الثورة – لقاءات عبد الحميد غانم:
فاز المرشح مسعود بزشكيان، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية أمام المرشح سعيد جليلي، وشكلت الانتخابات الرئاسية بتطوراتها ودلالاتها منعطفاً للتأكيد على النهج السياسي الديمقراطي للجمهورية الاسلامية الإيرانية ورداً على الادعاءات المعادية التي أرادت النيل من أهمية هذا الاستحقاق الانتخابي والتشويش على النهج المؤسساتي والديمقراطي الذي أرسته الثورة الإسلامية في إيران.
فقد اعتبر السفير الإيراني بدمشق حسين أكبري رداً على سؤال لـ”الثورة” أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية شكلت بفعالياتها وحركتها السياسية ونتائجها انتصاراً جديداً لنهج الثورة الإسلامية في إيران لأن العدو حاول أن يقلل من أهمية المشاركة الشعبية ويصفها بالباهتة، لكن الواقع أثبت أنها كانت مشاركة كبيرة بالنسبة للحضور الشعبي وخاصة الجولة الثانية.
وأكد السفير أكبري أن الاستحقاق الرئاسي أثبت للعالم أن النظام الجمهوري الإسلامي في إيران نظام سياسي حضاري يجسد النظام المؤسساتي والقيم الديمقراطية والأخلاقية التي يتمتع بها الشعب والدولة والثورة والقيادة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ونوه السفير أكبري أن كل المحاولات الخارجية وتدخلات الأعداء للتأثير على سير العملية الانتخابية في إيران باءت بالفشل وسقطت أوهام الأعداء بأن ما أحدثته حادثة استشهاد رئيسي ورفاقه ستؤثر على وضع البلاد، بل على العكس أكدت على المشاركة الشعبية العالية في الانتخابات لاسيما في الجولة الثانية والحوارات التي دارت بين المرشحين وكيف تقبل المرشحين نتائج الانتخابات، حيث قدم المنافس الرئيسي للفائز بزشكيان أعطت الصورة الديمقراطية والحضارية التي تتمتع بها الجمهورية الإيرانيةبدوره، أكد الباحث ابراهيم ابو الليل في تصريح خاص لـ”الثورة” أن العملية الانتخابية التي جرت في ايران جاءت لتؤكد أن الأحداث التي أصابت الجمهورية الإسلامية لن تثنيها عن مواصلة استراتيجيتها في استبدال الشهداء الذين يرتقون بقيادات جديدة وإيجاد قيادات جديدة يتسلمون زمام الأمور ويحافظون على استراتيجية إيران وتقدمها في إطار حضورها على المستوى الاقليمي والدولي.
ونوه الباحث ابو الليل ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة تمتلك مؤسسات وإدارات وهيئات تتمتع بالبعد الديمقراطي الذي يسهل عملية الانتخابات سواء على المستوى الرئاسي او على مستويات أخرى.
وقال الباحث أبو الليل: لقد شهدنا في السنوات السابقة أن إيران تستحضر قياداتها وتستحضر رؤسائها في إطار العمليات الانتخابية بشكل سلس ودون إرباكات وأن تجربتها غنية وتمتلك الآليات والتقنيات التي تساعدها على الانتقال من مرحلة الى مرحلة أخرى ونقل الراية من جيل إلى جيل.
وأشار الباحث السياسي جعفر خضور في تصريح لـ” الثورة” إلى أن الانتخابات الإيرانية تكتسب أهمية كبيرة في ظل المتغيرات الدولية وفي ظل استكمال النهج الذي أرساه وثبته الإمام الخميني والقيادات الإيرانية أمثال الشهيد ابراهيم رئيسي.
وقال خضور هذه الانتخابات ترتبط بالعديد من الملفات الهامة أولها الملف الاقتصادي وثانيها الملف النووي وثالثها التأكيد على دعم المقاومة الفلسطينية وشد أزر محور المقاومه لاسيما وأنه شاهدنا تغيراً نوعياً وأداء استراتيجياً هاماً أو لنقل تطوراً نوعياً في أداء دور محور المقاومة على صعيد معركة طوفان الأقصى.
ونوه الباحث خضور بأن العملية الانتخابية وما جرى خلالها من تطورات يكرس المفهوم الفقهي والقانوني الذي ثبتته الجمهورية الإسلامية وهو مفهوم السيادة الشعبية.. هذا المفهوم الذي يعكس إرادة الشعب الإيراني والذي يمارس سيادته من خلال الانتخابات التي جرت أخيراً.
وبين الباحث خضور أننا شاهدنا إقبالاً كبيراً على الانتخابات وهو يعكس حقيقة كبيرة ودليلا كبيرا على الديمقراطية الحية التي تتمتع بها الجمهورية الإيرانية وتؤكد على وجود مؤسسات تثبت هذا الفكر وهذا النهج الذي يطور البلاد ويسعى الى تكريس تجربة غنية جداً كما يقال هناك من لا يميز بين صندوق انتخابي وصندوق الفاكهة.. واليوم نجد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثبتت للعالم الوجه الحقيقي للديمقراطية وهي أمام استحقاقات كبيرة ونجاحها من نجاح المقاومة.