الملحق الثقافي:
بشارة عبد الله الخورى المعروف بالأخطل الصغير لقب «شاعر الحب والهوى» و»شاعر الصبا والجمال»، وسبب تسميته بالأخطل الصغير نسبه بالشاعر الأموى الأخطل التغلبي.
ولد في بيروت سنة 1885، ورحل 1968.
صدر له من الدواوين الشعرية:
ديوان الهوى والشباب سنة 1953.
ديوان شعر الأخطل الصغير سنة 1961.
وصلت شهرته الأقطار العربية، وكرم في لبنان والقاهرة
في حفل تكريمه بقاعة الأونيسكو ببيروت سنة 1961
كان قد تسلم مسؤولية نقابة الصحافة فى سنة 1928.
أنشأ حزباً سياسياً عرف باسم حزب الشبيبة اللبنانية، وانتخب رئيس لبلدية برج حمود سنة 1930.
غنى له محمد عبد الوهاب ووديع الصافي وفيروز وفريد الأطرش وأسمهان.
لم يبايع بإمارة الشعر العربي بعد أحمد شوقى إلا بشارة الخوري وعباس محمود العقاد، وإذا كان العقاد قد رجعت له مكانته الشعرية في المختارات اللي نشرها له الشاعر فاروق شوشة، بشارة الخوري ظل حياً في أغاني عبد الوهاب «جفنه علم الغزل» و»الهوى الشباب» و»يا ورد مين يشتريك» اللي مزج فيها العامية بالفصحى في تجربة فريدة، وفي أغنية أسمهان الرائعة «أسقينها» وعنوانها في ديوانه الصادر عن «مكتبة العيله المصرية» طبعة « الهيئة المصرية العامة للكتاب» 1997 «بأبي أنت وأمي».
جدير بالذكر قصيدته الأكتر من رائعة «سلمى الكورانية» اللي ألقيت في الحفلة اللي أقامتها جمعية من كرائم الستات في بشمزين من قضاء الكورة في سبتمبر1933
ومن أجمل قصائده قصيدة عش أنت والتي غناها الموسيقار فريد الأطرش وأبدع فى تلحينها .
عش أنت إنّي مت بعدك
وأطل لما شئت صدّك
كانت بقايا للغرام
بمهجتي فختمت بعدك
أنقى من الفجر الضحوك
وقد أعرت الفجر خدّك
وأرقّ من طبع النسيم
فهل خلعت عليه بردك
وألذّ من كأس النديم
وقد أبحت الكأس شهدك
ما كان ضرّك لو عدلت
أما رأت عيناك قدّك
وجعلت من جفنيّ متكأ
ومن عينيّ مهدك
إن ماكانش أدبي فخلقك
كان أولى أن يصدّك
اغضاضة يا روض أن
انا شاقنى فشممت وردك
وملامة يا قطر ان انا
راقنى فأممت وردك
وحياة عينك هيا عندي
مثلما الإيمان عندك
ما قلب أمّك أن تفارقها
ولم تبلغ اشدّك
فهوت عليك بصدرها
يوم الفراق لتستردّك
بأشد من خفقان قلبي
يوم قيل خفرت عهدك
ومن أروع ماغنى له فريد الاطرش أغنية اضنيتنى بالهجر
أضنيتنى بالهجر ما أظلمك فارحم عسى الرحمن أن يرحمك
مولاى حكمتك فى مُهجتى فارفق بيها يفديك من حكمك
ما كان أحلى قُبلات الهوى إن كنت لا تذكُر فاسأل فمك
تمر بي كأننى لم أكن ثغرك أو صدرك أو معصمك
لو مر سيفً بيننـا لــم نكن نعلمُ هل عمل دمى أم دمك
سل الدجى كم راقنى نجمه لما حاكا مبسمه مبسمك
يا بدر إن واصلتنى بالجفا ومت فى شرخ الصبا مغرمك
قل للدجى مات شهيد الوفى فانثرعلى أجفانه أنجمك
من أشهر أعماله اللى تغنى بيها نجوم الفن والغناء فى الوطن العربي، قصيدة «يبكى ويضحك» اللى تغنت بيها السيدة فيروز.
يـبـكـى ويـضـحـك لاحـزنـاً ولا فـرحـا
كـعاشقٍ خـطَّ سطراً فى الهوى ومحا
من بسمة النجم همس فى قصائده
ومـن مـخالـسـه الـضّـبـى اللى سـنحا
قـلبٌ تــمـرس بــاللـذات وهــو فـتـى
كـبـرعـم لـمـسـتـه الريـح فـانفتحا
مـاللأقاحية السـمراء قـد صـرفت
عـنّـا هـواهـا؟أرق الـحسن مـاسمحا
لو كـنت تدرين مـا ألقاه مـن شـجن
لـكنت أرفـق مـن آسـى ومـن صفحا
كذلك تغنى الموسيقار محمد عبد الوهاب برائعته «جفنه علم الغزل».
جفنهُ علَّم الغزلْ
ومن العلم ما قتلْ
فحرقنا نفوسنا
فى جحيم من القبلْ
ونشدنا ولم نزل
حلم الحب والشباب
حلم الزهر والندى
حلم اللهو والشراب
هاتها من يد الرضى
جرعةً تبعث الجنون
كيف يشكو من الظما
من له دى العيون
يا حبيبي، أكُلَّما
ضمنا للهوى مكان
اشعلوا النار حولنا
فغدونا ليها دخان
قل لمن لام فى الهوى
هكذا الحسن قد أمر
إن عشقنا.. فعذرنا
أن فى وجهنا نظر
ويمكن كانت قصيدة الهوى والشباب اللى حمل الديوان الشهير عنوانها اقرب لشعر اللوعة فهو فيها يخاطب قلبه مرة وحبيبه مرة ويكاد اليأس يغلبه حين يقول:
الهوى والشباب والأمل المنشود
توحى فتبعث الشعر حيّا
الهوى والشباب والامل المنشود
ضاعت جميعها من يديّا
يا أيها الخافق المعذب يا قلبي
نزحت الدموع من مقلتيّا
فحتم على إرسال دمعي
كلما لاح بارق فى محيّا
حبيبى لأجل عينيك ما القى
وما أول الوشاة عليّا
أأنا العاشق الوحيد لتلقي
تبعات الهوى على كتفيّا
ضفاف بردى
سل عن قديم هواي هذا الوادي
هل كان يخفق فيه غير فؤادي
عهد الطفولة في الهوى كم ليلة
مرت لنا ذهبية الأبراد
إذ نحن أهون أن نحرك ساكناً
في حاسد أو غلة في صاد
تتضاحك الزهر النجوم لأدمعي
في جيدها، فإخالها حسادي
وأكاد أمتشق الغصون تشفياً
لتهامس الأوراق في الأعواد
غِرَّانِ تمرح في الهوى وفتونه
وعلى خدود الورد والأجياد
ونحس بالِبين المُشتِّ فلا نرى
غير العناق على النوى من زاد
نتخاطف القبل الصباح كصبية
يتخاطفون هدية الأعياد
متواثبين كطائرين تشابكا
وتضارب المنقاد بالمنقاد
أنا مذ أتيت النهر آخر ليلة
كانت لنا ، ذكرته إنشادي
وسألته عن ضفتيه : ألم يزل
لي فيهما أرجوحتي ووسادي ..
فبكى لي النهر الحنون توجعاً
لما رأى هذا الشحوب البادي
ورأى مكان الفاحمات بمفرقي
تلك البقية من جذى ورماد
تلك العشية ما تزال خاطري
في سفح دمر والضفاف هوادي
شفافة اللمحات نيرة الرؤى
ريا الهوى أزلية الميلاد
أبداً يطوف خيالها بنواظري
فأحله بين الكرى وسهادي
وأهم أرشف مقلتيه وثغره
فيغوص في أفق من الأبعاد
إيه خيال المانعي طيب الكرى
أيتاح لي رجعى مع الوراد
لي في قرار الكأس بعد بقية
سمحت بها الآلام للعواد
حنت لها خضر الدواني رقة
وبكى لها جفن النسيم النادي
هي كنه إحساسي وروح قصائدي
ومطاف أحلامي وركن ودادي
للشعر منطلق الجوانح هائماً
بين السواقي الخضر والأوراد
متخيراً منهن ما ابتكر الضحى
من لؤلؤ غب السحاب الغادي
أندى على جفن يساوره الأسى
وأخف من مرح الهزار الشادي
بردى هل الخلد الذي وعدوا به
إلاك بين شوادن وشوادي
قالوا : تحب الشآم؟ قلت : جوانحي
مقصوصة فيها وقلت فؤادي ..
دمشق بنت المكارم
تيهاً دمشقُ هل المفاخرُ والعُلى
غير الجهاد وصلته بجهاد
تلك الشمائل من شيوخ أمية
عباقة النفحات في الأحفاد
بيت العروبة كالمقام نقاوة
وعكاظ في الإطراب والإنشاد
تتفجر الأنغام في جنباته
من صدر صادحه وشعر زياد
هو منبت لمكارم هو مطلع
لكواكب هو ملعب لجياد
حسان لم ينقل سوى صلواته
السمحاء في مدح الرسول الهادي
إني وقفت بها أسائل عن فتى
من آل جفنة رائح أو غاد
الحاملين الشمس فوق وجوههم
والحاملين الشهب في الأغماد
خلعت صوارمهم على راياتهم
حللاً مصبغة من الأكباد
ورموا بها أم الزمان، فأنجبت
غرر الملوك وقادة القواد
في مفرق الأيام حمر وقائع
منهم، وفي الأعناق بيض أياد
«يسقون من ورد البريص عليهم»
طرب النفوس ورونق الأجساد
العدد 1188 –7-5-2024