نصف مليون فلسطيني في غزة يواجهون مستويات جوع كارثية.. قالتها الأمم المتحدة.. وعشرات الآلاف من القطاع نزحوا جراء سياسات التهجير القسري الإسرائيلية حسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.. ومن المؤكد أنه لا مكان آمن في غزة، وأوامر الإخلاء الإسرائيلية تعرقل إسعاف المصابين والكلام هنا لمنظمة الصحة العالمية.. ووسط هذا الزحام السياسي في التصريحات الدبلوماسية يبقى السؤال هل يكفي أممياً قرع نواقيس الخطر وإحصاء أعداد الضحايا والمنكوبين فيما الجزار الإسرائيلي يواصل نحر الرقاب الفلسطينية بسواطيره المشرعنة أميركياً.
آلاف الفلسطينيين بين شهيد وجريح ومفقود وعالق تحت الركام.. وكل بيانات الشجب وعبارات الإدانة الأممية على كثرتها على اعتبار أنها باتت شبه يومية لم توقف إلى الآن مجازر الإبادة الإسرائيلية ولم تحقن الدم الفلسطيني الذي يسفك ليل نهار وباتت بلا أي قيمة أو جدوى ميدانية.
غزة تباد بالصواريخ والقنابل تارة.. وبالجوع تارة أخرى حيث الاحتلال الاسرائيلي يمنع إدخال المساعدات إلى القطاع منذ أكثر من ٦٤ يوماً بينما هناك من يرتقي، ولكن مرضاً فجميع النقاط الطبية والعيادات خرجت عن الخدمة وهناك نقص حاد في الإمدادات الطبية والأدوية، وكل ذلك يجري على مرآى العالم بأسره ومسمعه دون أن يحرك ساكناً اللهم إلا بضع بيانات خجولة لا يمكن أن تفهم سوى أنها ذر للرماد في العيون.
غزة صامدة وباقية ما بقي الزعتر والزيتون.. وكل محاولات إفنائها وطمس معالمها من الخريطة العالمية لن تفلح.. والعدو الإسرائيلي لن يحصد إلا الخيبة وكل رهاناته ستبوء بالفشل.

التالي