الثورة- هشام اللحام:
جاءت المباراة النهائية لمسابقة كأس الجمهورية لكرة القدم لتلخص حال رياضتنا، بل كانت مرآة للواقع الرياضي في كثير من جوانبه، وهو واقع لا يسرّ بالتأكيد.
ملعب مهترئ !
عندما تم اعتماد ملعب تشرين ليكون مسرحاً للمباراة النهاية للكأس والتي جمعت فريقي الوحدة والفتوة، فهذا يعني أن هذا الملعب هو أفضل ملاعبنا وخاصة أنه أحد ملاعب العاصمة، والمؤسف جداً أن هذا الملعب افتقد للأساسيات، ألا وهي الأرض العشبية الجيدة الصالحة، ولعل المثير للدهشة أن هذا الملعب كان متوقفاً عن استقبال المباريات منذ فترة طويلة، وقد قيل إنه يخضع للصيانة، فهل هذا ملعب يمكن أن نفخر به وأن ندعو وفود الاتحاد الآسيوي أو الدولي لرؤيته والتباهي به ؟ وبالتالي يكون حجة لنا لاستضافة مباريات فرقنا ومنتخباتنا عليه ! وعندما يكون هذا هو الأفضل فكيف هو حال الملاعب الأخرى؟!
السؤال للاتحاد الرياضي العام ككل، ولمسؤولي المنشآت بشكل خاص.
تنظيم سيئ
الأمر الآخر الذي يعكس حال رياضتنا هو التنظيم السيئ الذي يؤكد ضعفنا الإداري، فإذا كان اتحاد كرة القدم عاجزاً عن تنظيم مباراة واحدة، حيث سادت الفوضى أثناء المباراة وازداد الأمر سوءاً بعدها، وقد لاحظ الجميع كيف كان مضمار الملعب غير منضبط وهذه مسؤولية المراقب وبالتالي اتحاد اللعبة، ومسؤولية الحكم الذي كان عليه ألا يبدأ دون ضبط الملعب وعدم تواجد إلا من يحق له التواجد.
وهنا رسالة إلى اتحاد اللعبة وتحديداً لأعضائه المؤثرين، فبدلاً من إنفاق الأموال هنا وهناك وخاصة في ملف اللاعبين المغتربين، من الأفضل الإنفاق فيما يحقق تنظيم جيد ومثمر للمسابقات المحلية، وهنا النجاح الحقيقي، ونتمنى أن يكون ملف المسابقات وتنظيمها بيد الذين يقال إنهم نجحوا في ملف المغتربين، لعلنا نرى دورياً جيداً ومسابقات متطورة.
مستوى وتحكيم وثقافة
في الحديث عن المستوى الفني فهو لم يكن بما يتناسب مع قمة كروية وفريقين عريقين، ولن نزيد هنا لأن الملعب السيئ قد يكون سبباً.
ولكن في موضوع التحكيم فإن استخدام الفار (رغم عدم قناعتي به) كان مهماً، فماذا استفدنا من الدورات التي اتبعها عدد من الحكام والمقربين والتي جرت في السعودية، مع الحديث عن تجهيزات الفار التي وصلت؟!
طبعاً الحديث عن ركلة الجزاء الأخيرة موضوع الجدل كانت حالة مهمة، وربما كان حكم الخط قادراً على ضبطها أكثر من حكم الساحة، ومسؤولية صحة القرار أو الخطأ فيه مسؤولية الحكم المساعد.
ولابد من الإشارة إلى الثقافة الغائبة لدى الجمهور، الذي بقدر ما هو عاشق وله دور مهم في التشجيع، إلا أن ثقافة الفوز والخسارة، وعدم الالتزام بالضوابط والتعليمات أمر في غاية الأهمية.
إذاً كانت مباراة نهائي كأس الجمهورية بين الفتوة والوحدة صورة مصغرة عن حال رياضتنا المليء بالفوضى والأخطاء والإهمال، فهل تُحرك هذه الصورة السلبية الغيرة والحرص على التصحيح وإعادة رياضتنا إلى أيام زمان في السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي على الأقل؟
السابق