الثورة – مها دياب:
يكمن المعنى الحقيقي للعيد في الفرح، وعيش اللحظات السعيدة ما بين أفراد العائلة والأطفال والأصدقاء، هو يوم الخروج عن الروتين والمألوف ليتوقف فيه الشعور بالمسؤوليات ومتاعب الحياة اليومية، هي أيام معدودة وزمن قصير ولكنه يعيد للإنسان رغبته في التجدد والانسجام مع الحياة ولكل منا ذكرياته الخاصة والمميزة المرتبطة بهذا اليوم.
العيد ملابس جديدة
وفي هذا السياق استطلعت “الثورة” بعض الآراء.. تقول مايا حسن وهي أم لثلاثة أطفال: إن العيد بالنسبة لي يعيدني إلى الطفلة ذات الثماني سنوات، أرتب ثيابي الجديدة بجانبي على السرير، وكنت دائماً أحب ارتداء الفساتين الوردية مع الحذاء الأبيض وربطة الشعر الوردية، أنهض صباحاً لارتدي ثياب العيد وأذهب لأبي لأكون أول فرد في المنزل أعايده وأدور وأرقص أمامه فرحاً، وأساله كم أنا جميلة ومميزة، لأرى السرور والتهليل في عينيه البنية وكم هو سعيد بفرحتي.
اللعب في الساحات
وعبرت بشرى جولاق، وهي أم لطفلة، عن ذكرياتها مع العيد بالقول: كم كنت أحب اللعب أيام العيد والذهاب مع أمي وأبي وشقيقي إلى ساحة العيد بعد العصر، ولم نكن نترك أي لعبة هناك وخاصة المراجيح الدوارة وركب الخيل وتذوق غزل البنات اللذيذ، وكنا نبقى هناك حتى المساء وفي كثير من الأحيان نلتقي العديد من الأصدقاء والأقارب فأيام العيد مميزة وسعيدة وفيها كامل النشاط بالنسبة لي.
مرافقة أبي
ويقول أحمد الحاوي: ذكرياتي مع العيد دائماً مرتبطة بمرافقة أبي، إذ كنت أحاول أن أتعلم منه كل شي أنام باكراً جداً لأنهض وأرتدي ثيابي وأسرح شعري مثله، وأذهب معه لأداء صلاة العيد ومن ثم أرافقه لتهنئة أفراد العائلة جدي وجدتي ومن ثم الذهاب لمنازل أعمامي وعماتي لأنه كان الأصغر بينهم ومن ثم العودة للمنزل للغداء وتحضير أنفسنا للذهاب مساء لاجتماع أفراد العائلة في بيت جدي.
اجتماع العائلة
أما لينا محمد قالت: ذكرياتي عن العيد كثيرة، منها ما كان مرتبطاً باجتماع العائلة وتبادل التهاني والهدايا ورؤية أبناء وبنات أعمامي وعماتي في منزل أبي لأنه الأخ الأكبر، فعائلة أبي كبيرة جداً، ولديه الكثير من الإخوة والأخوات ولكن كل منهم بحكم العمل والزواج يسكن بعيداً عن الآخر، واللقاء غالباً ما يكون في الأعياد بسبب بعد المسافات وانشغالهم في متاعب الحياة ومهامها.
حلويات العيد
نور الشامي بدأت حديثها عن أن ذكرياتها في العيد مرتبطة بصناعة الحلويات، فكانت عائلتها تقيم في منزل كبير مؤلف من ثلاثة طوابق، ومنزل جدها في الطابق الأرضي.. كنت مدللة من الجميع ومرافقة لأمي ولزوجات أعمامي في مهامهم المنزلية خاصة في التحضير ليوم العيد من زينة وحلويات، كن يجتمعن في منزل جدي ويصنعن الكثير من الحلويات بأصناف عديدة ومتنوعة، وأنا طبعاً أقلدهن في كل شيء وأصنع معهن الكثير من الأشكال التي تخبزها أمي في الفرن وتضعها لي في طبق لأذهب وأطعم أبي وجدي، وهذا ما كان يشعرني بالسعادة كوني صنعتها.. وأنا اليوم أقوم بتقليد هذا الطقس مع بناتي وفي كل عيد نقوم بصناعة حلويات العيد في المنزل لأصنع لهم ذكريات جميلة عن هذا اليوم المميز.