الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
تعقد الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني في بكين من 15 إلى 18 تموز الجاري لوضع الترتيبات الاستراتيجية لمزيد من تعميق الإصلاح الشامل وتعزيز التحديث الصيني.
وهذا حدث عالمي نظراً لأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يواجه العديد من المشاكل والمواقف الجديدة في الداخل والخارج، فإن كيفية مواجهة الصين لها وحلها لن تؤثر بشكل مباشر على الوضع الدولي الحالي فحسب، بل سيكون لها أيضاً تأثير توضيحي قوي.
وسواء كان الاختيار بين العزلة والانفصال أو الانفتاح والتعاون، أو لعبة محصلتها صفر أو الفوز للجميع، سيكون لها تأثيرات مختلفة على المجتمع البشري. لذلك، مع انعقاد الدورة الكاملة الثالثة، يركز العالم كله على الصين.
الخلفية الخارجية المهمة لهذا الاجتماع هي أن العولمة الاقتصادية، التي استمرت لعقود من الزمان، تواجه تهديدات غير مسبوقة، مع تزايد انعدام الثقة والانقسام الذي يبتلي العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية.
على سبيل المثال، يجلب تطوير التكنولوجيا الفرص ولكنه يخلق أيضاً مشاكل، فمثلاً، يخلق تطوير تكنولوجيا الانترنت المزيد من الراحة للناس، ولكنه يولد أيضاً مخاطر أمنية جديدة، كما أن التكنولوجيا المتقدمة تعمل على تحسين كفاءة الإنتاج ولكنها تؤدي أيضاً إلى تفاقم عدم المساواة في الثروة في بعض الأماكن.
وإن انتشار المنصات الاجتماعية يسرع من تداول المعلومات ولكنه يؤدي أيضاً إلى زيادة الأخبار المزيفة. وفي الوقت نفسه، تحدث الأزمات المالية العالمية والصراعات الإقليمية وغيرها من الأحداث المفاجئة بشكل متكرر، مما يدفع المجتمع البشري إلى مفترق طرق تاريخي.
وعلى خلفية قيام بعض الدول الكبرى بتحويل اللوم والمسؤولية بشكل غير مسؤول إلى دول أجنبية، واستخدام النزاعات الخارجية لنقل الصراعات الداخلية، والتأثير بشكل خطير على استقرار السلسلة الصناعية العالمية وسلسلة التوريد، ترفع الصين بلا تردد لواء الإصلاح والانفتاح.
فقد حققت الصين قفزة تاريخية من التعايش السلمي إلى المصير المشترك. إن التصميم والشجاعة التي أظهرها الحزب الحاكم في الصين، فضلاً عن ثبات المجتمع الصيني ووحدته في “تنفيذ الإصلاح حتى النهاية”، يوفر طاقة إيجابية قيمة لعالم مليء بالتغييرات والاضطرابات.
إن الصين لم تلم الآخرين على المشاكل الجديدة المتنوعة التي تواجهها، بل إنها تسعى باستمرار إلى تحسين نفسها وإبداعها وتعزيزها. وهذا دليل على سعة الأفق والشعور بالمسؤولية لدى هذه الأمة العظيمة.
ولقد التزمت الإصلاحات في الصين بالقيمة الأساسية المتمثلة في وضع الناس في المقام الأول، ودمجت دائماً بين التوجه نحو تحقيق الأهداف وحل المشاكل، حيث أكد الزعيم الصيني على “ملاحقة المشكلة والتركيز على حلها”.
والنتيجة النهائية هي أن الصين خلقت المعجزة الاقتصادية النادرة المتمثلة في التنمية السريعة والمعجزة الاجتماعية المتمثلة في الاستقرار الطويل الأجل. والواقع أن الساسة الغربيين الذين يشككون في أن الصين حققت التنمية عالية السرعة من خلال “سرقة الإنجازات الغربية” لم يفهموا في واقع الأمر المنطق الأساسي وراء التنمية في الصين.
الجدير بالذكر بشكل خاص أن الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني لن تحدد مخططاً جديداً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين فحسب، بل إنها ستجلب أيضاً فرصاً جديدة للشركات الأجنبية التي تأمل في الاستفادة من السوق الصينية.
وركز الاجتماع على عدد من القضايا الأساسية مثل تعميق الإصلاح الشامل، وتعزيز التحديث الصيني، وتحسين بيئة الأعمال، وتعزيز التعاون الدولي.
وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في مناسبات عديدة، “إن الانفتاح الصيني سيكون على نطاق أوسع، ولن يُغلق أبداً”. إن الإصلاح والتنمية في الصين من الأصول الثمينة، سواء بالنسبة لها أو من أجل نظام دولي أكثر عدالة. ومن منظور تعزيز العولمة الاقتصادية، فإن دعم الصين القوي لتحرير التجارة وتسهيل الاستثمار، فضلاً عن معارضتها القوية لمختلف أشكال الأحادية والحمائية، كلها تساهم في الحفاظ على استقرار التجارة العالمية وإزالة العقبات التي تعيق التنمية الاقتصادية العالمية.
في آذار الماضي، صرح الرئيس الصيني شي جين بينغ، أثناء اجتماعه مع ممثلي مجتمعات الأعمال والإستراتيجية والأكاديمية في الولايات المتحدة، قائلاً: “لن تتوقف إصلاحات الصين، ولن يتوقف انفتاحها”. تخطط الصين وتنفذ سلسلة من الخطوات الرئيسية لتعميق الإصلاح بشكل شامل، وتعزيز بيئة الأعمال الموجهة نحو السوق والقائمة على القانون والعالمية بشكل مطرد. وهذا من شأنه أن يخلق مساحة تنمية أوسع للشركات الأمريكية وغيرها من الشركات الأجنبية”.
وبالالتزام باستخدام الانفتاح لتعزيز الإصلاح والتنمية والابتكار، ستواصل الصين دفع انفتاحها إلى مستوى أعلى وجلب المزيد من الفرص والتعاون للعالم.
المصدر- غلوبال تايمز