الثورة – ترجمة: رشا غانم:
اختتمت قمة السلام في أوكرانيا في السادس عشر من حزيران دون تحقيق أي نتائج هامة، تاركة وراءها الكثير من الخيبة.
وعلى الرغم من حضور العديد من الدول، ومن ضمنهم العديد من دول الجنوب، إلا أنه كان التركيز على حضورهم فقط، في حين أن صوتهم لم يكن مسموعا.
فقد هيمن على مؤتمر القمة اقتراح سلام وحيد الذي افتقر إلى أساس التقدم الحقيقي، وكان من دون التحاق الطرفين الأساسيين للصراع.
استحوذ نقد المستشار النمساوي كارل نهامر للقمة باعتبارها “غرفة صدى غربية” بدقة على الجو المثير للانقسام الذي ساد، وحتى أن الدولة المضيفة، سويسرا، اعترفت بأنه لا يمكن وضع فقرة واحدة من البيان موضع التنفيذ بدون تعاون روسيا.
ومن المفارقات أن بعض النقاد عزوا عدم تقدم القمة إلى غياب الصين، مشيرين إلى أنها تعني ضمنيا دعما لروسيا، ومع ذلك، فإن الحكم على نية بلد ما فقط على حضوره قمة واحدة هو أمر غير مستنير، إن لم يكن سيىء النية.
وعلى عكس الاتهامات بالتقاعس عن العمل، دعت الصين باستمرار إلى السلام في أزمة أوكرانيا، فمنذ البداية، صاغت الصين نهجا شاملاً، و أربعة أشياء يجب على المجتمع الدولي معالجتها بشكل تعاوني، وثلاث ملاحظات حول ديناميكيات الأزمة، وعلاوة على ذلك، شارك لي هوي، الممثل الخاص للحكومة الصينية المعني بالشؤون الأوروبية الآسيوية، بنشاط في ثلاث جولات من الدبلوماسية المكوكية.
وفي الآونة الأخيرة، أصدرت الصين والبرازيل بشكل مشترك إجماعا مكون من ست نقاط حول التسوية السياسية للأزمة، مؤكدين على أن الحوار والتفاوض السبيل الوحيد القابل للتطبيق للخروج من أزمة أوكرانيا، حيث حظي الإجماع المكون من ست نقاط باهتمام وتصفيق عالميين.
وعلقت، بدورها، ثاني أكبر وسيلة إعلامية في البرازيل، على أن الإجماع يعكس الرغبة الجماعية لجنوب العالم في تعزيز الحل السلمي بدلاً من المواجهة. وأعربت جمهورية نيكاراغوا عن تأييدها الكامل من خلال إصدار بيان حكومي وبيان من الجمعية الوطنية.
هذا واتهمت الدول الغربية الصين بإطالة أمد الحرب، بزعم تزويد روسيا بالمعدات العسكرية، ومع ذلك، فإن الحقائق تحكي قصة مختلفة، فلم تقدم الصين أسلحة إلى أي من جانبي الصراع ونفذت رقابة صارمة على تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، وفي المقابل، شوهدت دبابات أبرامز وليوبارد الألمانية الأمريكية وهي تعبر الطرق الموحلة في أوكرانيا، مما جلب الحزن للعديد من العائلات.
إن ما يغفله النقاد في الغرب غالبا، إما عن قصد أو عن غير قصد، هو أن أكثر من 140 دولة اختارت عدم المشاركة في العقوبات المفروضة على روسيا، وتشكل هذه الدول الغالبية العظمى من المجتمع العالمي، حيث تعمل الاقتصادات الناشئة الرئيسية مثل الهند والسعودية على تعزيز العلاقات الاقتصادية وتوسيع التجارة مع روسيا، ولايزال الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر مستورد للطاقة الروسية وأكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال الروسي، وإضافة إلى المفارقة، فإن جزءا كبيرا- 67 في المائة- من المكونات الأجنبية الموجودة في الصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية مصدرها الولايات المتحدة، وعلاوة على ذلك، تم الإبلاغ عن شراء الولايات المتحدة نفسها للنفط الروسي.
فما يحتاجه العالم الآن بشكل عاجل هو السلام وليس الفوضى، فإن إقامة حواجز مصطنعة أمام المشاركة الكاملة والمتساوية في عملية السلام والاستخفاف بالدول التي تسعى بلا كلل إلى إنهاء الأعمال العدائية لن يؤدي إلا إلى إدامة الصراع وعدم خدمة مصالح أحد.
المصدر – تشاينا ديلي