“العنصرية”.. ذاكرتنا ليست بخير!

د. مازن سليم خضور:
لطالما كانت متابعة برامج الأطفال هي اللحظات الأجمل بالنسبة لمرحلة الطفولة خاصة في الفترة التي كان بث تلك البرامج لفترات محدودة على عكس المرحلة الحالية التي أصبح هناك قنوات خاصة بالأطفال من جهة وانتشار التطبيقات على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي مكنت الأطفال من متابعة تلك البرامج في الوقت الذي يريده وبذلك كانت أولى الأضرار بينما كانت ثانيها هي ما يعرض في وقتنا الحالي من برامج تلفزيونيه خاصة بالأطفال وما تبثه في لقطات ومواضيع وعناوين ليست ببريئة!.
عادة ما أخصص الوقت لطفلتي الصغيرة (لي لي) ونتابع سوية الرسوم المتحركة ولأن الرسوم القديمة تمتلك في ذاكرتنا حيزا كبيراً من اللحظات السعيدة حيث أشكال الأشخاص الجميلة والشارات أجمل والمضمون له هدف والأمثلة كثيرة ولكن بالرغم من كل هذا لم تخل تلك البرامج من زرع أفكار لم نكن ننتبه لها في تلك الحقبة أو لم نستطيع إدراكها في تلك المرحلة العمرية.. ومنها ما لفت نظري أثناء متابعة مسلسل الرسوم المتحركة ( توم سوير) وهذا المسلسل مقتبس أصلا عن رائعة الكاتب الأميركي مارك توين مغامرات توم سوير.
وأنا أشاهد هذا المسلسل الجميل في العرض والذاكرة لاحظت شيئا لم أكن ألحظه بطفولتي ولم أكن أعيه وهو جميع سكان القرية التي يقطن بها توم سوير هم من أصحاب البشرة البيضاء والشعر الأشقر بينما جميع العمال الذين يقومون بالأعمال والخدمات وتعبئة المياه هم من أصحاب البشرة السمراء!.
هل هذا محض الصدفة ؟… أم هي العنصرية الدفينة؟
العنصرية تعني ” تحيز أمة أو شعب ما لذاته باعتباره متميزاً ومتفوقاً على غيره من الشعوب، وعادة ما تكون هذه العنصرية مقترنة بحالة من التعصب للعرق أو الجنس أو الدين، وبذلك فإنها تعكس حالة من تأكيد مركزية الذات أو «الأنا» في مواجهة الآخر”.
المثال الأبرز على هذه العنصرية يتبدى في عنصرية الغرب إزاء الشعوب الأخرى، وما يحصل الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي ماهو إلا تعبير راسخ وواضح لعنصرية الكيان المحتل من جهة والدول الداعمة له من جهة أخرى وهو ما أكده
مقال الكاتب “جوناثان كوك” في موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، من أن العالم منقسم بين أولئك الذين صاغوا نظاما عالميا وإقليميا يخدم مصالحهم ويضمن لهم الإفلات من العقاب مهما كانت جرائمهم، وأولئك الذين يدفعون ضريبة ذلك الترتيب والآن يقاوم الضحايا القدامى أمام المحكمة العالمية.
ويوضح الكاتب، في أن “إسرائيل” نفذت سياسة إبادة جماعية في غزة ، ولفت إلى أنها ربت مواطنيها على الاعتقاد بأن اليهود يجب أن ينضموا إلى الدول العنصرية والقمعية، وأن يتبنوا نهج “القوة تصنع الحق” تجاه الدول المجاورة وتعتبر الدولة اليهودية المنطقة ساحة معركة الانتصار فيها للهيمنة والوحشية!.
في مقابل ذلك خرجت في العديد من دول العالم واللافت في الغربية منها وهو ما يؤكد أن للشعوب موقفاً آخر عن حكوماتها وهي ما أكدته تلك المظاهرات.
و في الختام نؤكد على ما أعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن “البشر جميعاً ينتمون إلى نوع واحد وينحدرون من أصل مشترك واحد وهم يولدون متساوين في الكرامة والحقوق ويشكلون جميعا جزءا لا يتجزأ من الإنسانية ولجميع الأفراد والجماعات الحق في أن يكونوا مغايرين بعضهم لبعض، وفي أن ينظروا إلى أنفسهم وينظر إليهم الآخرون هذه النظرة، إلا أنه لا يجوز لتنوع أنماط العيش وللحق في مغايرة الآخرين أن يتخذوا في أية ظروف ذريعة للتحيز العنصري أو يبرروا قانوناً.. فأين ما يحصل في غزة من ذلك؟

آخر الأخبار
مشاريع صناعية تركية قيد البحث في مدينة حسياء الصناعية تطوير القطاع السياحي عبر إحياء الخط الحديدي الحجازي محافظ درعا يلتقي أعضاء لجنة الانتخابات الفرعية تجهيز بئر "الصفا" في المسيفرة بدرعا وتشغيله بالطاقة الشمسية توسيع العملية العسكرية في غزة.. إرباكات داخلية أم تصدير أزمات؟. "الذكاء الاصطناعي" .. وجه آخر  من حروب الهيمنة بين الصين و أميركا الجمعية السورية لرعاية السكريين.. خدمات ورعاية.. وأطفال مرضى ينتظرون الكفلاء مدارس الكسوة والمنصورة والمقيليبة بلا مقاعد ومياه وجوه الثورة السورية بين الألم والعطاء يطالبون بتثبيت المفصولين.. معلمو ريف حلب الشمالي يحتجّون على تأخر الرواتب تقصير واضح من البلديات.. أهالٍ من دمشق وريفها: لا صدى لمطالبنا بترحيل منتظم للقمامة ماذا لو أعيد فرض العقوبات الأممية على إيران؟ "زاجل" متوقف إلى زمن آجل..مشكلة النقل يوم الجمعة تُقّيد حركة المواطنين في إدلب وريفها الدولة على شاشة المواطن..هل يمكن أن يرقمن "نيسان 2026" ثقة غائبة؟ تعزيز الشراكة السورية- السعودية في إدارة الكوارث بين الآمال والتحديات.."التربية" بين تثبيت المعلمين وتطوير المناهج "العودة إلى المدرسة".. مبادرة لتخفيف الأعباء ودعم ذوي الطلاب "بصمة فن" في جبلة.. صناعة وبيع الحرف اليدوية إسرائيل تبدأ هجوماً مكثفاً على غزة المشاريع السعودية في سوريا.. من الإغاثة الإنسانية إلى ترسيخ الحضور الإقليمي