أ. د. جورج جبور
رسالتان، هما إلى رئيس الوزراء للدولة مصدرة وعد بلفور الذي هو وثيقة اقتتال مستمر.
الأولى: 2002 بعد دربان، علنية منشورة في جريدة، مناسبتها؛ 85 سنة وعد بلفور، والثانية 2011 عشية الأحداث السورية، تسلمها من مسكني سفير بريطانيا تطلب تقييماً لوعد بلفور ليوضع في ط 6 من كتاب عنوانه “وعد بلفور”.
إجابتان: الأولى تصريح من جاك سترو وهو آنذاك وزير خارجية، في 16 تشرين ثاني 2016 قال الجالس على كرسي بلفور أن الوعد لم يكن مشرفاً كثيراً، والثانية في نيسان 2013 هنا في بيروت تحدث السيد فلتشر السفير البريطاني أمام مؤتمر مركز دراسات الجيش اللبناني فذكر الرسالة وقال إنها ستجاب، يصح اعتبار تصريح نيسان 2017 على أنه الإجابة الموعودة.
متابعتان، أو بالأحرى إهمالان: الأولى: رسالة من أنيس صائغ إليَّ، تابع، تابعت، أصدرت بياناً نشرته جريدة “النور” لسان حال الحزب الشيوعي السوري.
لم أقع على أي رد فعل حكومي عربي وأرجو أن أكون مخطئاً، لست في موضع يمكنني من الاطلاع على كل ردود الفعل العربية حكومية أو غير حكومية.
الثانية: لم أشاهد تصريح نيسان 2017 إلا في زاوية جانبية من إحدى الجرائد اللبنانية، أحدهم تبرع بوضعه أمامي بأصله الانجليزي، هو خطير، مناسبته المعلنة الإجابة على رسائل مليونية تطالب بالاعتذار عن الوعد.
في 2013 أوحى إليَّ كلام السفير فلتشر المعلن – المسجل والملخص ورقياً – ثم الخاص بينه وبيني أن تصريحاً سيصدر في وقت مناسب، أليست المئوية هي الوقت المناسب؟ كيف كانت المتابعة؟
قرأت عن تصريح لوزير خارجية فلسطين يدعو فيه بريطانيا إلى تفعيل التصريح يكون التفعيل باعتراف دولة وعد بلفور بدولة فلسطين، ذلك أن تصريح نيسان 2017 أشار إلى غياب تعبير “الحقوق السياسية” في وعد بلفور.
لم أقع على أي رد فعل آخر، وفي أوراقي غير المنشورة خلاصة حديث مع السيدة نائب رئيس الجمهورية العربية السورية للشؤون الثقافية اقترح أن يتقدم اتحاد الكتاب العرب وهو هيئة سورية تعمل برعاية رسمية إلى المناداة بأن المسوغ التاريخي لوعد بلفور يحسن فحصه من قبل اليونسكو وهي الهيئة المعنية بكتابة تاريخ العالم.
الختام: إيضاح اعتذاري ونداء متجدد من أجل 2 تشرين الثاني 2024.
تفيض الأسطر السابقة انشغالاً بما فعلت، أعالج الأمر بتقديم اعتذار إلى القارئ الكريم، ثم أتابع بمزيد من الانشغال بما فعلت، اعتذر إذن مجدداً وسلفاً عما سأختم به، مع بداية العقد العاشر لوعد بلفور قررت إصدار كتاب عن الوعد يبدأ ما أردته جهداً عربياً جامعاً من أجل مئوية ذات أثر.
صغت للكتاب إهداء يمكن لكل حاكم عربي عضو في القمة العربية ، أية قمة ، أن يوافق عليه، خلاصة الإهداء: فلنقل مجتمعين، نحن القادة العرب، أو فرادى، يوم 2 ت ثاني من كل عام: “وعد بلفور لم يكن منصفا”.
أفكر اليوم، ونحن في موسم المقاومة المسلحة والتضحيات الجسيمة منذ تشرين الأول 2023, أفكر في أول ذكرى لوعد بلفور بعد ما جرى مما أرهق العالم وأيقظه، هل تكون للقمة العربية وقفة موحدة تقول “وعد بلفور لم يكن منصفا”؟
تسوغ قصة رسالتي شخص عادي إلى رئيس وزراء المملكة المتحدة مصدرة الوعد تسوغ الاعتقاد بأن العمل الفردي مفيد في إظهار علة وعد بلفور فكيف بعمل أوسع، يقدم عليه مثلاً الكتاب العرب أو أساتذة الجامعات العرب، أو طبعاً القادة العرب؟
*مؤلف كتاب “وعد بلفور”.