الثورة – علاء الدين محمد:
التطوع هو أن يقوم فرد أو مجموعة من الأفراد بعمل ما لخدمة المجتمع، من دون أن يتلقى أي منفعة مادية جراء الخدمة التي يقدمها، والعمل التطوعي قديم جديد في بلدنا، لذلك فإن خدمة الناس والمجتمع متعة لا تضاهيها أي متعة.
في ثقافي المزة بدمشق أقيمت فعالية تكريمية بعنوان “التطوع وأثره على الفرد والمجتمع” شارك فيها الأستاذ شادي سروة ومجموعة من المتطوعين في المراكز الثقافية مع عازف الكمان الأستاذ عدنان الحايك، على هامش الفعالية كانت لنا وقفة مع مدير ثقافة دمشق نعيمة سليمان، التي بينت أن التطوع سلوك إرادي نابع من الذات يؤكد على القيم الإنسانية النبيلة، وهو عمل يقوم به المتطوع دون أن ينتظر مقابل.
وأضافت: إن التطوع يعبر عن مكنونات المتطوع، وحبه لأهله ووطنه، وله أثره الحضاري والإنساني، والمفروض علينا توعية شبابنا وتربية أبنائنا على حب التعاون وتعزيز روح الحياة التطوعية، حتى تصبح أسلوب حياة عندهم.
وأشارت سليمان إلى أن ثقافة التطوع ليست جديدة على المجتمع فهي ثقافة قديمة مترسخة بمجتمعنا السوري، وهي من عاداتنا وسلوكنا، وتأتي هذه المبادرة لمديرية ثقافة دمشق لتكريم المتطوعين بالمراكز الثقافية الذين تركوا أثراً إيجابياً كبيراً على عدد كبير من الأطفال والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة.
وختمت سليمان قائلة: إن المتطوعين لهم أثر كبير على تنمية الحالة الثقافية والمعرفية عند رواد المراكز الثقافية، ونحن بدورنا واجبنا أن نقدم لهم بطاقة شكر وامتنان، والتكريم هو مبادرة الوفاء بالوفاء ونحن خجولون دوماً أمام عطاءاتهم.
فيما تناول الأستاذ شادي سروة الحديث عن التطوع في سورية بالعصر الحديث، وصنفه إلى أنواع، الأول: العمل الخيري التطوعي الذي تقوده الجمعيات والمؤسسات الدينية، الثاني: الجمعيات غير الربحية وغير الدينية التطوعية من المجتمع الأهلية والتي تركز في أنشطتها على الجوانب التاريخية الثقافية البيئية العلمية والفنية، أما الثالث من العمل التطوعي فهو مرتبط بالانتماء السياسي أو الحزبي.
وعن آثار العمل التطوعي على الفرد أوضح أنه يساعد الأفراد على تعزيز مهاراتهم الاجتماعية، وتطوير المهارات الأساسية واكتساب خبرة قيمة، وكذلك تفريغ الطاقة وشغل أوقات الفراغ وممارسة عملية تساعدهم على تطوير مهاراتهم ومعارفهم، إضافة إلى علاج بعض الأمراض النفسية الحادة.
وعن آثار العمل التطوعي على المجتمعين ذكر قائلاً: إن الصحة النفسية الجمعية الإيجابية والرضا العام وتحسن مستوى وجودة الحياة كلها من نتائج هذا العمل الذي يعزز الانتماء إلى المجتمع والوطن والحفاظ على تماسكه، والمساهمة في الحفاظ على السمات الإنسانية والقيم الأخلاقية في المجتمع ويعزز مفاهيم التضامن والتكافل الاجتماعي الضرورية لاستمرار أي مجتمع، وهؤلاء المتطوعون ليس دافعهم الحصول على الأوسمة أو التقدير بل خدمة الإنسانية.
وبين أن خدمة الإنسانية وتحسين الحياة نفسها بإيمان لا يتزعزع وهمسات مليئة بالأمل يقدمون الدعم والمساعدة دون أي توقع للمكافأة، في كل لحظة عابرة يبرزون الجمال وينشرون الحب وثقافة الحياة ويجسدون جوهر الحالة الإنسانية من خلال أقوالهم وأفعالهم.
فلنحتفي بتلك الأرواح العظيمة التي تمتد أيديها كجسور الخير لترسم البسمة وتلامس جرحاً وتثقف نفساً، فلنجتهد أن نجتهد في خدمة الإنسانية ونشر السلام والثقافة والأمل بقلب مليء بالحب.
وفي ختام الفعالية قامت مدير ثقافة دمشق بتكريم مجموعة كبيرة من المتطوعين في عدد من المراكز الثقافية وتقديم الشكر والامتنان لهم على ما قدموه من جهد وإبداع لتعزيز الروح التشاركية التطوعية وتوعية أبنائنا وتقديم كل ما يسهم في نهوض وارتقاء المجتمع.