الثورة – هراير جوانيان:
عاد النجم الكولومبي خاميس رودريغيز ليكون الاسم الذي يخشاه الجميع في أرضية الملعب، مثلما كان قبل عشر سنوات مضت، حين كان شاباً في بداية العشرينيات مع نادي موناكو الفرنسي، الذي أبدع وتألّق في صفوفه ما دفع نادي ريال مدريد الإسباني، إلى التحرّك سريعاً لضمّه حتى يكون واحداً من مجوهرات النادي الملكي الجديدة، لكن ورغم تسجيله 37 هدفاً في 125 وتحقيق ألقابٍ عديدة بينها دوري أبطال أوروبا مرتين، لم ينجح في إثبات حضوره الدائم، ليتراجع دوره تدريجياً ويخرج لاحقاً من سانتياغو برنابيه.
واهتزّت مسيرة رودريغيز بعد فترة ريال مدريد، حين أعير إلى بايرن ميونيخ الألماني، الذي قرر في نهاية الأمر عدم شراء عقده، رغم أن اللاعب قدّم مستوىً طيباً خلال المباريات التي لعبها طوال موسمين، ليُقرر بعدها الالتحاق بنادي إيفرتون، لكن تجربته مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لم تتكلل بالنجاح، لينتقل بعدها إلى الريان القطري، في محاولةٍ لإحياء مسيرته بعيداً عن أوروبا وضغطها، لكنه لم يقدّم المأمول هناك، فالتحق إثرها بنادي أولمبياكوس اليوناني، لكن أيضاً لم تسر الأمور على ما يرام، فكان خياره الأخير العودة إلى أميركا الجنوبية من بوابة الدوري البرازيلي ونادي ساو باولو العريق.
ورغم معاناته من الإصابات خلال الفترة الماضية، قرر المدرب الأرجنتيني نستور لورنزو تجديد ثقته بخاميس رودريغيز قائد منتخب كولومبيا خلال بطولة كوبا أميركا 2024، حين ضمّه إلى التشكيلة المشاركة في نسخة الولايات المتحدة، واستطاع معه أن يستعيد سحره، بعدما قاد بلاده إلى نصف نهائي هذه النسخة، بفوزه في ربع النهائي 5-0 على حساب بنما وتصدّره دور المجموعات قبلها متفوقاً على منتخب البرازيل في الترتيب. ووصل منتخب كولومبيا إلى 27 مباراة بدون هزيمة، ليُعادل أطول سلسلة مباريات بلا خسارة في تاريخه، والتي تحققت في عهد المدرب الوطني السابق فرانسيسكو ماتورانا بين 1992 و1994، من خلال 13 حالة فوز و14 تعادلاً، في حين أن زملاء خاميس رودريغيز انتصروا خلال الإنجاز الجديد في 21 مواجهة مقابل ستة تعادلات.
وبالعودة إلى خاميس فقد رفع عدد تمريراته الحاسمة إلى خمس خلال هذه النسخة، ليتصدّر المشهد بفضل هذا الرقم، إضافة لتسجيله هدفاً في شباك منتخب بنما، وهذا الأمر من شأنه أن يُعيد النجم الكولومبي إلى الواجهة مجدداً، خاصة أنّه يبلغ من العمر حالياً 32 عاماً.