الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
انتقد الخبراء الولايات المتحدة لمحاولتها زرع بذور الشقاق بين الصين وروسيا وكوريا الديمقراطية، مشيرين إلى أن العلاقة الأوثق بين جارتي الصين تعتمد على الحقائق الحالية، حيث أن دعمهما المتبادل يمكن أن يكسر الحصار الغربي.
جاءت هذه التصريحات بعد أن قال جنرال القوات الجوية الأمريكية، سي كيو براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة، للصحفيين خلال رحلة خارجية، إن اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الموقعة حديثاً بين روسيا وكوريا الشمالية يمكن أن تخلق احتكاكاً مع الصين، وفقاً لـ”رويترز”.
وزعمت “رويترز”، نقلاً عن محللين مجهولين أن الاتفاق، الذي تم توقيعه يوم الأربعاء الماضي، “يمكن أن يقوض نفوذ بكين على جارتيها وأي حالة عدم استقرار متزايدة قد يكون لها تأثير سلبي على طموحات الصين الاقتصادية والإستراتيجية العالمية”، وقد دحض الخبراء الصينيون هذه المزاعم.
وقال لو تشاو، الخبير في قضية شبه الجزيرة الكورية في أكاديمية لياونينغ للعلوم الاجتماعية، “في الواقع، تشعر الصين بالسعادة لرؤية تعزيز التعاون الودي بين هذين البلدين الجارين”. ويعتقد أن علاقات الدعم المتبادل بين روسيا وكوريا الشمالية من المتوقع أن تساهم في الأمن الإقليمي والسلام والاستقرار في شمال شرق آسيا.
وقال لو أن علاقات الصين مع كل من روسيا وكوريا الشمالية تتقاسم هدفاً مشتركاً وهو الحفاظ على السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا، كما أن تعاونهما الشامل معقول.
وذكرت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” أن كبار زعماء جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وروسيا وقعوا على معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة عقب قمتهم في بيونغ يانغ يوم 19 حزيران الجاري.
وذكرت وسائل إعلام روسية، نقلاً عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا وكوريا الشمالية اتفقتا على الدعم المتبادل في حالة وقوع عدوان خارجي. كما ذكرت وكالة ريا نوفوستي نقلاً عن بوتين في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع الزعيم الأعلى لكوريا الديمقراطية كيم جونغ أون في بيونغ يانغ، أن روسيا لا تستبعد التعاون العسكري التقني مع كوريا الديمقراطية وفقاً لاتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة الموقعة حديثاً.
ورداً على هذا التطور، قال لين جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في مؤتمر صحفي عقد لاحقاً، إن “الاتفاق بين كوريا الديمقراطية وروسيا يتعلق بالتعاون الثنائي، وليس لدي أي تعليق عليه”.
وأشار الخبراء الصينيون إلى أن العلاقة الوثيقة بين كوريا الديمقراطية وروسيا تعتمد على الحقائق الحالية.
وفي الوقت الحالي، تواجه كل من روسيا وكوريا الديمقراطية ضغوطاً شديدة من الكتلة الغربية التي تقودها الولايات المتحدة، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية. وفي هذا الوضع، من الطبيعي أن يجتمع البلدان معاً، خاصة وأن لديهما جوانب مفيدة للجانبين، مثل مساعدة روسيا في مجال الطاقة وإمدادات الغذاء لكوريا الديمقراطية، بحسب لو.
وفي الوقت نفسه، يروج بعض الساسة ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية لفكرة “نوع من التحالف العسكري أو الكتلة العسكرية” في شمال شرق آسيا، وقد تم فضح مثل هذه الشائعات من قبل الخبراء الصينيين.
وقالوا إن الولايات المتحدة عازمة على تنفيذ ما يسمى بإستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ في المنطقة، وخلق عقلية المواجهة في المعسكر.
وأشار لو إلى أن “الصين تعارض أي اتجاه نحو المعسكرات الإقليمية، لكن الولايات المتحدة تختلق هذا الانقسام”.
وحذر من أن التصوير الغربي لتشكيل المعسكر يمكن أن يزيد من تفاقم التوترات في شبه الجزيرة الكورية.
وأوضح الخبير أن الصين دعت دائماً إلى اتخاذ موقف عادل ومنصف بشأن قضية شبه الجزيرة الكورية، وحافظت على موقف عادل ومتزن تجاه كل من كوريا الشمالية والجنوبية، وهو ما تم الاعتراف به على نطاق واسع.
وقال لين إنه فيما يتعلق بقضية شبه الجزيرة الكورية، فإن موقف الصين ثابت. وأضاف “إننا نؤمن دائماً بأن الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية ودفع التسوية السياسية لقضية شبه الجزيرة يخدم المصالح المشتركة لجميع الأطراف ونأمل أن تبذل الأطراف المختلفة جهوداً بناءة لتحقيق هذه الغاية”.
المصدر- غلوبال تايمز