الملحق الثقافي-ديب علي حسن:
ثمة مقولة ترى أن أسوأ حبر أفضل من أي ذاكرة مهما كانت قوية فلا بد أنها يومًا ما قد تتعب وتشيخ، ومعروفة أمراض الذاكرة في علم النفس.
فكان لابد من التدوين ليبقى الأثر ثابتًا ونعرف في الشعر العربي أن الكثير من الشعراء اعتمدوا ليس على راو واحد يكون لسان حالهم..
بل على مجموعة من الرواة وكان الشعراء في كل مجلس يلقون ما لديهم لعله يبقى في الذاكرة..
إلى أن جاء التدوين بالحبر على الورق وما شابهه …اليوم كاد الحبر الأزرق أو الأسود أو لون من الألوان يجف لأنه لم يعد سيد التدوين..غدا الفضاء الأزرق بديلاً من الورق والحبر..
وكل من يريد يمكنه أن ينشئ صفحة يسميها مدونة وينشر ما يريد مع ملاحظة تقول أنه منشئ محتوى.
ولكن ماذا عن هذا المحتوى المكتوب بحبر الغبار على صفحات أوهى من خيوط العنكبوت..
هل تبقى صامدة في وجه مخاطر الحذف والضياع والتشويه..؟
منذ عقد ونيف حذر كبار خبراء الفضاء الأزرق أن هذه الذاكرة غبارية ولا يعتمد عليها ولابد من اتخاذ إجراءات احتياطية تحمي البيانات المدونة.
أمس وقعت للمرة الثانية الذاكرة الزرقاء بأحد أمراض الانقطاع وتعطلت المصالح العالمية ليوم وأكثر ..
أليس من الضرورة العمل بطريقة مختلفة تحفظ الذاكرة البشرية بكل ما فيها ..؟
العدد 1198 – 23 -7-2024