الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
دعا كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الوحدة بعد أن أذهل إطلاق النار في تجمع ترامب البلاد.
وأشار بعض المراقبين إلى أن الحادث أظهر أن الخطاب السام والعنيف طويل الأمد في السياسة الأمريكية تصاعد إلى أعمال عنف ضد السياسيين في السنوات الأخيرة، ومن المرجح أن يصبح مثل هذا العنف أكثر تواتراً مع تزايد استقطاب البلاد.
وقال خبراء إن إطلاق النار كشف أيضاً عن الدرجة العالية من عدم الاستقرار وعدم القدرة على التنبؤ بالسياسة الأمريكية، ما أثار المزيد من الشكوك بين حلفائها بشأن قيادة واشنطن.
وذكرت “رويترز” أن ترامب كان في ميلووكي لإجراء الاستعدادات النهائية لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في وقت لاحق من هذا الأسبوع بعد أن نجا بصعوبة من إطلاق نار أدى إلى إصابته.
وقال ترامب لصحيفة “نيويورك بوست” إنه “أعد خطاباً شديد القسوة” حول “إدارة بايدن الرهيبة، لكنني ألقيت به بعيداً” من أجل خطاب يأمل أن “يوحد بلادنا”.
وفي خطاب ألقاه في وقت الذروة، قال بايدن أيضاً إن الخطاب السياسي في هذا البلد أصبح “محموماً للغاية”، و”حان الوقت لتهدئته، لا مكان في أمريكا لهذا النوع من العنف، ولا يمكننا السماح بتطبيع هذا العنف”.
ومع ذلك، بعد الهجوم على ترامب، بدأ العديد من الجمهوريين بإلقاء اللوم على الخطاب المناهض لترامب “المبالغ فيه”.
وحتى يوم الأحد الماضي، أشار ما يقرب من اثني عشر مشرعاً بأصابع الاتهام إلى بايدن والديمقراطيين بشكل عام في إطلاق النار مساء السبت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية.
وأشار مؤيدو ترامب الجمهوريون على وجه التحديد إلى تعليق أدلى به بايدن في 8 تموز الجاري عندما ناقش الرئيس أداءه البائس في المناظرة في اجتماع مع المانحين. قال بايدن، وفقاً لنص المكالمة التي أرسلتها حملة بايدن إلى الصحفيين: “لدي مهمة واحدة وهي هزيمة دونالد ترامب، لقد انتهينا من الحديث عن المناظرة، حان الوقت لوضع ترامب في عين الثور”.
وقال لو شيانغ، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لصحيفة غلوبال تايمز: “من الواضح لنا أن الخطاب السام والعنيف ساد في السياسة الأمريكية في العقود الماضية، وأن حادث إطلاق النار في تجمع ترامب أظهر للتو أن هذا الاتجاه السام قد تصاعد بالفعل إلى أعمال عنف ضد السياسيين”.
وتوقع لو أن هذا العنف سيزداد في المستقبل: “على الرغم من أن هذا (الهجوم) كان على مستوى المرشحين الرئاسيين، إلا أن الضغوط تتزايد على أولئك الذين يشاركون في الانتخابات السياسية الأمريكية، حيث أن أمنهم ضعيف حتى يتم ترشيحهم”.
وأشار لي هايدونغ، أستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، إلى أنه من خلال ذكر الوحدة، يستخدم ترامب الآن الهجوم لكسب نقاط سياسية. فالسياسة الأمريكية مستقطبة للغاية، ومن خلال استغلال هذا الهجوم، يسعى ترامب إلى تصوير نفسه كشخص قادر على توحيد الأحزاب المختلفة.
ويعتقد حلفاء ترامب أن الهجمات ستعزز جاذبيته الانتخابية، ما يجعل القاعدة الجمهورية أكثر تصميماً على التصويت له ويجذب تعاطف الناخبين المستقلين والمترددين، حسبما ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز”.
وقال المراقبون أيضاً إن هوية ودوافع المسلح ستكون حاسمة للحزبين خلال السباق الانتخابي.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن الملف الشخصي للمسلح، توماس ماثيو كروكس البالغ من العمر 20 عاماً، على وسائل التواصل الاجتماعي لم يتضمن لغة تهديد، ولم يجدوا أي تاريخ من مشاكل الصحة العقلية. وقالوا إنه تصرف بمفرده ولم يحددوا الدافع، حسبما ذكرت وكالة “رويترز”.
وقال شين يي، أستاذ في جامعة فودان، إن الحادث الذي تم تحديده الآن على أنه هجوم منفرد، والنقاش حول السيطرة على الأسلحة، ومحاولة ترامب لاستغلال الحادث، وتصريحات المرشح الجمهوري، ستجلب المزيد من التغيير وعدم اليقين للانتخابات الوشيكة. “خلال العملية بأكملها، ستكون المعلومات حول المسلح وعلاقته بكلا الحزبين عاملاً مؤثراً حاسماً”.
أثار إطلاق النار على ترامب ردود فعل قوية من حلفاء الولايات المتحدة. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: “أشعر بالاشمئزاز من إطلاق النار على الرئيس السابق ترامب، العنف السياسي غير مقبول أبداً، أفكاري مع الرئيس السابق ترامب، وأولئك الذين حضروا الحدث، وجميع الأمريكيين”.
وقال لي إن الحادث أرسل مرة أخرى إشارة واضحة إلى حلفاء الولايات المتحدة بأن السياسة الداخلية للبلاد غير متوقعة وغير مؤكدة إلى حد كبير. كيف يمكن للمرء أن يتوقع من مثل هذا البلد غير المؤكد أن يظهر الاستقرار في العلاقات مع الحلفاء؟ من المؤكد أن إطلاق النار سيثير المزيد من الشكوك حول قيادة الولايات المتحدة بين حلفائها.
المصدر – غلوبال تايمز