الملحق الثقافي- سمر الديك:
تبتعدُ ثمَّ تغيبُ
كأنّكَ تنوي الرّحيل
وحبّكَ مزروعٌ في صدري
أسقيه جمرَ دموعي
ويتدثر بالأنين
وأنا أتقلّبُ في مخابئ الشّوق
وجمرِ الوَلَه وصقيع الحنين
والنوى عاثَ بروحي
وماعدّتُ أرغبُ إلاّ بالقليل
تضيعُ مني قافيتي
ومن بين اليقظةِ والحلم
يشدّني حبُّكَ المستحيل
ياحبّاً ذبلَتْ ورودُه على الأغصان
احتويتكَ داخل قلبي
بمجرى الشّريان
وسهامي ماعادتْ تصطادُ إلاّ النسيان
قدّم لي عذركَ
ثمّ ارحلْ كما تشاء
ارحلْ إنْ عزَّ عليكَ اللقاء
فحبّكَ علّمني
كيفَ يكون ُ الهذيان
كيفَ يكونُ الغليان
عند سكون الأكوان
وكيفَ
(أتسكع في الطرقات كالسكران )
كيف ينطقُ الصمتُ
وتتغيرُ خارطةُ الأكوان
فليسَ لي في حبّكَ إلاّ كفّ عزاء
امضِ بصلفكَ
لكنْ ارحمْ قلبي الولهان
فكيفَ لكَ أنْ تكسرَ قلباً أتعبتَهُ ومضيتَ في طريقكَ كما الهواء
فمنْ أنتَ
حتّى تجعلَني هكذا ثُلَّة أشلاء
مَنْ أنتَ حتى تخبرني بموتِ حبّي
وهو يرقدُ بينَ الأحشاء
بعدَ أنْ رأيت ُ فيكَ
كلّ الأمانِ والرّجاء
قدّمْ لي أعذاركَ ثمّ
ارحلْ كما تشاء
فكيفَ تفكر ُ بالرحيل
وتتركُ قلبي مكسورًا حزين
فأنتَ لي كلّ شيئ
بلْ كلّ الأشياء
العدد 1189 –14-5-2024