الثورة – ترجمة ختام أحمد :
أدى بناء الموانئ الذكية، الذي يشتمل على تقنيات مثل 5G والذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية والحوسبة السحابية، إلى تحويل ميناء تيانجين بالكامل.
ويقف الميناء الآن كأول محطة ذكية خالية من الكربون في العالم. تعمل المحطة الذكية على زيادة كفاءة تشغيل رافعة جسرية واحدة بأكثر من 40 بالمائة وخفض تكاليف العمالة بنسبة 60 بالمائة.
في السنوات الأخيرة، عملت الصين بقوة على تطوير النقل والخدمات اللوجستية الذكية في إطار سعيها لبناء موانئ ذكية وخضراء على مستوى عالمي.
وبالإضافة إلى ميناء تيانجين، ركب ميناء نينغبو-تشوشان، وهو أكثر موانئ العالم ازدحاماً من حيث حجم البضائع المتدفقة.
وقال لين يي كون، المسؤول في جمعية الاتصالات والنقل الصينية: “يتم شحن حوالي 90 في المائة من التجارة الخارجية للصين عن طريق البحر. ومن شأن تطوير الموانئ الذكية أن يعزز الكفاءة التشغيلية ويساهم بشكل كبير في نمو التجارة الخارجية للصين”.
أظهرت بيانات رسمية أن التجارة الخارجية للصين، باعتبارها أكبر دولة تجارية للبضائع في العالم، وصلت إلى مستوى مرتفع جديد في النصف الأول من هذا العام، مما يوفر المزيد من الزخم للانتعاش الاقتصادي.
وذكرت الإدارة العامة للجمارك أن حجم تجارة السلع توسع بنسبة 6.1 في المائة على أساس سنوي إلى 21.17 تريليون يوان (حوالي 2.97 تريليون دولار أمريكي) في الفترة من كانون الثاني إلى حزيران الماضيين.
وقال ستيف جوردون، الرئيس العالمي لشركة كلاركسون ريسيرش سيرفيسز المحدودة، وهي مؤسسة أبحاث شحن، خلال معرض تيانجين الدولي لصناعة الشحن 2024 الذي يستمر أربعة أيام، والذي افتتح يوم الأربعاء: “الشحن البحري أمر بالغ الأهمية للاقتصاد العالمي حيث أن 85 في المائة من إجمالي التجارة العالمية يتم نقلها بحراً، وتلعب الصين دوراً مهماً في هذا”.
وأضاف جوردون: “تظل الصين أكبر سوق منفردة للشحن البحري. وفي العديد من مجالات الاقتصاد البحري، تتمتع الصين بأهمية لا تصدق وتبوأت مكانة رائدة في السوق العالمية”.
كما أن التحول الذي شهدته الموانئ في مختلف أنحاء البلاد يعطي لمحة عن حيوية صناعة الشحن في الصين.
وتظهر البيانات الرسمية أن حمولة أسطول السفن المملوكة لأصحاب السفن الصينيين بلغت 249.2 مليون طن إجمالي، مما يجعلها أكبر دولة مالكة للسفن في العالم من حيث الحمولة الإجمالية.
وعلاوة على ذلك، تمتلك الصين ثمانية من أكبر عشرة موانئ في العالم من حيث حجم البضائع الأكثر ازدحاما، وسبعة من أكبر عشرة موانئ في العالم من حيث حجم الحاويات.
وقال جوزيف إدوارد كراميك، رئيس مجلس الشحن العالمي: “في السنوات الأخيرة، واجهت صناعة الشحن العالمية تحديات غير مسبوقة.
لقد اختبرت جائحة كوفيد-19 نسيج سلسلة التوريد العالمية، مما تسبب في اضطرابات واسعة النطاق”.
وأشار كراميك إلى أن “التهديدات والاضطرابات في البحر الأحمر في قناة بنما أضافت تعقيداً إلى عملياتنا، إلا أن هذه الأحداث دفعتنا أيضاً إلى تطوير حلول أكثر قوة ومرونة”.
ومن خلال الابتكار التكنولوجي وتعزيز كفاءة النقل والتعاون العالمي المتزايد، لعبت صناعة الشحن في الصين دورا حيويا في ضمان أمن واستقرار وتدفق سلسلة التوريد اللوجستية الدولية وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي وسط حالة عدم اليقين.
قال جان فان دير بورج، ممثل ميناء أنتويرب-بروج: “تتغير صناعة الشحن في الصين بسرعة كبيرة وتتبنى التقنيات الجديدة المتعلقة بإزالة الكربون والرقمنة. وهذا أمر مثير للإعجاب حقًا”.
وبالإضافة إلى ذلك، تعمل شركات الشحن والخدمات اللوجستية الصينية أيضاً بشكل نشط على تعزيز التعاون عبر الحدود.
أنشأت شركة كاينياو، وهي الذراع اللوجستية لشركة علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية، شبكة لوجستية ذكية عالمية ذات قدرات شاملة. وتعمل في نحو 200 دولة ومنطقة.
وأشار كراميك إلى أن “الاقتصاد العالمي يعتمد على الحركة السلسة للسلع عبر المحيطات، ومن مسؤوليتنا ضمان استمرار ذلك بكفاءة واستدامة”.
وقال فان دير بورج “إننا نحب العمل مع أصدقائنا وشركائنا الصينيين لتبادل الأفكار. إن التعاون والشفافية والحوار المستمر تشكل أهمية قصوى إذا أردنا مواجهة التحديات الحالية معاً”.
المصدر _ سي جي تي إن