العرب واستهلاك المناهج النقدية

الثورة-ديب علي حسن:
يبدو أن جلد الذات ملعب واسع يتيح من يجيد الفعل أن يصول ويجول فيه رافعاً راية البراءة لنفسه أو بنفسه كونه يقدم رأياً ما.
منذ فترة ليست بعيدة صدر عن الهيئة العامة للكتاب.. كتاب بعنوان العرب والقطيعة المعرفية للدكتور غسان السيد وفيه يدعو القطيعة مع كل التراث العربي الماضي..
اليوم يصدر كتاب آخر بعنوان إنتاج المعرفة.. أبو نواس أنموذجاً تأليف الدكتور عبد الكريم حسن.
الكتاب على الرغم من صغر حجمه لكنه يقدم آراء مهمة.
لن نقف عند أبي نواس وإنتاج المعرفة إنما عند العرب والمناهج النقدية.
يرى الدكتور أن النقاد والمفكرين العرب استهلكوا المناهج النقدية الغربية وعملوا بها ويطرح التساؤل التالي:
(ولو توقفنا الآن عند كل هذه الجهود المنهجية التي بدأت مع (طه حسين) ومازالت تتفاعل وتكتسب في كل حقبة لوناً معيناً أو مظهراً بارزاً ثم توجهنا إليها بالسؤال التالي: هل أضافت جديداً إلى الينابيع التي استقت منها؟؟؟؟..
هل اغتنت البنيوية والعلاماتية والشكلانية والواقعية والاشتراكية والتحليلية النفسية والوجودية بجهود عربية منهجية؟؟؟؟..
لنكن متواضعين.. إن الإجابة _في رايي_لاتعدو أن تكون كلمة واحدة أو حرفاً واحداً: لا.
فالتقدم بالمعنى الذي يعطيه ليفي ستروس والتقدم على المستوى الذي يضعه عليه ليفي ستروس أعني مستوى البشرية بكاملها مفهوم يند عن هذه الجهود.
لقد تسلحنا بهذه المناهج لاريب في ذلك ثم شرحنا على ضوئها وفسرنا وأقمنا وأقعدنا ولكننا لم نضف جديداً إليها دعك من خلق مناهج جديدة وإذا فما الذي جرى؟؟..
إن ما جرى حقاً هو أننا استعرنا أوراق الآخر ووضعناها بين يدي القارىء العربي هذا إذا كنا قد وضعناها على حقيقتها وهذا _لا شك_فضل كبير لانقلص منه ولا نختزله ولا نشعر نحوه بالغبن ولكنه فضل يبقى على المستوى العربي دون أن يتمكن من ملامسة المستوى الآخر المستوى الإنساني الذي يحدده ليفي ستروس.
نحن لم نطور المنهج التاريخي ولا الواقعي الاشتراكي ولم نكد نلامس المنهج العلاماتي والشكلاني. فإذا كنا نحن كذلك أعني رواد الحداثة وحملة مناهجها في هذا القرن فما بالك برواد الأصالة حملة الراية الأخرى؟؟؟ ماذا تقول عن نقد أدبي عند هؤلاء لا تكاد ترى له أثراً واحداً على امتداد القرن العشرين لتحليل قصيدة أو أثر إبداعي؟؟.. ماذا تقول عن نقد أغار أصحابه حتى على كلمة المنهج فجردوها من دلالاتها الاصطلاحية؟؟.. لهؤلاء نقول إن المنهج ليس طريقة في التصنيف والتبويب وحسب _على أهمية ما للتصنيف والتبويب_ وآنما هو طريقة في التفكير والتحليل يتبعها العقل لاكتشاف الحقيقة أو تقصيها.
نستطيع أن نقول باطمئنان إننا مازلنا في مرحلة أخذ دون أن ننتقل إلى مرحلة العطاء، ولكي نبلغ هذه المرحلة فإن علينا أن نُعِدَّ أجيالنا إعداداً سليماً، وأن ندرك ونجعل أجيالنا تدرك أن التقدم هو قبول اللعب بأوراق الآخر ومعرفة أصول اللعبة لكسب الرهان).
خلاصة ما أراد أن يصل إليه أن الفكر العربي استهلاكي طفيلي لم يقدم أي جديد لما يعتمد عليه من مناهج.
هذا قد يكون صحيحاً.. ولكن لماذا لا يتم طرح السؤال التالي:
لماذا لا ينتقل من يقدم هذا النقد نفسه أياً كان إلى الإنتاج المعرفي.. بدءاً من الجابري إلى طرابيشي إلى بلقزيز إلى من مازالوا يدورون في ملعب تشريح ما فعله المفكرون العرب..
قدموا أنتم لنا الجديد لاسيما أنكم مطلعون على الفكر الغربي وقادرون على تجاوزه أو تدعون إلى ذلك وهذا أمر ضروري ومهم.

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار