الملحق الثقافي- خالد عارف حاج عثمان:
كانت وماتزال المرأة المحرك الأول والأهم للحياة…فمنذ بداية الخليقة اثرّت في الحياة وحولت بوصلتها الوجهة التي تريد او ساهمت بتحويلها إلى الجهة التي تحب..
ومنذ بداية الخليقة تقاسمت والرجل مفاصل الكون وحيواته..
ألم تتدبر أمنا حواء ومعها أبونا آدم ظروف الكون وتجلياته حاضره ومستقبله…
واليوم ومتابعة لدورها الحياتي منذ زمن الأساطير إلى عصرنا الحالي مرورًا بكل العصور الماضية والوصول إلى أيامنا هذه..عاملة ومبدعة وخلاقة مؤثرة ومتأثرة..
لقد لعبت المرأة دورًا محوريًا في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له دليل على كونها عنصرًا أساسيًا في إحداث عملية التغيير في المجتمع…
واليوم كيف تتبدى صورة المرأة في إبداع الرجل وكيف صورها واستلهمها..والسؤال نفسه نطرحه بطريقة أخرى..مادور الرجل في إبداع المرأة…
هذه القضية هي محور ملف ملحقنا الثقافي الأسبوعي في صحيفة الثورة نطرحه كسؤال على المبدعين على الصيغة الآتية:
السؤال التالي للمبدع ما دور المرأة في إبداعك .
والمرأة ما دورك في إبداع الرجل أو دور الرجل في إبداعك..؟
*- الأديب والناقد القاص والطبيب د.زهير سعود..يجيبنا عن سؤال ملفنا قائلاً:
حبّذا لو جعلتم السؤال ذا صبغة أعمّ وأشمل، فلا يقف على وظيفة المرأة الإبداعية في حياة الرجل، بل يتخلّلها عبر موقف متنوّع ومتعدّد لدور الأنثى في الإبداع، لأننا سنثبت حينها أن لا إبداع بدونها، بل سأملك جرأة القول حينها بأن الحياة في جوهرها ذات طبيعة أنثوية، وما نفحة الذكورة فيها إلا لإبراز خصوبتها وإظهار شلّالات الجمال وتدفّق الإبداع في تجديد الكينونة وتأكيد الخلق، عندما خلق الله القدير آدم لم تكن الأنثى غائبة عنه بدليل خلقها منه، وما ظهوره الأول إلا لإبراز عجزه وضعفه وتشتت وجهته بدون أنثى تكون مصدر استمراريته وإثبات نجاحاته وإخفاقاته في صوابية السلوك أم انحداره وسقوطه في عالم الخطيئة. ولو تناولنا الأنثى بصورة المرأة وعلاقتها مع الرجل، فتجليات تلك العلاقة رسمتها الصلة بالأم أولاً وهي الأهم في تحديد سيماء المبدع، ثم العلاقة بالمعشوقة ثانياً، وفي هذا السياق سوف نجد انعكاسات صريحة ومؤثرة لمظاهر الإبداع لدى أغلب مبدعي القرون وفي مختلف الأمكنة، لقد حدث ترويض الوحش أنكيدو في ملحمة جلجامش عبر تسليط أنثى جميلة عند شربه من نبع ماء، أنثى جعلته يتحول من الوحش لكائن وادع ضعيف يبحث عن الخلود والبقاء، والدرس الذي نقلته لنا الأسطورة هو تأكيد أن علاقة الإنسان المبدع بالحياة عنوانه المرأة، ومن تعلق بالمرأة تعلق بالحياة وهذا يثبت أيضاً أن من رفض المرأة في حياته هو رافض للحياة عبر فلسفة تشاؤمية برزت على لسان صاحب اللزوميات المعرّي وهو القائل:
وما الغواني الغوادي في ملاعبها/ إلا خيالات دقّت أشبهت لعبا.
وإنما الخود في مساربها/ كريه السمّ في تسرّبها.
أما فيلسوف التشاؤم في أوربا شوبنهور فقد أورثه إبداعه السلبي سلوك أمه حياله فهي بنظره متهتكة لأجل مجونها قتلت أبيه وطردته، إنه لمن المؤسف حقاً أن تكون أغلب الاتجاهات الإبداعية في الأمم الشرقية قد أجمعت على اعتبار المرأة قليلة الوفاء، سريعة التحوّل، لا تحفظ عهداً، ثم تنقّصوا عقلها وأخلاقها، ولكن ذلك لم يمنع من بروز المرأة كواجهة إبداعية دفعت شعراء عظماء كأصحاب الحبّ العذري للتشرّد والهيام كمحرض ودافع لظهور أعمالهم الإبداعية، وتبقى المرأة ماثلة في أغلب الأعمال الإبداعية المشهودة والمطبوعة قديماً وحديثاً، سواء تناولت اللغة الكتابية أم الشفهية وفي التعبيرات الروائية والشعرية ثم المشهدية للنحت والرسم والتصوير، فالموناليزا وعذراء الصخور أصل شهرة دافنشي، ورواية الأم جعلت لمكسيم غوركي شهرته، أما رسول حمزاتوف وبالرغم من أنه ترك أثراً شعرياً رقيقاً في العشق، لكنه وظّف أغلب نزوعه العشقي لبلده داغستان فكتابه «داغستان بلدي» كشف لنا عظمة الشاعر وقدراته التعبيرية البالغة الأثر…
*- الكاتبة الشابة
-سلمى وديع اسمندر ذكرت:
المرأة هي مصدر الإلهام الأكبر عند الرجل، وإبداعه يستلزم وجود امرأة بحياته، أما المرأة تبدع من خلال النظر لمرآتها، وليس للرجل دور في إبداعها بل إنه مجرد عنصر تكميلي، فأنا أبدع منذ سنوات، وليس هناك للرجل أي أثر في هذا الإبداع.
*- الشاعرة صديقة رابعة:
المرأة هي روح الحياة وبدونها يموت كل شيء لذلك هي الملهمة الأولى في إبداع الرجل وتدخل كعنصر هام في النص الإبداعي لدى الرجل نذكر الكثيرين ممن أبدعوا»
امرؤ القيس ملهمته عنيزة
وعنترة ملهمته عبله
ونزار قباني ….. وغيرهم الكثير
هناك نساء أبدعن في نصوصهن الأدبية والروائية والمسرحية لكنها لاتضاهي ما أنجزه الرجل لأنها لم تتح لها الفرصة وظروف الإبداع وهناك رجال يريدون إخراجها من دائرة الإبداع
والكثير منهم من كره المرأة كالمعري والحكيم والعقاد
ومع ذلك كانت هناك مبدعات كرابعة العدوية والخنساء ونازك الملائكه.. وغيرهن
لم يكن الرجل ملهمًا لإبداع المرأة …بسبب سيطرته كرجل.
*- الشاعرة والاعلامية سمر عميران:
دور المرأة في إبداع الرجل أن توفر له سبل الراحة والجو المناسب لحرية إبداعه والأجمل أن تكون جزءاً من إبداعاته بوقوفها إلى جانبه ومشاركته طموحاته وأحلامه والعمل على تحقيقها..
*- الأديبة رنيم خالد رجب..:
المرأة هي المعجم الذي يستقي من خلاله الرجل أو الكاتب كلماته
وهي المحفز للمعاني الجميلة التي يدرجها الكاتب والذي يكتسيها النص ..
هي اللغة هي الإحساس هي ريشة دونها يعجز الفنان عن إكمال لوحته….
العدد 1191 – 28 -5-2024