويحوّل أجساد أطفالها الغضة إلى أشلاء..
الصورة اكتملت بجميع أركانها وغدا المشهد بغاية الوضوح.. فالقتل مباح أممياً على ما يبدو إذا كان برصاصة صهيونية، وكل الشعارات الإنسانية تبقى فاقدة القيمة والجدوى الميدانية إذا كان الشعب المقتول فلسطينياً لا حول له ولا قوة..