الثورة – دمشق – مريم إبراهيم:
الشباب وتعزيز الثقافة والهوية الوطنية ودور الجامعات والإعلام والمنظمات الشبابية غير الحكومية، شكل العنوان الرئيسي لجلسة الحوار التي نظمها الاتحاد الوطني لطلبة سورية في مدرج جامعة دمشق اليوم بمشاركة وزيري الإعلام الدكتور بطرس الحلاق، ووزير التعليم العالي الدكتور بسام إبراهيم ورئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان وحضور عدد كبير من الطلاب والأساتذة والباحثين والمختصين.
تعزيز الروابط
الوزير الحلاق بيّن دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وأثرها في الرأي العام، والتغيرات التي أحدثتها التكنولوجيا على المجتمع، وضرورة العمل على تعزيز الروابط الثقافية والقيم والهوية، وضرورة التمسك بها من خلال توفير فرص مناسبة لمهارات الشباب العلمية والعملية، ولاسيما في ظل التحديات الحالية وظهور مؤثرات جديدة تستهدف الهوية والانتماء عبر “السوشال ميديا”، وهناك الصعوبات التي يواجهها الإعلام في الوقت الراهن، وخاصة أن الحرب مازالت تحاول أن تفرض آثارها السلبية على المجتمع السوري بكل أطيافه ولاسيما الشباب، حيث أن دور الإعلام في تعزيز الهوية الوطنية هو دور أساسي، لكن دائماً نسعى لأن يكون العمل الإعلامي بما يخص الهوية الوطنية هو عمل ممنهج، يبنى على استراتيجية متكاملة مع بقية المؤسسات، فالإعلام لا يستطيع أن يعمل لوحده دون المؤسسات الأخرى وخاصة التربوية والتعليمية، فالصحف تحولت إلى مواقع الكترونية واختلف الحامل الورقي إلى حامل الكتروني، أما وسائل التواصل فلا يمكن في يوم من الأيام أن تكون وسيلة إعلام ولا تصنف لأنها غير مؤطرة ضمن مؤسسة إعلامية.
الحاضن والضمان
وأشار الوزير إبراهيم إلى أهمية الجلسات الحوارية فمن خلال الحوار والتفاعل نصل إلى مقترحات وتوصيات أقل خطأ عند تطبيق أي شيء سواء بالقطاع التعليمي أو قطاع الصحة، والهوية الوطنية نعتبرها هي الحاضن للجامعة وللمواطن، وبشكل خاص بجامعتنا للشباب مهما تنوعت ثقافاتهم والجغرافيا التي ينتمون إليها.
ومهما تنوعت الطوائف الدينية التي ينتمون إليها، ودائما هي الضمان والأمان والسلام الوطني لتحقيق العدالة الاجتماعية أيضاً جامعاتنا ومعاهدنا وهيئاتنا البحثية ومراكزها ومؤسساتها في وزارة التعليم العالي لها دور كبير في هذا المجال ومهمتنا الأساسية تخريج الكوادر وتخريج القدرات البشرية ذات الكفاءات العالية لدخولها إلى سوق العمل ولنساهم في تحويل التنمية الاقتصادية الاجتماعية.
ونحن نعتز بمستوى الخريجين سواء بالاختصاصات الطبية أو الهندسية والعلوم الإنسانية والأدبية والإنسانية أينما كانوا داخل القطر أو خارج القطر وهم يتمتعون بالخبرة والكفاءة العالية، ودور الأستاذ الجامعي يجب أن يكون القدوة المثل للطلبة سواء على الصعيد التعليمي أم على صعيد العلاقات، فليس الهدف هو تخريج الكوادر إنما خلق روح اجتماعية من خلال الأنشطة الثقافية الرياضية، وتوجيه الطلاب نحو المبادئ الاجتماعية السليمة ونحو العمل والإنتاج إلى القانون إلى محاسبة المخطئ إلى مكافحة الأشياء السلبية التي نسمع عنها أحياناً سواء في جامعاتنا أم أماكن حول الجامعات.
وبالتالي نعمل ضمن هذا الإطار تعليم سلوكية أخلاق تربية انتماء وطني، ويجب أن نعلم أبناءنا الحفاظ على مؤسساتنا التعليمية وعلى النظافة والترتيب والتنظيم ضمن الجامعة هذه الأمور ضمن بيئة واحدة وحاضنة هي الجامعة، فالاتحاد الوطني له دور في هذا الإطار وشريك حقيقي في هذه المواضيع والإعلام له دور كبير فنحن في أصعب الظروف منها تحديات غزو ثقافي فكري وتطوير التكنولوجيا والاتصالات وغير ذلك.
تعزيز الثقافة والتراث
وشدد الوزير إبراهيم على أن الجامعات والكليات والمؤسسات التعليمية والعلمية ليس مهمتها فقط التعليم والتعلم والبحث العلمي وإنما مهمتها عقد ندوات حوار دائمًا لتعزيز ثقافتنا وتراثنا من خلال لحظ أيضاً ذلك من خلال خططنا ومناهجنا الدراسية، وعندما نلحظ ذلك في الخطط والمناهج ستكون هناك حلقات بحثية بشكل دائم وخاصة في بعض الكليات التخصصية وعلينا تشجيع أعضاء هيئة التدريس ليخصصوا جزءا من محاضراتهم لهذا الموضوع .
تحديات
الدكتورة سليمان أوضحت أن الهوية الوطنية التي يتم تداولها ليست بالمسألة السهلة وإنما هي مسألة صعبة لها تحديات وليست بالجديدة على المجتمع والواقع السوري، فهي قديمة متجددة ظهرت اليوم بعد حرب 13 سنة، وجزء من تأثر الشباب بها هو جيل الشباب الجامعي، وتحديات الهوية الوطنية تشكل حالة اغتراب للشباب الجامعي، وهذا ما نعيشه بشكل دائم ويمارس من خلال عدة أشكال منها الهجرة، تراجع مشاركة الشباب في بعض الأنشطة/ وبالمقابل هناك قصص نجاح من قبل الشباب الجامعيين عبرت تعبيرا حقيقيا قويا وفاعلا وحيويا مع مجتمعاتهم.
وتجلت بالعديد من النشاطات والفعاليات أبرزها الأعمال التطوعية التي يقوم بها الاتحاد بالمشاركة مع المجتمع الأهلي والتي أظهرت مستوى الوعي الشبابي في مسألة الانتماء والمواطنة.
نحن بحاجة في الاتحاد الوطني وغيره من المنظمات إلى عمل مضن وكبير في مسألة تعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب والطلاب الجامعي، ونحتاج إلى حوارات وتشاركية مع مكونات المجتمع من ناحية وأن تتحمل الدولة ومكوناتها مسؤولية صياغة هوية وطنية سورية وعقد اجتماعي، واليوم دور الاتحاد جزء من الكل ،يستطيع من خلال مساهماته وأنشطته أن يكرسها ولكن ليست بالكافية على المدى القريب.
وطرح المشاركون في الجلسة العديد من الآراء والمقترحات التي تؤكد على ضرورة حماية الثقافة والإعلام من العولمة التي تعتبر واحدة من التحديات الكبيرة، والعمل على التصدي لليبرالية من خلال استراتيجية منهجية تعزز البنية الاجتماعية المناهضة لهذه الأفكار، وتحصين جيل الشباب بمزيد من المعرفة والوعي، وتكثيف اللقاءات الفكرية والثقافية التي تعزز دور الانتماء الوطني.