الرد بالنار.. حيفا أولاً واسألوا “الهدهد”!

د. مازن سليم خضور:
عندما استشعر الشاعر نصر بن سيّار بوادر الانفجار ونُذر الخطر على قومه قال في قصيدة هذا مطلعها:
أرى تحت الرماد وميض نار          ويوشك أن يكون له ضرام
المنطقة فوق كتلة من الركام والجمر الذي قد يشتعل في أي لحظة والعالم فوق فوهة بركان أو كتلة من البارود وانفجاره ليس بحاجة إلا شرارة عود ثقاب فهل من يريد الاشتعال؟
حسب التصريحات الإعلامية يتحضر الكيان الإسرائيلي لإشعال جبهة الشمال مع لبنان بشكل مختلف عما يحدث الآن، تهديدات الكيان تأتي مع تطورات كبيرة في قطاع غزة من جهة وفي داخل الكيان من جهة ثانية مع تطورات مرافقة في الإقليم كافة فكيف يبدو المشهد الحالي للمنطقة؟

المشهد الفلسطيني
عمليات المقاومة تزداد وتيرتها وتغيير تكتيكاتها وخططها العسكرية وتستمر في إيقاع الخسائر بقوات الاحتلال الإسرائيلية واعتماد المقاومة للكمائن المركبة وحصيلة هذه الكمائن بدت واضحة من خلال أعداد قتلى وجرحى الإحتلال ونوعية القتلى أي أنهم من الضباط وبالتالي الخسارة أكبر حيث يحتاج الكيان لسنوات للتعويض من حيث الخبرة والتدريب ففي آخر الإحصائيات فإن عدد قتلى الكيان في هذه المعركة وفقا للأرقام الإسرائيلية العسكرية الرسمية في حصيلة غير نهائية ارتفع منذ السابع من أكتوبر إلى مايقارب  (٧٠٠) قتيل بين ضابط ومجند ، بينهم النصف تقريبا قتل في معارك برية في قطاع غزة، كما تشير البيانات أيضا إلى أن عدد الجنود المصابين في المعارك البرية في غزة منذ بداية طوفان الأقصى يقترب من ألفي جندي والأعداد المذكورة هي وفق بياناتهم اما على أرض الواقع ووفق أعداد المقاومة فالعدد أكبر بكثير وبالتالي يمكن القول إن الطوفان مستمر وبوتيرة عالية.

المشهد اللبناني
بعد خطاب الأمين العام لحزب الله أمس ورسالة “الهدهد” يتضح الرد اللبناني على التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على الجبهة الشمالية ليكون الرد على الشكل التالي بتكثيف استخدام الطائرات المسيرة الانقضاضية بأسراب وليس بشكل افرادي للتأكيد على قدرات المقاومة وإثبات عمى العدو في الاستعلام التكتيكي وإطلاق المقاومة لصاروخ أرض – جو على طائرة حربية وليس مسيرة و إجبارها على مغادرة منطقة التحليق وتنفيذ المقاومة لعملية استهداف مصورة وموثقة دمرت فيها قاذفة صواريخ مذخرة لنظام القبة الحديدية وهو النظام المكلف باعتراض الصواريخ ذات سقف التحليق المنخفض والمتوسط وفي ذلك دلالة على قدرة المقاومة إفشال هذا النظام واخراجه من الخدمة.
والأهم كان إسقاط المقاومة للمسيرات الإسرائيلية وهو ما أكدته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي التي أفادت بإسقاط طائرة بدون طيار  من نوع “كوخاف”، هيرميز 900، وهي واحدة من أكبر وأغلى الطائرات التي تمتلكها القوات الجوية الإسرائيلية.
هذا بالإضافة إلى الاستهدافات الدقيقة  التي تنفذها المقاومة التي تعزز موقعها في قواعد الاشتباك التي تحكم حركة الميدان وبالتالي هنا المشهد يقول إن المقاومة جاهزة ومستعدة لكل الخيارات.

المشهد اليمني
من قال إن اليمن بعيد عن ما يجري في المنطقة فالرسائل اليمنية تصل إلى قلب الكيان وفي تزايد مستمر لناحية العدد والنوعية وما كان  نشر اليمنيون  لفيديو عملية إطلاق صاروخ  “فلسطين”  المميز على المستوى التقني إلى الناحية تأكيد ذلك.
كذلك شهدت الجبهة اليمنية زيادة عددية ونوعية خلال الفترة القليلة الماضية من خلال استهداف السفن والمدمرات الأميركية ولاسيما ما تم نشر صوره عن استهداف المدمرة (أيزنهاور) بالإضافة إلى إسقاط طائرات أمريكية مقاتلة بدون طيار من نوع (إم كيو-9) المتطورة والمرتفعة التكلفة ويعتبر ذلك عمليات نوعية وغير مسبوقة وبالتالي مشهد اليمن يقول  رغم البعد.

المشهد السوري
قد يعتبر البعض أن المشهد السوري غائب عن التطورات الأخيرة بسبب الحرب والأوضاع التي تشهدها سورية لكن الرد على هذا سيكون من خلال المشاهد التي أظهرها حزب الله لمنصات إطلاق الصواريخ ذات الصناعة السورية وكذاك المعلومات عن زيارة رئيس المخابرات الإيطالية إلى دمشق وقوله إن هناك من الدول الأوروبية تريد عودة العلاقات مع سورية من جهة ، كذلك حديث وزير الدفاع التركي عن نيته المصالحة مع دمشق وانسحاب قوات بلاده من الأراضي السورية من جهة ثانية هي رسائل أميركية لسورية لتحييدها عن أي تطورات وبالتالي سترد على الرسائل الأميركية كما ردت على رسالة كولن بأول بعد احتلال العراق حيث بدأت مناورات سورية روسية مشتركة على الأراضي السورية لحماية سلامة أراضي البلاد من التهديدات الداخلية والخارجية في رسالة على تحالفات دمشق وهنا يمكن القول إن دمشق قلب المقاومة النابض.

المشهد في داخل الكيان
الخلاف سيد المشهد داخل الكيان بشأن إدارة حرب غزة، فمصير  حكومة نتنياهو غير معروف والاحتجاجات في الداخل على سوء إدارة ملف الأسرى تتصاعد وخلافات القادة العسكريين في تصاعد يترافق مع تصاعد أعداد القتلى في وقت يشهد الغرب _الداعم للكيان_ تخبطا مع فقدان التعاطف الدولي من خلال حركات احتجاجات طلابية غير مسبوقة حتى داخل الحليف الأول في الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي المشهد يقول إن الكيان غول من ورق

المشهد الروسي
في ظل الدعم الغربي لأوكرانيا وتزويدها بالسلاح الغربي لضرب موسكو وحديث بوتين عن تسليح نوعي للحلفاء والحديث عن  مناورات عسكرية روسية ضخمة بالقرب من حدود الولايات المتحدة في منطقة البحر الكاريبي، وزيارة السفن العسكرية الروسية موانئ فنزويلا وكوبا وزيارة الرئيس بوتين لكوريا الشمالية كل هذا يضع المشهد الروسي ضمن المشهد الحالي للمنطقة ..
ليكون السؤال بعد قراءة المشهد بشكل عام إلى أين تسير المنطقة وهل الكيان قادر على فتح جبهات جديدة أو توسيع الجبهات الحالية وهل القرار هو بيد الكيان أم الدول الداعمة له وفي حال تم ذلك فكيف سيكون شكل المنطقة؟
سؤال تجيب عليه قادمات الأيام لكن الإجابة الحالية أن الكيان متورط في حرب تزداد خسائره في كل ساعة سياسياً وعسكرياً ودولياً مقابل حلف المقاومة الذي لديه التحضيرات لكل الاحتمالات والسيناريوهات وسأختم هذا المقال بنفس القصيدة التي بدأت فيها:
فإن النار بالعودين تُذكَى  .. وإن الحرب مبدؤها كلام.

آخر الأخبار
معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة مرسوم رئاسي حول الهيئة العامة للتخطيط والتعاون الدولي "السورية للمخابز": تخصيص منافذ بيع للنساء وكبار السن  د. حيدر لـ"الثورة": زيادة "النقد" مرتبط بدوران عجلة الاقتصاد  وفد صناعي أردني  و٢٥ شركة في معرض "بيلدكس" وتفاؤل بحركة التجارة نوافذ التفاؤل بأيدينا...    د .البيطار لـ"الثورة": الدولة ضمانة الجميع وبوابة النهوض بالمجتمع  "الاختلاف" ثقافة إيجابية.. لماذا يتحول إلى قطيعة وعداء؟ الأمم المتحدة تكرر رفضها لخطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لغزة