٢٢١ يوماً مرت على غزة المنكوبة، شهدت خلالها أفظع مجازر الإبادة وجرائم الحرب.. ٢٢١ يوماً وصباحات غزة الموجوعة كمساءاتها لا ترى سوى الجثامين والأكفان ولا تشم إلا رائحة البارود المتفجر والدماء.. ٢٢١ يوماً مرت وعجز المجتمع الدولي وتخاذله يتبدى أكثر وأكثر ليعري نفاق دول غربية لطالما صدعت رؤوسنا بشعاراتها الإنسانية التي ثبت لنا جميعاً أنها مجرد منتجات صنعت خصيصاً للاستهلاك الإعلامي والسياسي لا أكثر ولا أقل.
في غزة المنكوبة أكثر من ٣٥ ألف شهيد فلسطيني و٧٩ ألف جريح، بينما آلاف آخرون لا يزالون عالقين تحت الركام، وبينما يرتقي المئات يومياً يكتفي المجتمع الدولي بالتفرج، أما على أرض الواقع فهو حتى اللحظة لم ينهض بمسؤولياته المنوطة به ولم يقم بما تمليه عليه الضمائر الإنسانية أو الأعراف والمواثيق القانونية.
ويبقى السؤال: إلى متى ستستمر مجازر الإبادة في غزة، وماذا تفيد نواقيس الخطر التي تقرعها هذه المنظمة أو تلك من سوء ما هو آت؟.
الأونروا أفادت أن أكثر من ١٥٠ ألف امرأة حامل في القطاع المكلوم يواجهن ظروفاً ومخاطر صحية رهيبة، وأن ٤٥٠ ألف فلسطيني نزحوا قسراً من رفح وهم يواجهون إرهاقاً مستمراً وجوعاً وخوفاً، وأنه لا يوجد مكان للذهاب إليه ولا أمان دون وقف العدوان، ولنا هنا أن نسأل ما جدوى هذا الكلام كله إذا لم يقترن بأفعال تترجم في الميدان لجماً لتغول المحتل الغاصب ومحاسبة ومعاقبة على إجرامه وتنكيله؟!.
واليوم.. كل الأنظار ترنو إلى المنامة.. حيث أعمال القمة العربية الثالثة والثلاثون وبين المأمول والممكن تتلخص أماني أهالي غزة التي تباد لحظياً، فما عجز المجتمع الدولي وتقاعس عنه تجاه غزة قد تضطلع به القمة لتضع حداً لإجرام الجزار الإسرائيلي وتنتصر لغزة وشعبها ومقاومتها.
هي غزة إذا.. تغدو اليوم امتحاناً حقيقياً لمصداقية ضمائر إنسانية غارقة في غيبوبتها، فهل من يخلصها من شرور محتلها وعربدته الإرهابية؟.
