الملحق الثقافي- سهير زغبور:
لم يكن الإبداع يومًا حالة فردية الإيحاء عند الرجل والمرأة ..
والتاريخ منذ قدمه يشهد على ذلك ..
إذا كان كلاهما ملهمًا للآخر
وحاضرًا في كل أمكنته
فكان يقف على أطلال الحبيب
فيتذكره ويبكي ذكراه ويشتاق إليه ويكتب ..
ويربط هذا العشق بأمكنة لطالما جمعته به
ومن منا لم يقرأ رائعة امرئ القيس عندما بدأها بقوله
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل ..
حتى في المعارك كان الحبيب يذكر والموت على مقربة من الشاعر
كبيت عنترة الشهير
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني
وبيض الهند تقطر من دمي
ولم يقلص الزمن وتقدم الحضارات دور الحبيب في الشعر ..
بل على العكس صار للأدب حلة جديدة تناسب العصر
ومفرداته وبيئته والموضوع متشعب جدًا مابين الشعر وأدب الرسائل والروايات .
التي خلدها تاريخ الأدب ..
وباتت مرجعًا عاطفيًا وأدبيًا
كرسائل مي زيادة وجبران
وغسان كنفاني وغادة السمان ..
يقول جبران لمي زيادة في إحدى رسائله إليها (( لا تخافي الحب ياماري
لاتخافي الحب يارفيقة قلبي ..علينا أن نستسلم إليه رغم مافيه من الألم والحنين والوحشة))
فإذا كان كل هذا الكم من المشاعر ليس محركًا للكتابة أو محرضًا للقلم ..فالقلم فعل جامد حقًا ….
تلك هي الحقيقة التي لايمكن أن تخفى على أحد
فككل المشاعر النبيلة والإنسانية التي خلق لأجلها الأدب …
كان الحب ومازال في النسق الأول منها….
بكل مايحمله من فرح وأمل ووعد ولقاء وفراق أيضًا وألم وانكسار …
ليصير بمثابة غيمة تظلل سماء الكاتب وتمطره كل تلك المشاعر حبرًا على ورق مقوى بشرايين القلب ..
تلك هي المعادلة المتساوية الطرفين…
الرجل والمرأة كلاهما يلهم الآخر ..حتى أقاصي الكلمة المنحوتة بالحب……
العدد 1191 – 28 -5-2024