الثورة – هفاف ميهوب:
من المعروف بأن الأحداث والوقائع العظيمة والمصيرية، هي من يصنع فنّاً عظيماً، يترك بصمة راسخة وخالدة.. بصمة الفنان، بل رسالته إلى العالم، مثلما إلى الأجيال التي يريدها أن ترى الحقائق، وتتبيّن مقدار البشاعة والإجرام، لدى قتلة الحياة والإنسانية.
إنه ما فعله “حسن روح الأمين”. الفنان التشكيلي الإيراني الذي يُعتبر، ورغم طغيانِ الجانب الديني على أعماله، من أهم الفنانين المعاصرين، بل والمبدعين العالميين.
إنه ما فعله مراراً، وها هو اليوم يعاودُ فعله، بعد الحادثِ الجلل الذي ألم ببلده، فأثّر فيه وأوجعه. حادثة سقوط المروحية التي سارع إلى توثيقها، مصوّراً حضور الإمام الرضا عليه السلام مع الغزال، إلى المكان الذي وقعت فيه هذه الحادثة التي استشهد فيها، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له.
ولد الفنان “حسن روح الأمين” سنة ١٩٨٥ في طهران، وترعرع ضمن عائلة ذات ثقافةٍ عالية وعميقة في الدين والأدب الفارسي، وقد دفعه اهتمامه بالفنّ، وشغفه به مُذ كان طفلاً، لرسم الوقائع والأحداث الدينية والتاريخية، التي كان يسمعها أو يقرأها، وسواء قبل، أو حتى بعد، دراسته للفنون الجميلة، في جامعة “شاهد” الإيرانية.
كلّ هذا، جعل منه فناناً عالمياً، وجعله يقيم العديد من المعارض، وسواء في بلده إيران، أو في دولٍ أخرى أوروبية.
أما عن أهم وأشهر لوحاته، فهي لوحة “حين هوى العرش على الأرض”.. اللوحة التي شغل خلفيّتها بكتلٍ لونية، وهي كتلٌ تجسّد في الحقيقة أشكال بشرية.. أشكالٌ يوزعها في فضاء اللوحة، بشكلٍ مدروسٍ ومنظّم، يحاكي الحدث ويجسّد واقعيّته، وعبر رؤيةٍ روحية، قدّمت رؤى متعدّدة في تصويرها للفاجعة، وبشتى ألوان الحرنِ والألم.
