الثورة – ترجمة غادة سلامة:
يمثل عام 2024 عاماً دراماتيكياً لكثرة المظاهرات التي عمت مختلف أرجاء العالم ضد الحرب الإسرائيلية والإبادة الجماعية على غزة، بدءاً من حرم الجامعات وحتى المسيرات في لندن وبرلين ونيويورك وملبورن ومدن في جميع أنحاء العالم وصولاً إلى البرلمان الأيرلندي، حيث انضمت أيرلندا إلى إسبانيا والنرويج في الاعتراف بفلسطين.
في الوضع الحالي، تعترف 144 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة بفلسطين كدولة شرعية.
وعلى الرغم من كل هذا فإن حملة التطهير العرقي التي تشنها “إسرائيل” تتصاعد في غزة والضفة الغربية. وبينما تحول آلة الحرب الإسرائيلية قطاع غزة إلى أنقاض لا يمكن وصفها إلا بأنها كارثية، وبينما تقع الضفة الغربية تحت حصار “القوات الإسرائيلية” والمستعمرين الاستيطانيين الذين تدعمهم حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، فإن معظم دول العالم تقف متفرجة، غير قادرة على لجم هذا الغزو الإسرائيلي الهمجي على غزة.
حيث استمرت عمليات التجويع واستهداف المدنيين ومنع وصول المساعدات الأساسية للسكان المحاصرين، على الرغم من لوائح الاتهام الجنائية الأخيرة التي وجهها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ضد “إسرائيل”.
إن جرائم الحرب التي ارتكبتها “إسرائيل” في هجوم 2008-2009 الذي أسفر عن مقتل 1400 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفق تقرير غولدستون، الذي عرض بالتفصيل الهجوم الإسرائيلي على السكان المدنيين. وتكرر ذلك في عام 2014 خلال عملية الجرف، حيث قتلت “القوات الإسرائيلية” ما لا يقل عن 2200 فلسطيني.
إن ما تعنيه هذه الهجمات الوحشية هو تبديد أي أمل في حياة طبيعية لسكان غزة. إن الحصار، ونقص الإمدادات والسلع، وانقطاع الكهرباء والمياه الملوثة غير الصالحة للشرب وانعدام الرعاية الطبية مع خروج أغلب المشافي عن العمل في القطاع بسبب الهجوم على المشافي واعتقال العناصر الطبية العاملة فيها، جعل غزة غير قابلة للحياة.
وفي هجوم “إسرائيل” الوحشي على غزة وهجومها المستمر على الضفة الغربية، يقوم نتنياهو وأنصاره بتطبيق قواعد اللعبة القذرة التي كتبها حزبه العنصري المتطرف. لقد عبر حزب الليكود، الذي تولى السلطة لأول مرة في عام 1977 في عهد رئيس الوزراء آنذاك مناحيم بيغن، بوضوح شديد عن برنامجه فيما يتعلق بالفلسطينيين.
ونتيجة لذلك، وفي عهد بيغن، توسعت المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية بسرعة. وفي العام نفسه، وعد أرييل شارون بخطة لتوطين مليوني يهودي في الضفة الغربية بحلول عام 2000.
لذلك لا ينبغي لنا إذن أن نتفاجأ بالتصاعد الأخير في أعمال العنف في الضفة الغربية والمذبحة في غزة، إلى جانب الخطوات الجديدة لبناء المزيد من المستوطنات غير القانونية.
المصدر – ميدل ايست منتيور