الثورة – عبير محمد:
ما زلنا نذكر في طفولتنا كيف كنا ننتظر قدوم العيد بفارغ الصبر لما يحمل معه من مشاعر الحب والألفة، ولما فيه من عادات قديمة موروثة جميلة تكتمل فيها فرحة العيد مع ثياب العيد الجديدة، وحلوى العيد التي لها مذاقها الخاص والعيدية التي يخصها الأهل لأطفالهم.. ينتظرها الصغار والكبار.. ولكن بالأخص الصغار حين تلمع عيونهم من السعادة ويدخل الفرح قلبهم والفخر يملأ أنفسهم بحصولهم على العيدية من كف الأب لجيوبهم، ويحرصون على شراء ما يحلو لهم من الألعاب والحلوى.
فهي أهم طقس من طقوس العيد ولها ميزة خاصة لأنها هبة من رب الأسرة لهم، مهما كانت قيمتها فرمزيتها عند الجميع مصدر سعادة وسرور لمهجة القلب.
دنانير ذهبية
تعود أصول العيدية كما يروى إلى العصر الفاطمي فقد كانت توزع الثياب والنقود على الشعب عند حلول العيد وتعرف بالرسوم، وكان الأمراء يقدمون العيدية للأطفال على شكل دنانير ذهبية ونقود وهدايا.
واختلفت التسميات من مكان لآخر، فعرفت في العصر المملوكي ب( الجامكية) وهو المال المخصص للملابس وكانت توزع حسب المكانة الاجتماعية لذلك، كانت العيدية لأصحاب المقامات العليا، مثل الأمراء، وتوزع دنانير ذهبية وطعام وحلوى فاخرة تعطى هدية من الحاكم، وسميت في سورية “بالخرجية”.
ومع تطور العصور اختلفت أشكال العيدية وأصبحت حسب الفئة العمرية والمكانة الاجتماعية.. أعاده الله عليكم بكل خير وملأ جيوبكم ليرات ذهبية.