لا في دول الجوار، ولا في جزر القمر ولا طل الخبر .. هذا ليس فقط لسان حال أصحاب الدخل المتوسط والمحدود، وإنما هي حقيقة أسعار الحجوزات الفندقية الداخلية الفلكية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك التي لم تأت وزارة السياحة على ذكرها لا من قريب ولا حتى بعيد خلال استعراضها مذكرتها الخاصة بالاستعدادات للموسم السياحي 2024 والإجراءات المتخذة، لتشجيع القدوم السياحي والمشاريع المنجزة خلال الفترة الماضية في مختلف المحافظات.
البعض وصف ما يجري داخل فنادقنا ومنتجعاتنا السياحية بالمزاد العلني ” “ألا أونا ألا دو ألا تري” لا المخفي .. فيما ذهب البعض الآخر إلى أبعد من ذلك بتأكيده أن ما يحدث لا تحكمه قواعد أو أسس أو ضوابط .. أما أصحاب الدخلين المحدود والمتوسط فقد اكتفوا بترديد مقولة “لا تعليق .. لا تصفير .. لا للطم الخدين .. أو ضرب الكف بالكف .. أو شد شعر الرأس”.
نعم .. المواطن يريد .. والسياحة “يفترض أنها” تريد .. وأصحاب الفنادق والمنتجعات السياحية يفعلون ما يريدون، و”يشلفون” بأسعارهم كيفما يريدون، تحت سقف حجج ارتفاع التكاليف “كهرباء ـ ماء ـ ضرائب ـ رسوم ـ عمالة ـ صيانة ..” الواهية التي لا تتناسب طرداً إلا مع الهوامش الربحية الفاحشة جداً التي قدروها بأنفسهم ولأنفسهم .. شأنهم في ذلك شأن الشواطئ المفتوحة والشعبية التي نالها هي الأخرى من القفزات السعرية الخلبية جانب.
ما يجري في القطاع السياحي لا يمكن وصفه إلا بأنه ضرب من ضروب الفلتان والشطط السعري الذي يتماشى فقط من الإمكانيات غير المحدودة لأصحاب الدخول غير المحدودة الذين تمكنوا من حجز “غرفة أو جناح أو شاليه” لهم قبل أكثر من شهر من أولى أيام عيد الأضحى المبارك بأرقام تتراوح بين مليون و200 ألف ليرة سورية إلى أكثر من أربعة ملايين ليرة سورية في الليلة الواحدة، وتسجيل نسبة إشغالات تجاوزت الـ 95 % “لغاية يومنا هذا” والرضوخ للشرط اللا تعجيزي بالنسبة لهم ألا وهو الحجز مسبقاً والدفع نقداً لكامل أيام العيد “لا لليلة أو ليلتين أو ثلاث”.
فتأمل يا صاحب الدخل المحدود جداً جداً، ويا وزارة السياحة .. يرعاكم الله.
السابق
التالي