تقاذف للمسؤوليات والسكان يطالبون بحل.. أزمة نظافة حادة في جرمانا

الثورة – لينا شلهوب

 

أزمة نظافة حادة، تعم معظم مناطق محافظة ريف دمشق، وذلك نتيجة توقف عمليات جمع القمامة، إذ تشهد مدينة جرمانا منذ أسبوع أزمة بهذا الشأن، ما أدى إلى تكدّس النفايات في الشوارع والأحياء، وتفاقم معاناة السكان في ظل درجات حرارة مرتفعة، وروائح كريهة تنبعث من كل زاوية، السكان يشتكون، والحلول غائبة، والجهات المعنية تتقاذف المسؤوليات.

وبين رئيس مجلس المدينة المهندس وهيب حميدان لصحيفة الثورة أن المشكلة تعود إلى توقّف عمل الآليات والعمال التابعين لمديرية النظافة العامة في ريف دمشق، والتي أصبحت الجهة المسؤولة عن جمع القمامة بعد أن تم سحب الآليات والعمال من مجلس المدينة، مضيفاً: نحن عاجزون حالياً عن التصرف لأننا لا نملك صلاحية الصرف المباشر من الموازنة إلا بموافقة المحافظة، موضحاً أنه تواصل مراراً مع مدير مكتب المحافظ، وأرسل برقيات وكتباً رسمية من دون أي استجابة واضحة أو وعود بتنفيذ فعلي.

وكان آخر كتاب مناشدة بتاريخ 23 تموز الحالي، تضمن: أنه نظراً لعدم تمكّن مديرية النظافة من القيام بواجبها من ترحيل القمامة، ونظراً لتفاقم الوضع بشكل كارثي، يرجى السماح بالصرف من موازنة البلدية لتأمين كلفة ترحيل القمامة، وإمكانية إعادة الآليات التي كانت على ملاك مجلس المدينة مع العمال، وحتى الآن لا يوجد رد.

نفاذ الوقود

كان السبب الرئيسي كما تم تداوله في المراسلات هو نفاد الوقود، ما شلّ حركة الآليات، وترك القمامة تتكدس في الشوارع، حتى باتت تهدد الصحة العامة وتعوق حركة السير، ومع تعاظم الأزمة، يتحدث المسؤول المحلي عن انعدام صلاحياته التنفيذية، وخاصة بعد مناشدات الأهالي جراء معاناتهم، قائلاً: أنا رئيس مجلس مدينة بالاسم فقط، كل ما أطلبه هو إعادة الآليات والعمال حتى أتمكن من التعامل مع الأزمة ضمن صلاحياتي وبمساعدة المجتمع المحلي.

ولفت إلى أن كل الآليات والعمال نُقلوا إلى مديرية النظافة العامة في ريف دمشق، قائلاً: نحن عاجزون عن العمل، لا نملك لا وقوداً ولا صلاحيات مالية، وحتى طلباتنا تُقابل بالتسويف، دون أي رد عملي حتى الآن.
مديرية النظافة في ريف دمشق من جهتها، وعبر أحد مصادرها، أكدت أن الأزمة مرتبطة بشح حاد في الوقود، كما أن جرمانا ليست الوحيدة المتضررة، إذ تُوزّع الإمكانيات على عدة بلدات، لكن الوقود قليل، ولا نملك موارد مستقلة لتغطية كل المناطق بانتظام

جهود مضنية

الجهود السابقة التي بُذلت بمبادرة من الأهالي والمجتمع المحلي أثمرت عن حملات نظافة مؤقتة، لكنّها لم تكن حلاً طويل الأمد، ومع استلام المديرية العامة للنظافة زمام الأمور، باتت جرمانا تُدار من مركز واحد يخدم عدة مناطق في الغوطة الشرقية، ما خلق ضغطاً هائلاً على الإمكانيات المحدودة أصلاً، وأدى إلى إهمال جرمانا في توزيع الموارد.

ومع تراكم الشكاوى، يطرح رئيس مجلس المدينة حلاً مباشراً.. إما أن تُعاد إلى مجلس المدينة، الآليات والعمال، أو يُعطى الضوء الأخضر لتدبير شؤون النظافة عبر التبرعات أو من موازنة المدينة، لكنه يوضح أن المجتمع المحلي منهكٌ مادياً بعد مساهماته في دعم المؤسسات الخدمية المختلفة، من ترميم المدارس إلى دعم الإطفاء والنفوس (السجل المدني).

الحلول مجمدة

شهادات من عدد كبير من الأهالي يؤكدون أنه في شوارع جرمانا هذه الأيام، لا تملك سوى أن تُغمض عينيك وتتجنب أنفك، فأكوام القمامة تنتشر في الزوايا، والحشرات تملأ المكان، والروائح الكريهة تخنق السكان، أيام تمضي دون أي حملة نظافة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وصمت رسمي مطبق، المدينة تعاني، والشكوى واحدة: أين النظافة؟ وأين المسؤولون؟

في ظل هذا الوضع المأزوم، تحولت النظافة إلى قضية إنسانية ملحّة، العالم اختنقت، الروائح لا تطاق، الوضع لا ينتظر تعليمات، نحن نحتاج لحل فوري، وإلا سنجد الشوارع مقطوعة بالنفايات، ، يختم رئيس المجلس مناشداً المحافظة والجهات المعنية بالتدخل العاجل.

تضارب التصريحات

بين تضارب التصريحات، يبقى المواطن المتضرر الأول، فاتن أبو أحمد، من سكان حي الروضة، تقول: منذ خمسة أيام لم نرَ سيارة النظافة، والقمامة تتراكم، الروائح لا تطاق، وهناك أطفال بالحي باتوا معرّضين للأمراض.
أما أبو خالد النجار، صاحب محل خضار، فيعبر بغضب: أين المديريات؟ وأين الحكومة؟ نحن نعيش بين القمامة، نحاول أن نساعد لكن الوضع بات مأساوياً.
في النهاية، تبقى جرمانا نموذجاً حياً لحالة الإرباك الإداري في إدارة الخدمات الأساسية، إذ تتصادم المركزية الإدارية مع الاحتياجات اليومية للمواطن، في مشهد تتكرر فصوله في العديد من المدن.

آخر الأخبار
ليس مشروع إعمار فقط   بل إعلان عودة التاريخ العربي من بوابة دمشق  تسهيل لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة بدير الزور تعزيز الطاقة المتجددة والربط الكهربائي في زيارة الوزير البشير لمحطة سدير السعودي سوريا تطلق خطة طموحة لإعادة هيكلة قطاع الطيران وتطوير مطار المزة كمركز للطيران الخاص تعديلات جديدة على النظام الانتخابي ومجلس الشعب القادم بـ210 مقاعد اتفاقية استراتيجية بين سوريا والسعودية لتعزيز التعاون في الطاقة وفتح آفاق التكامل الإقليمي نقطة طبية في جدل بدرعا لخدمة المهجرين من السويداء 1490 مريضاً استقبلتهم العيادة الأذنية في مستشفى الجولان الوطني تأهيل مدرسة سلطان باشا الأطرش في حلب قرار حريص على سلامة الطلاب..  تأجيل امتحانات الثانوية في السويداء  عشرة أيام وحارة "الشعلة" في حي الزهور بلا مياه .. والمؤسسة ترد  الأردن يجدد التأكيد على أهمية الحفاظ على سيادة و استقرار سوريا   مظاهرة حاشدة في باريس تنديداً بالعدوان الإسرائيلي ورفض التقسيم إزالة 32 مخالفة تعدٍّ على خطوط مياه الشرب في درعا "الجبهة الوطنية العربية" تقدم مساعدات طبية إسعافية لصحة درعا وزير الإعلام من حلب: إعادة هيكلة الإعلام الحكومي.. وعودة الصحافة الورقية منتصف أيلول  خطة عاجلة لتأمين الاحتياجات الأساسية بدرعا للمهجرين من السويداء متابعة الخدمات الصحية المقدمة في المركز الطبي بقطنا صحيفة الرياض: استعادة سوريا لمكانتها العربية ضرورة وليس خياراً مناشدات لتخفيض أسعار الأعلاف بعيداً عن تحكم التجار.. الشهاب لـ"الثورة": نعمل على ضخ كميات كبيرة في ا...