مع اقتراب صدور النتائج.. طلاب ثانوي لـ “الثورة”: غير مطمئنين ونتمنى أن تكون الدورة التكميلية وأسئلتها واضحة ومألوفة
الثورة – تحقيق بشرى فوزي:
رغم انتهاء الامتحانات إلا أنّ الخوف مازال يخيم على الطلاب، وخاصة مع اقتراب صدور النتائج، والذي تليه الدورة الثانية، وبالرغم من انتهاء الامتحانات وعلى الأخص مادة الرياضيات، إلا أن الحديث مستمر حتى الحصول على إجابات تشفي صدور الطلاب وذويهم.
الوقت لا يكفي والطريقة جديدة..
علاء سالم- طالب علمي- أكد أنّ الأسئلة ليست منطقية ولا يمكن حلها بالوقت المخصص، وأضاف أنّه يتوجب على وزارة التربية أن تُخبر الطلاب عن القالب الجديد لطرح الأسئلة وألا تفاجئنا بطريقة جديدة للأسئلة لم تطرح بهذا الشكل من قبل، فالمفاجأة في تغيير نمط الأسئلة أفقدتني القدرة على التركيز والتفكير كما تعودت، وذلك في جميع المواد وخاصة الرياضيات وفق قوله.
ليس لنا ذنب..
الطالبة جودي راعي قالت: منذ الصف السابع وأنا في مدرسة للمتفوقين، وقد تابعت وتفوقت في شهادة التعليم الأساسي، وتابعت دراستي في الصف العاشر بنفس المدرسة، ولكن في الصف الثاني الثانوي لم تلتزم مدرّسة مادة الرياضيات بمنهاج الصف الثاني، بل انتقلت وقفزت نحو منهاج الثالث الثانوي، وذلك لمصلحتنا على حد قول المدرّسة، ولكن للأسف لم ينتبه أحد إلينا لا إدارة ولا كوادر وقد وقعت (الفأس في الرأس)، حسب قولها عندما تضمنت أسئلة الامتحان النهائي لهذا العام سؤال من الصف الثاني الثانوي والذي لا ذنب لنا فيه سوى رغبة معلمتنا بإظهار عبقريتها في تأسيس طلابها فنحن لم نتسرب وأكملنا دراستنا حتى النهاية ورغم ذلك دفعنا ثمن أخطاء غيرنا.
أسئلة استنتاجية..
روان صالح- ثانوية عامة أدبي- أكدت أنّها لم تتوقع أن تكون الأسئلة استنتاجية، فقد تعودنا الحفظ في المواد التي تسمى حفظية، مضيفة أنّ الطالب تعود على طريقة محددة للحفظ والدراسة، فكيف تتغير طريقة الأسئلة من دون تهيئة، ولماذا لم يتم تدريبنا منذ البداية؟، مشيرة إلى أنها متفوقة جداً ولكنها لن تحصل على تعبها وجهدها طوال الأعوام السابقة، خاصة أنّ قرار أتمتة المواد جاء في منتصف العام، فقد أربك الطلاب وبعد ذلك تمّ تأجيله للعام القادم، فحدث الكثير من التخبط، ورغم ذلك لم تتم مراعاتنا بطرح أسئلة كما الأعوام السابقة وبعد ذلك تنبيه الطلاب إلى التغييرات التي ستطرأ على النماذج الامتحانية.
عقدة الأتمتة وإلغاؤها..
أمّا حنان سعيد- والدة إحدى الطلاب- فقد قالت: إنّ ابنها حمزة متفوق ولم يدخر جهداً ووقتاً للدراسة، وأضافت: لقد أُصيب ابني بالصدمة عندما خرجت الوزارة بقرار الأتمتة وإلغاء الدورة الثانية في منتصف العام الدراسي، وبعد جهد وتعب ومتابعة وتدخل من قِبل الأقارب والأصدقاء تمكنا من إقناعه أنّ نظام الأتمتة أفضل وهو طريقة للتطور، ولكنه بقي متوتراً حتى صدر المرسوم بالإبقاء على الدورة الثانية، وكانت مكرمة من السيد الرئيس، فقد أزال هذا المرسوم التوتر قليلاً.
وقالت: هناك فرصة أخرى وبعد التعود على طريقة الدراسة بالأتمتة وبعد شهر ونصف تمّ للمرة الثانية تأجيله للعام القادم في فرصة ثانية لأبنائنا، ولم نتوقع أن تكون الأسئلة بهذا المستوى، فأين مراعاة الفروق الفردية وأين العدالة في ذلك، هذا إضافة إلى ضغط الامتحانات في فترة قصيرة جداً لا تكفي لإعادة المراجعة فكيف يكفي لمادة العلوم الضخمة، والتي تعتبر ثالث أضخم مواد الثانوية أن تنتهي بيوم ونصف اليوم بعد كل الضغوط والتغيرات التي طالت الطلاب في هذا العام الاستثنائي.
مصير أبنائنا..
كما قال وائل فاضل- والد أحد الطلاب: إن ما حدث في هذا العام كان مثيراً للجدل، فكيف نتلاعب بمصير جيل كامل وضع هو وأهله كل إمكانياتهم للحصول على نتيجة مقبولة، ولماذا كل هذا الجدل في هذا العام، وكيف سيتجاوز أبناؤنا هذا المرحلة إذا كان الغموض يحيط بهم في كل شيء؟!
فاليوم وبعد الانتهاء من الامتحانات- التي وصفها بالصعبة والغامضة والمربكة- كيف ستكون الدورة التكميلية، وكيف ستطرح الأسئلة وقد طالب وزارة التربية بنشر نماذج امتحانية تحاكي الامتحان المقرر في الشهر القادم، وعدم طرح أسئلة غير مألوفة والبدء بالتأسيس لمرحلة تغيير طرح السؤال منذ بداية العام وليس في قاعة الامتحانات؟، وأشار إلى ضرورة إجراء ندوات وحوارات حول طريقة الأسئلة وطرحها وعدم ابتكار طرق جديدة تربك الطلاب والمدرسين على حد قوله.
الأسئلة شاملة وتربوياً ليست جيدة..
سام حمدان- مدرّس مادة الرياضيات قال: إنّ أسئلة مادة الرياضيات جاءت شاملة لكل أبحاث الكتاب وهي واضحة من ناحية الشكل والطباعة باستثناء السؤال الأول الذي لم يكن واضحاً كما ينبغي وفق رأيه، كما أضاف أنّ الأسئلة كانت جيدة من ناحية الصيغة اللغوية فيما عدا السؤال السادس فقد كان ركيكاً بعض الشيء، كما أشاد حمدان بالدقة العلمية باستثناء السؤال الخامس الذي احتوى على خطأ علمي.
فيما يخص اطراد المتتالية مناقض للفرض في صلب السؤال- حسب تعبيره- كما أكد أنّ جميع الأسئلة من الكتاب المدرسي وعلى غرار تمارين الكتاب ما عدا الطلب الثالث في السؤال الثاني والذي لا يوجد حرفياً في الكتاب مثله، مؤكداَ وجود الفكرة الأساسية.
وأمّا سلبيات الأسئلة.. فقد بيٌن حمدان أنّ أسئلة الرياضيات كانت طويلة احتوت بمجملها على ٣٥ طلباً بخلاف المعتاد وهو ٣٠ طلباً في كل الامتحان، وأمّا تربوياً فقد أشار حمدان إلى أنّها غير جيدة تربوياً، فلم تُبنى حسب هرم بلوم من السهل إلى الصعب وبرأيه لم تكون الوزارة موفقة في ترتيب تسلسل الأسئلة.
كما طمأن الأستاذ سام حمدان الطلاب أنّ الأسئلة مستوحاة من الكتاب المقرر وأنّه لا توجد أسئلة خارجية برغم عدم وجوده بحرفيته في الكتاب، كما اقترح لطمأنة الطلاب وتخفيف التوتر حول مادة الرياضيات بشكل خاص خلال امتحانات الشهادة الثانوية زيادة الفترة الزمنية للمراجعة حيث لا تكفي بأي شكل من الأشكال مدة يومين فقط للمراجعة، إضافة إلى أنّ مدة الامتحان غير كافية للحل، فمن غير المعقول أن تكون مدة الرياضيات ثلاث ساعات فقط، كما في الفيزياء باعتبار أنّها لا تقارن بمادة الفيزياء.
كما أضاف حمدان أنّ الرياضيات وباعتبارها عصب الفرع العلمي فعلى الوزارة وضع معايير منطقية لدخول الطلاب للفرع العلمي كالأخذ بالحسبان علامات الطالب في شهادة التعليم الأساسي على أقل تقدير، مؤكداً ضرورة قراءة كل أفكار الكتاب المقرر وفهم وحل التمارين والتدرب على إدارة الوقت وهذا كاف وفق رأيه للحصول على درجات عالية.
كل تمرين هو سؤال امتحاني..
وأمّا مكتب التوجيه الأول للرياضيات في وزارة التربية، فقد أكد أنّ جميع الأسئلة التي وردت في امتحانات الشهادة الثانوية تحاكي التمارين الموجودة في الكتاب المقرر، مؤكداً أهمية وضرورة عدم إغفال أي بحث أو فكرة، مضيفاً أنّ مادة الرياضيات هي الأكثر قدرة على اختبار المهارات العلمية للطلاب مشدداً على أنّ التركيز يكون على الفهم والتحليل والتركيب والتطبيق وليس الحفظ والتلقين.
كما أضاف مكتب التوجيه أنّ الأسئلة تدرجت لتقيس مهارات التذكر والفهم والتحليل والتركيب، وبالتالي تلائم الفروق الفردية للطلاب، مشيراً إلى أنّ الأسئلة تضمنت مسائل من الكتاب مع تغيير الأرقام فقط فلا يجوز حفظ المسائل من الكتاب بحرفيتها، مؤكداً أنّ كل تمرين في الكتاب هو سؤال امتحاني، كما أوضح أنّ عدداً من الأسئلة مكررة في عدد من الدورات بينما تحاكي بقية الأسئلة تمارين داخل الكتاب المدرسي مؤكداً أنّه من العدالة والإنصاف وجود طلبين في الأسئلة لمستوى الطلاب الجيدين والمتفوقين.
وفيما يخص نموذج الأسئلة الحالي، فقد أكد مكتب التوجيه أنّه يحاكي النماذج المطروحة في نهاية الكتاب، مشيراً إلى ضرورة أن يعتمد الطالب على كتابه بشكل أساسي خلال دراسته وليس على النماذج الموجودة على وسائل التواصل أو النوط الجاهزة أو التوقعات والتي تحذف بعض فقرات الكتاب.
ختاماً..
تعتبر الشهادة الثانوية نتاج دراسة الطالب منذ نعومة أظفاره وحتى وصوله لتحقيق طموحه وحلمه- إن صح القول، فإذا كان الطلاب والمدرسون مجمعين معاً بالرأي أنّ هناك تغييراً واضحاً، إن لم يكن جذرياً في الأسئلة بشكل عام لهذا العام فلماذا لم تُخبر وزارة التربية كوادرها وطلابها وعن طريق الموجهين والمختصين والتي كثرت ندواتهم ومنشوراتهم أنّ هناك تغييراً، وأنّ “القالب سيكون كما يلي”.. ولماذا لم يأخذ موجهو الاختصاص بحسبانهم أنّ هذا العام كان استثنائياً بعد إقرار الأتمتة ثم إلغائها، وهذا كان لوحده سبباً وجيهاً للرأفة بالطلاب، ولماذا يدفع طلاب هذا العام ثمن أخطاء الأعوام السابقة (إن وجدت) وذلك بحصول أعداد كبيرة في العام السابق على علامات تامة لم يسبق لها مثيل، وهذا ما لم ترض عنه وزارة التربية كما أعلنت في عدة مرات سابقة.