صباحات “أبو أحمد”

للصبح في الثقافة العربية الكثير من الدلالات الجميلة التي لا يمكن حصرها حتى بكتاب.. الصبح نور وخير وبركة وبداية يوم جديد نردد في مطلعه اللهم أعطنا خير هذا اليوم وغير ذلك.
وثمة من يتطير من بداية يومه وربما ردد: (بوجه من متصبح).
أما صباحات أبي أحمد الرجل الطيب الوقور الذي يمثل كل دماثة الخلق السوري.. صباحاته حالة اجتماعية متميزة، وربما فريدة، لأنه معتمد خبز، يعني هذا أن الكثيرين يتحلقون حول ( كشكه) منذ السابعة صباحاً، متقاعدون وشباب وفتية، لا يطول الانتظار ابداً، لكن الجميع يؤثرون أن يلتقوا قبيل بدء توزيع الخبز .. يناقشون ويروون الكثير من القصص..
يروي أبو أنس كيف كان الوحيد في هذه الحارة حين تأسست، ويضيف آخر قصصاً عن التعاون والتعاضد ومحبة الناس لبعضهم.. يصغي الجميع ولاسيما الفتية الذين يتابعون الأمر بشغف.. يحرصون على أن يسمعوا المزيد عن ذاك الزمن الجميل.. أبو أحمد الرجل الطيب الوقور يجيل النظر بين الجميع، فحين تقع عيناه على رجل كبير بالسن يقدم له كرسياً ليجلس ويحرص ألا يكون في الازدحام إذا حدث.
رغيف الخبز النعمة المقدسة كما يسميها أبو أحمد موفور وموجود ولكن الكثيرين من ضعاف النفوس هم يهدرونه أو يتاجرون به.
وإذا ما حدث ازدحام أمام دكانه يعلن بصوت عال: الكل سوف يأخذ خبزاً.. تعلموا النظام قليلاً ( خلونا نكون حضاريين)
يتقدم أبو عيسى أو أبو أنيس أو من يتبرع ليساعدوا في العمل قليلاً.
أقل من نصف ساعة ينتهي الصباح الجميل عند أبي أحمد والكل راض.
يبتسم الرجل ليعود إلى عمله وفنجان قهوته الصباحي.
هذه الصباحات على ما فيها أحيانا من صخب وقليل من الفوضى جميلة جداً لأنها فعلاً جمعتنا لنتحدث، لنروي، لنكتشف معادن الطيبة والأخلاق، وفوق هذا يزداد الأمر أهمية وأنت ترى الفتية يصغون لحكايات الألفة والمحبة بين الناس وهذا بحد ذاته أمر مهم جداً.
عند (كشك) أبي أحمد تشعر أن البطاقة الذكية تقودك إلى حياة اجتماعية جميلة تجمع مشارب الناس من كل الجغرافيا السورية.
ترى ما الذي يضير لو أننا جميعاً نعمل بهذه الطريقة.
نسيت أن أخبركم أني لا أعرف الاسم الحقيقي له..
لكنه هو كل سوري وكل مواطن شريف..
أسبوع من الصباحات عند أبي أحمد خلال عطلة العيد سأفتقدها، لكن على أمل العودة إليها ولو أيام العطل.
سلام لكل سوري يحمل في قلبه نور المحبة والعطاء ويقبس منه شعاعاً يضيء به المكان كما يفعل أبو أحمد.

آخر الأخبار
معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة مرسوم رئاسي حول الهيئة العامة للتخطيط والتعاون الدولي "السورية للمخابز": تخصيص منافذ بيع للنساء وكبار السن  د. حيدر لـ"الثورة": زيادة "النقد" مرتبط بدوران عجلة الاقتصاد  وفد صناعي أردني  و٢٥ شركة في معرض "بيلدكس" وتفاؤل بحركة التجارة نوافذ التفاؤل بأيدينا...    د .البيطار لـ"الثورة": الدولة ضمانة الجميع وبوابة النهوض بالمجتمع  "الاختلاف" ثقافة إيجابية.. لماذا يتحول إلى قطيعة وعداء؟ الأمم المتحدة تكرر رفضها لخطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لغزة