كيف نرد على أسئلة الطفل المحرجة؟

الثورة:

الطفولة عالم متكامل من الأحاسيس والمشاعر، والطفل ينظر بعينيه وعقله إلى هذا العالم، فالأشياء كثيرة ومتنوعة من حوله، وهنا يتساءل عن ماهية تلك الأشياء ومكنوناتها.

الأسئلة هنا بريئة من الطفل فأفكاره محدودة ومعلوماته قليلة، ولا ينبغي أن تخيفنا، فهي سمة إيجابية ينبغي علينا تشجيعها، لأنها دليل رغبة الطفل في التفكير وحب الاستطلاع، فالطفل كثير التساؤل هو طفل موهوب وذكي، هذا ما يؤكده د.أنسي قاسم أستاذ العلوم النفسية بجامعة القاهرة.

والأسئلة الممكن أن يطرحها الطفل متنوعة ، مثل لماذا لا أطير مثل العصفور . مات والد صديقي بالمدرسة، ما هو الموت؟ لماذا لا يتكلم أخي الصغير مثلنا؟ لماذا يسير القمر معنا عندما نمشي؟ لماذا تظهر الشمس ثم تختفي؟ من أين أتيت وكيف ولدت؟ أو السؤال عن مسائل جنسية.. الخ.

هنا نجد الأهل في حيرة من أمرهم حول هذه الأسئلة الغريبة والمحرجة في بعضها، فيضطر الأهل لإهمال تلك الأسئلة أو الكذب عليهم أو إسكاتهم دون إدراك خطورة ذلك.

يقول د.انسي قاسم: إن بعض التساؤلات تكون صعبة أو حرجة أو تافهة أو غير منطقية و في جميع الحالات يجب تقديم إجابات مناسبة للأطفال بحسب عمرهم مع ضرورة تدرج المعلومات ).

و يضيف بأنه يجب أن نميز بين نوعين مم أسئلة الأطفال، الأول منها لغوي علمي والثاني نفسي، في النوع الأول يحاول الطفل أن يستفسر عن شيء أو يخبر عنه وهي تبدأ عادة بـ “ماذا”؟ وكيف ؟ وما؟.. الخ ، أما النوع الثاني وهو النفسي فيعبر عنه الطفل بسؤال يأتي بشكل خبر يلقيه إلى السامع لكنه في حقيقته سؤال يريد أن يتعرف على إجابته ، كأن يقول: “بابا سيحضر لعبة” وهو يقصد: “هل سيحضر لي بابا معه لعبة؟”.

ومن الجدير بالذكر أن نعرف حقيقة أساسية هي أن للأسئلة دلالة موقعية قاطعة، فنحن لا نستطيع أن نقدر قيمة السؤال أو فهمه أو نحدد معناه إلا من خلال الموقف المعين الذي دفعه للسؤال، فذلك يعتمد على طبيعة الموقف الذي يحيط به وبظروفه.

ولأسئلة الطفل ثلاث وظائف أساسية وهي تحقيق التوازن النفسي والتفكير الاستنتاجي للتعرف على البيئة المحيطة به وكذلك للتعرف على القيم الخلفية والسلوكية التي تقع ضمن الإطار الثقافي والاجتماعي الذي يعيش فيه الطفل.

ومن الطبيعي والمألوف أن يسأل الطفل أسئلة تدور حول مسائل جنسية وهذا ليس من الغريب أو الشاذ أن يبحث الكائن الحي العاقل عن أسباب حياته ومقوماتها، فالجنس يمثل واحداً من أهم الموضوعات العلمية التي تكثر حولها تساؤلات الطفل، ويجعل بعض الأهالي يعتقدون أن طبيعة هذه الأسئلة تعود إلى شذوذ يعاني منه الطفل أو خلل في تفكيره، وهذا الأمر خاطئ لأن تساؤلات الطفل الجنسية بريئة بلا شك وميله للسؤال عنها ميل نقي يتجه إلى المعرفة الخالصة وحب الاستطلاع .

يقول أحد الباحثين: يعتمد الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة على الوالدين وعلى الأم بشكل خاص، فعن طريقها يتعرف على الكثير من الحقائق والمعارف والمعلومات.

وخلاصة القول: علينا الاهتمام والمشاركة والجواب، وهذا يعيد للطفل توازنه النفسي واستقراره وسرعان ما ستلاحظ عليه الثقة بالنفس والنمو العقلي والنفسي، ولا بد من الصدق بالإجابة والصدق يعني تحري الدقة في الحقائق العلمية التي يقدمونها لأطفالهم بشكل تدريجي ومدروس من خلال مفردات لغوية مفهومة وبطريقة مبسطة وبالتدريج بحيث تناسب المرحلة العمرية له.

حسام مندو

آخر الأخبار
السوريون يستذكرون الوزير الذي قال "لا" للأسد المخلوع   خطة الكهرباء الجديدة إصلاح أم عبء إضافي ؟   العثور على رفات بشرية قرب نوى في درعا  محافظ حلب ومدير الإدارة المحلية يتفقدان الخدمات في ريف حلب الجنوبي   "الاتصالات" تطلق الهوية الرقمية والإقليمية الجديدة لمعرض "سيريا هايتك"   إطلاق حملة مكافحة التسول بدمشق وريفها   لجنة مشتركة بين السياحة و مجموعة ريتاج لدراسة المشاريع الفندقية  غرفة صناعة دمشق توقع مذكرة تفاهم مع المجلس النرويجي للاجئين  تعرفة  الكهرباء .. كيف يوازن القطاع  بين الاستدامة والمواطن؟  وزير الخارجية الألماني: من واجبنا المساهمة في إعادة إعمار سوريا  سوريا تهنئ حكومة وشعب تركيا بمناسبة يوم الجمهورية   إنجاز 40 بالمئة من إنارة دمشق بـ1800 نقطة ضوئية في ملتقى العمل..  تدريب وفرص عمل  للنساء وذوي الإعاقة  صدام الحمود: زيارة الشرع إلى الرياض بداية مرحلة جديدة   وفد من "الداخلية" يشارك في مؤتمر التدريب الأمني العربي بالدوحة هدفها تحقيق الاستدامة.. الكهرباء تصدر تعرفة جديدة لمشتركيها  الشرع يبحث مع وفد ألماني تعزيز التعاون والمستجدات الإقليمية والدولية سوريا تغير لغتها نحو العالم.. الإنكليزية إلزامية والفرنسية والروسية اختيارية "إعمار سوريا": خبراتٌ عالمية تتجسد.. وتخصصٌ دقيقٌ يرسم طريق المستقبل اعتراف سوريا بجمهورية كوسوفو.. فتح نوافذ جديدة في الساحة الأوروبية