الثورة_ اللاذقية_ نعمان برهوم:
ألقت الدكتورة ريم شطيح الأستاذة في جامعة “اوهايو ستيت الأمريكية” محاضرة في المركز الثقافي العربي في بيت ياشوط بعنوان “الفكر العلماني والتعايش والمواطنة” وسط حضور رسمي وشعبي من محافظات حمص وحماة وطرطوس واللاذقية.
أوضحت فيها أنه لا يمكن المبالغة في أهمية العلمانية فالشعوب اليوم تنشد التفاهم والشراكة، وليس فقط التعايش لأن مصطلح التعايش يشي بأن هناك مشكلة والناس تتعايش معها ، يعني على مبدأ التسامح وكأن هناك فئة تتوهم امتلاكها للحق والحقيقة، وتتكرم على الآخرين بتعايشها معهم، وهذا غير مقبول ولا يمكن أن يكون حلا للمواطنة ، وذلك لأن التعددية تكون في المواطنة والشراكة والتكامل وليس فقط بالتعايش.
و هناك أمثلة كثيرة ومنها ما حصل في أوروبا،وهناك دول تبنت جوانب من العلمانية مثل تركيا وتونس.
و أضافت أن هناك دولا في الشرق الأوسط تتصارع مع تحديات النفوذ الديني والحكم السياسي ، ومازال الجدل في أغلب الدول الشرقية حول العلمانية قائماً بسبب غياب العلمانية، حيث تتصارع مع الفكر الديني تارة ، ومع الفكر المتشدد تارة أخرى.
و أن الحل هو فقط في الفكر العلماني الذي يبقى على الحياد ويترك للناس حرية المعتقدات وممارسة الشعائر الدينية ،وهذا الفكر الديني الطائفي المؤسس كان ومازال مهدداً للأمن العام ، وللمواطنة، وللدولة العصرية المتقدمة المنسجمة مع تطور العلم والمعرفة.
فضلاً عن تصاعد التطرف الديني الذي رأيناه في السنوات الأخيرة والذي تغلغل في أغلب بلدان الشرق الأوسط ، مما تسبب في تعزيز الطائفية ، وازدياد العنف مرة أخرى، إضافة إلى صعود الإيديولوجيات الدينية مما يشكل تهديداً حقيقياً وتحدياً للمجتمعات حول العالم.
وأشارت الى أن أحد التحديات الرئيسية للعلمانية اليوم والتي تواجهها العديد من دول الشرق الأوسط من ممارسة الشعائر الدينية بالإضافة للحريات الدينية وحريات العقائد، هي الصراعات السياسية.
و لفتت إلى أن اعتناق العلمانية يخفف من حدة هذه الصراعات من خلال إنشاء أرضية محايدة، واتخاذ القرارات السياسية المبنية على العقل والمحايدة وليس على التيارات والمبادئ الدينية، فضلاً عن أن الحكم العلماني يساهم في منع الاستبداد الذي تغذيه الأيديولوجيات الدينية من خلال فصل المؤسسات الدينية عن عمل الحكومات والدول ، حيث تكون الدول أقوى في حماية الأقليات، وحماية التوجهات الدينية والاجتماعية ، والتوجهات الثقافية وأنماط الحياة المتنوعة حيث تأتي العلمانية لتخدم هذا التنوع.
كما أشارت شطيح الى أن اعتماد العلمانية يوفر القدرة على النهوض بالمجتمع وقيام الدولة العصرية والديمقراطية، وانتصار العلم والمعرفة وهو أهم انتصار.
و لفتت إلى أن أهمية العلمانية ليس فقط للاستقرار السياسي والاجتماعي فقط إنما أيضا للتنمية الاقتصادية التي لها علاقة بقوانين التجارة، وقوانين التعاون مع البلدان حيث تلعب دوراً اقتصادياً هاما من خلال إعطاء الأولوية إلى العقل، واتخاذ القرار المبني على المساواة، و عدم السماح للمؤسسات الدينية التدخل بالقرارات الاقتصادية،و في النتيجة يمكن للدولة في حال تطبيق العلمانية أن تقدم رسالة للآخرين أن هذا المجتمع ملتزم بكل ما يتفق علية من معاهدات وسواها وأن المؤسسات الدينية لا تتدخل في إدارة الدولة، وبالتالي يمكن لهذا المجتمع أن يجذب الاستثمارات الخارجية إلى بلده، لتنهض بالبلد اقتصادياً وتشجع عملية التنمية فيه كون المجتمع سيكون أكثر انفتاحاً وأكثر ديناميكية.
و ختمت بأهمية تبني العلمانية في بلدان الشرق الأوسط ، وأنها توفر للإنسان الاستقرار وتجعله حراً في ممارسة شعائره الدينية ومعتقداته، وأيديولوجياته الدينية، و في هذه المنطقة بالتحديد توفر الوئام الاجتماعي والسياسي لأهل المنطقة، وتدفع بها إلى الازدهار والتنمية والسلام.