مصطفى المقداد:
عاش السوريون أياماً طويلة وسط أجواء انتخابية مثيرة على مدى عدة أشهر شغلتهم خلالها انتخابات داخلية لحزب البعث لقيت اهتماماً ومتابعة من جميع فئات الشعب والأحزاب السياسية والمنظمات والنقابات والمؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية بحيث كان حديث الانتخابات الحزبية الشغل الشاغل للسوريين انتظاراً لميلاد قيادة سياسية جديدة ينتظر منها ويعلّق عليها المواطنون آمالاً كبيرة، وترقباً لإحداث تغييرات جوهرية في المشهد العام وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بشكل خاص.
وهم في غمرة الانتخابات الحزبية الداخلية ما لبثوا أن دخلوا مرحلة انتقالية جديدة من خلال انتخابات خاصة تستأنس فيها القيادة المركزية في اختيارها لممثليها في مجلس الشعب، وهي اختبارات عملية لحجم ومدى فاعلية مرشحي الحزب بين أبناء محافظاتهم، وهي تكشف قدراتهم في المنافسة أولاً، ثم إمكانياتهم لدفع المواطنين على المشاركة في الانتخابات وسط تردي الأوضاع المعيشية وصعوبة تحسينها في ظلّ التحديات الكثيرة والمتزايدة التي تفرضها متغيرات لا تقف عند حدّ.
فكيف تنعكس التحالفات الانتخابية على طبائع وسلوك الناس؟
وهل تؤدي إلى نتائج إيجابية حقيقية؟
من دون دخول في إصدار أحكام مطلقة وقطعية فإن الأمر يتعلق بثقافة ومعرفة وسلوك الناخب ذاته، فبالقدر الذي يحسن فيه اختيار المرشح المناسب، فإنه بذلك يسهم في الارتقاء بعمل المؤسسات التي سيتولى المرشح إدارتها أو تنظيم عملها ونشاطها، ليكون النجاح أو الفشل مرتبطاً بالناخب وحده كونه حامل الأمانة في الاختيار.
وما انتخابات مجلس الشعب وغيرها إلا نماذج من تجارب الشعوب في اجتراح حلول مناسبة أو إدخال البلاد في مآزق ومشكلات لا تنتهي.
