الثورة – يمن سليمان عباس:
يقولون إن سورية قلب العالم بين القارات الثلاث، وهذا صحيح، فهي عقدة الوصل بين أجزاء الجيد العالمي.. والقلب له قلب يتوسط الجسد..
إنها حمص.. المدينة التي لها في كل جزء من سورية جذر .. وتمتد بحدودها واسعة تجاور أكثر من دولة..
حمص تاريخ وحضارة وعمران
المؤرخ الباحث في تاريخ العمارة العربية الدكتور لطفي فؤاد لطفي يصدر كتاباً حمل عنوان: “لمحة تاريخية عن العمارة والعمران لمدينة حمص”
الموقع والتاريخ
يقول لطفي : تقع مدينة حمص فوق هضبة ترتفع ٤٠٠م عن سطح البحر مقابل خليج عكار الذي يسمح لنسماته أن ترطب أجواءها صيفا وتغني أمطارها شتاء، في شرقها جبال التوائية متوسطة الارتفاع تخترقها أحواض سهلية فيضية وأودية متوسطة السعة وأرض خصبة (بساتين تجلي العين خضرتها) يرويها نهر العاصي وأقنيته المتعددة والذي قامت على أطرافه مدن:قطنة المشرفة حماة قادش تل النبي مندو الرستن جوسيه الخ….
ورد في معجم البلدان (حمص) بالكسر ثم السكون الصاد مهملة بلد مشهور قديم كبير مسور وفي طرفه القبلي قلعة حصينة على تل عال وهي بين دمشق وحلب في منتصف الطريق. وذكر أنيس فريحة :(حمص جذر كنعاني يعني فيما يعنيه الخجل. بدأ ينمو هذا المركز السكني بعد كسوف قادش أفول نجمها منذ القرن الثالث ق.م.
لمحة تاريخية
تكونت الدولة السلوقية في سورية وكانت عاصمتها مدينة أنطاكيا التي حكمتها حتى عام ٦٤ م ولا تزال بعض الكتابات اليونانية موجودة في حمص ومنها الكتابة المنقوشة على حجر من البازلت الأسود يعلو مدخل جامع (ابي لبادة) في حي بني السباعي.
اتضحت أهمية مدينة حمص زمن أسرة شمس غرام التي يميل اغلب الباحثين إلى أنها عربية تولى الحكم فيها ثمانية أمراء (٨١_٩٦م).
وأصبحت حمص مركز سورية المجوفة في الفترة البيزنطية وكان أثرها الثقافي كبيراً.. العاصي يصب في التيبر حاملاً لغته وعاداته كما عين الحارث بن جبلة الغساني سيدا على القبائل العربية(٥٢٤_٥٦٩م)
حررها أبو عبيدة الجراح وخالد بن الوليدي بالفترة العربية وأصبحت أحد أجناد الدولة العربية بجانب دمشق
.يتناول الكتاب العناوين التالية :مدينة حمص وتطورها العمراني .
عمارة حمص .أماكن العبادة .حكاية الشيخ مجول المضرب وحين دكبي .
ويقف لطفي بشكل موسع عند أبواب حمص التي هي :باب السباع .باب السوق .باب هود.باب التركمان .الباب المسدود .وكذلك الأسواق والشوارع والقصور وأماكن العبادة طبعا مع سرد تاريخي وصور موثقة .
الكتاب وثيقة مهمة تقدم كنوزا من المعرفة .
الكتاب جاء بعد انتهت الحرب الظالمة والمجنونة الإرهابية على سورية ودمرت الكثير من الآثار النادرة في كل سورية ومنها حمص .