الثورة – ترجمة رشا غانم
لا تزال أحفورة الديناصورات الأكثر اكتمالاً التي تم الكشف عنها على الإطلاق في ولاية ميسيسيبي، والتي وصفها مسؤولو الولاية بأنها “غير عادية بشكل لا يصدق”، مدفونة بنسبة 85 في المائة منذ اكتشافها عام 2007.
وأكد علماء الحفريات أن العينة كانت ذات يوم هادروصور حي-وهي عائلة من الديناصورات النباتية ذات المنقار البط التي كانت موجودة منذ أكثر من 82 مليون سنة، ولكن هادروصور هي عائلة كبيرة من عمالقة الحيوانات العاشبة- بما في ذلك 61 نوعا فرديا على الأقل، وفقا للخبراء.
قام الباحثون بتأمين أجزاء من فقرات العمود الفقري لهذه العينة، وأجزاء من ساعده وقدميه وعظام حوضه، لكن البقية أثبتت صعوبة اكتشافها من موقعها خارج بونفيل في الجزء الشمالي الشرقي من الولاية، لما يقرب من عقدين من الزمان، ظل لغزا بالضبط أي من الأنواع العديدة من الهادروصور كان في الواقع من النوع الذي تم حفره في اكتشاف منطقة بونفيل بولاية ميسيسيبي، لكن الباحثين يتجهون الآن إلى طريقة ثلاثية الأبعاد لتحليل العظام الجنائية لحل اللغز قبل اكتشافه بالكامل.
ويقوم طالب الدراسات العليا في الجيولوجيا بجامعة جنوب ميسيسيبي ديريك هوفمان الآن بتحليل بقايا الهادروصور بهذه الطريقة، والتي تُعرف عبر تخصصات علمية متعددة باسم الأشكال الهندسية، فما تفعله الأشكال الهندسية، كما بسطها هوفمان، هو أنها تأخذ نهج تحليل الشكل.
يتم تحديد الميزات الرئيسية أو المعالم لعينة عظام معينة ويتم مقارنة مسافات كل منها، ونسب تلك المسافات، من خلال النماذج الإحصائية المعقدة لتأكيد الاختلافات وأوجه التشابه مع العظام المعروفة، حيث أثبتت هذه الطريقة أيضا فعاليتها في علم الإنسان وكذلك في دراسات التطور البشري، بما في ذلك المقارنات بين تجاويف الدماغ للإنسان الحديث وأسلافنا، ولكن بحث هوفمان عن إجابات حول أحفورة الهادروصور هذه أصبح أكثر صعوبة بسبب حقيقة أن بعض قطع المخلوق في أيدي هواة الجمع الخاصين، هذا وويركز عمل هوفمان بشكل أساسي على العظام التي يحتفظ بها متحف ميسيسيبي للعلوم الطبيعية علنا.
وبدوره، قال أمين المتحف جورج فيليبس للصحيفة:” لدينا عدد غير قليل من الفقرات، لدينا عضد واحد، ولدينا زند واحد، الزند هو الجزء الخلفي من السلف”، متابعا:” لدينا بعض عظام القدم وعظام العانة”.
يأتي زند هادروصور البالغ بطول قدمين تقريبا ويبلغ طول عظم العضد حوالي قدم ونصف، وقد اكتملت واحدة فقط، ويمكن أن تتجاوز عظام قدم الهادروصور البالغة 50 رطلاً في الوزن الإجمالي، ومن المعروف أن الأنواع المختلفة من الهادروصور قد تطورت مع مجموعة متنوعة وغريبة من التيجان على رؤوسها ذات المنقار البطي، ولا يزال علماء الحفريات يناقشون الغرض البيولوجي الذي ربما خدمته هذه السمات غير العادية والتفاخر في بعض الأحيان، لكن تنوعها ساهم في التنوع المسجل لعائلة الهادروصور.
كما ركز هوفمان على عانة الديناصور، وهي عظمة من مقدمة الحوض، باعتبارها الخيار الأفضل التالي لتحديد أنواع هذه الحفرية، وفي حين أن الاختلافات بين عظام العانة لأنواع الهادروصور خفية، وغالبا ما تكون دقيقة جدا بالنسبة للعين البشرية المجردة، هذا ويأمل طالب خريج الجيولوجيا في تقليل عدد أنواع الهادروصورات المحتملة التي قد تكون أحفورة المسيسيبي، وما هو معروف الآن عن هذا الهادروصور بالذات هو أنه من المحتمل أن يبلغ طوله حوالي 25-26 قدما وبطول حوالي 16 قدما عندما يجلس على رجليه الخلفيتين.
وبينما يعتقد الباحثون أن سلالة الهادروصور بدأت في أمريكا الشمالية، هاجر آكلو النباتات في النهاية عبر العالم مع اكتشاف أحافير في آسيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا وشمال إفريقيا.
وقال هوفمان:” إنها الديناصورات الأكثر تمثيلاً في سجل الأحافير، دون شك”.
يذكر أن اسم هادروصور مشتق من اليونانية القديمة “السحلية القوية”، وفي الواقع تراوحت الحيوانات الثقيلة من حوالي 2.2 إلى 4.4 طن، وعاشت العديد من أنواع الهادروصور منذ ما بين 75 و 65 مليون سنة في أواخر العصر الطباشيري، وتشمل الأمثلة الأخرى للديناصورات من عائلة الهادروصور ” باراصورولوفوس “، الذي كان له قمة طويلة منحنية للخلف على رأسه.
المصدر – ديلي ميل