حفظ القصيدة النبطية ضمن التراث اللامادي السوري.. العفيدلي أنموذجاً

الثورة – فؤاد العجيلي:
يعد تدوين التراث اللامادي السوري من الضرورات لحفظ ماتبقى منه ، وخصوصا التراث الشفهي الذي بات يخشى عليه من الاندثار لموت كثير من حفظته ، وكبر سن البعض ممن أقعدهم المرض وعرض ذاكرتهم للتشويش ، وتشكل القصيدة النبطية عمود هذا التراث لأنها كالقصيدة الفصيحة حفظت جانبا مهما من تاريخنا لايزال متداولا بالمجالس والدواوين ، والقصيدة النبطية التي ازدهرت في الخليج العربي وحظيت باهتمام كبير من حكومات دوله ، لاتزال مغيبة بالمشهد الثقافي السوري علما أن هذه القصيدة ولدت في حوران في سورية وذكر ذلك عدد من المراجع التاريخية ، ومما يحز بالنفس أن الساحة الخليجية تزخر بالشعراء السوريين الذين فتحت لهم كل الفضاءات فحلقوا في سماء الإبداع ونافسوا شعراء تلك الدول وبات البعض منهم نجماً يتلألأ في سماء غير سمائه ، فوصل البعض منهم لمراكز متقدمة بالمهرجانات والمسابقات ويتصدر أغلفة المجلات وحاضرا في كل الأمسيات والملتقيات ، والغريب أنه غير معروف في بلده ، بل إن الشعر النبطي الذي ولد في سورية لايزال الكثيرون يجهلون عنه ويخلطون بينه وبين الزجل والشعر الفراتي والألوان الغنائية الأخرى ..
استوقفتني بهذا تجربة الشاعر السوري “عبدالكريم العفيدلي ” الذي يكتب الفصيح والنبطي ، ويتميز بالشعر النبطي وهو معروف بالخليج ، هذا الشاعر الذي جاء بلغة وأسلوب مختلفين فقد حرر قصيدته من المطالع التقليدية الموروثة بالقصيدة النبطية وحدث بالمفردة دون أن يمس بالقالب أو النظام الذي بنيت عليه القصيدة ، فنجد قصيدته أقرب للفصحى استطاع أن يقدمها بلهجة بيضاء مفهومة للجميع مبتعدا عن المفردات والتراكيب المستخدمة قديما بالقصيدة النبطية وغالبا ماتكون مستوحاة من قسوة الصحراء وظروف المعيشة فيها .
استطاع ” العفيدلي”  أن يقدم نفسه شاعرا مختلفا لايشبه الا نفسه من خلال هذه القصيدة، التي عكست ثقافته وبيئته وانطلق من مجتمعه مستخدما أسلوب النقد الاجتماعي بلغة يفهمها هذا المجتمع وما ديوانه الشهير ” مصوّر بالعشا ” إلا ترجمة لهذا فهو انتقد مجتمعه بطريقة هادفة يدعو من خلالها الحفاظ على الموروث والتقاليد العربية الأصيلة ، ونقده جاء لاذعا من خلال العنوان الذي يحاكي به انقلاب الصورة بين زمنين ، زمن الكرم الفطري وزمن الكرم المصطنع والذي غايته هو مواقع التواصل الاجتماعي .
العفيدلي كتب للوطن والقبيلة والحبيبة والحكمة والغربة، وتعددت المواضيع والأغراض التي تطرق إليها في تجربته الشعرية النبطية ، فجاءت قصائده مدونات سيقرؤها من يأتي بعدنا ويعرف من خلالها مرحلة مظلمة في تاريخنا المعاصر .
تجربة هذا الشاعر جعلتني أقف طويلا أمام سؤال لماذا نتهاون بحفظ تاريخنا وموروثنا وهو الأغنى بمنطقتنا ، هذا السؤال برسم وزارة الثقافة ومديرية التراث اللامادي ومعاهد الثقافة الشعبية.

آخر الأخبار
ليس مشروع إعمار فقط   بل إعلان عودة التاريخ العربي من بوابة دمشق  تسهيل لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة بدير الزور تعزيز الطاقة المتجددة والربط الكهربائي في زيارة الوزير البشير لمحطة سدير السعودي سوريا تطلق خطة طموحة لإعادة هيكلة قطاع الطيران وتطوير مطار المزة كمركز للطيران الخاص تعديلات جديدة على النظام الانتخابي ومجلس الشعب القادم بـ210 مقاعد اتفاقية استراتيجية بين سوريا والسعودية لتعزيز التعاون في الطاقة وفتح آفاق التكامل الإقليمي نقطة طبية في جدل بدرعا لخدمة المهجرين من السويداء 1490 مريضاً استقبلتهم العيادة الأذنية في مستشفى الجولان الوطني تأهيل مدرسة سلطان باشا الأطرش في حلب قرار حريص على سلامة الطلاب..  تأجيل امتحانات الثانوية في السويداء  عشرة أيام وحارة "الشعلة" في حي الزهور بلا مياه .. والمؤسسة ترد  الأردن يجدد التأكيد على أهمية الحفاظ على سيادة و استقرار سوريا   مظاهرة حاشدة في باريس تنديداً بالعدوان الإسرائيلي ورفض التقسيم إزالة 32 مخالفة تعدٍّ على خطوط مياه الشرب في درعا "الجبهة الوطنية العربية" تقدم مساعدات طبية إسعافية لصحة درعا وزير الإعلام من حلب: إعادة هيكلة الإعلام الحكومي.. وعودة الصحافة الورقية منتصف أيلول  خطة عاجلة لتأمين الاحتياجات الأساسية بدرعا للمهجرين من السويداء متابعة الخدمات الصحية المقدمة في المركز الطبي بقطنا صحيفة الرياض: استعادة سوريا لمكانتها العربية ضرورة وليس خياراً مناشدات لتخفيض أسعار الأعلاف بعيداً عن تحكم التجار.. الشهاب لـ"الثورة": نعمل على ضخ كميات كبيرة في ا...