إنتاج الذرة إلى أرقام غير مسبوقة.. ومدير الأعلاف يدعو القطاع الخاص للاستثمار ببقايا المحاصيل الزراعية
الثورة – دمشق – إخلاص علي:
لم يسبق أن وصل إنتاج سورية من الذرة إلى ما وصل إليه إنتاج العام الماضي، مقارنة بما قبل الأزمة ولا حتى بعدها، وهذا كان له انعكاس كبير على تأمين احتياج قطاع الدواجن من الأعلاف، وتوفير مبالغ كبيرة بالقطع الأجنبي كانت تُخصَّص لاستيراد الذرة.
إنتاج ٥٠٠ ألف طن
مدير مؤسسة الأعلاف عبد الكريم شباط أوضح في حديث خاص لـ “الثورة” أن الجهود المبذولة من قبل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وبالتعاون مع الجهات الأخرى المعنية في التشجيع على زراعة الذرة، أثمرت بشكل كبير في الوصول إلى رقم إنتاج كبير من الذرة نأمل أن نتجاوزه هذا الموسم بفضل التشجيع على الزراعة، وتسعير المحصول وتأمين المجففات للذرة ومستلزمات الإنتاج.
وبين أن الإنتاج تجاوز العام الماضي 500 ألف طن، نتيجة نوعية البذار المُحسّنة، وإتباع أساليب الزراعة الحديثة، فالهكتار الواحد أنتج مابين ٩ إلى ١١ طن، بالإضافة إلى مجموع خضري وصل إلى مليوني طن من بقايا المحاصيل التي ساهمت بتأمين جزء من حاجة الثروة الحيوانية، وهذا الرقم من الإنتاج لم نصل إليه من قبل، ويتميز محصول الذرة أنه من الزراعات التكثيفية التي تُزرع بين المواسم مما يزيد من عائدية المزارع ويحسن دخله ويساهم بتأمين الاحتياج والاستغناء عن الاستيراد.
دعوة للاستثمار
شباط دعا القطاع الخاص للاستثمار ببقايا المحاصيل من الذرة والشعير والشوندر السكري والقمح والتي يتجاوز الـ١٠ ملايين طن، مبيناً أنه بكل دول العالم يقوم القطاع الخاص بتخمير البقايا وتغليفها بواسطة آلات (سيلاج)، مما يوفر استيراد كميات كبيرة جداً من الأعلاف، وتقدم للقطعان في فترات الاحتياج، وعدم وجود المراعي.
مجففات جديدة
وعن معاناة المزارعين في تجفيف الذرة ولجوئهم لطرق تقليدية قال شباط: إن الكلام دقيق في الموسم الأول كان هناك صعوبات لعدم وجود مجففات نتيجة تدميرها خلال سنوات الأزمة، أما الآن فقد انتشرت بشكل أوسع ويوجد أكثر من 12 مجففا حالياً، كما تم تحويل المجففات لدى معمل السكر في تل سلحب لتجفيف الذرة بطاقة إنتاجية عالية، بالإضافة إلى وجود عدة مجففات في حلب وحماة ودير الزور والرقة، وهذا يوفر التعب والجهد وأجور النقل.
المبيعات 141 ألف طن
وحول كميات العلف وتوفرها للثروة الحيوانية بين شباط أن المؤسسة توفر الأعلاف لكافة قطعان الثروة الحيوانية، أغنام، أبقار، اسماك، خيول، دواجن.. وغيرها، وأما بالنسبة للكميات التي باعتها المؤسسة من مختلف المواد العلفية لغاية تاريخه بلغت نحو ١٤١ ألف طن بأسعار تتراوح بين ١٦٣٠ للنخالة و٣٣٥٠ للحلوب الجريش والكبسول ب ٣٧٥٠ في حين تم تأمين ٢٢٤ ألف طن من كافة المواد العلفية، وبلغت قيمة المبيعات 370 مليار ليرة، مشيراً أن المبيعات تتركز في الثلث الأخير من العام، ولدى المؤسسة ١٧٠ ألف طن مخزون علفي حاليا بقيمة ما بين ٧٠٠- ٨٠٠ مليار ليرة، فمهمتنا الأساسية هي تأمين المواد العلفية في الأوقات الحرجة من العام أثناء ندرتها وارتفاع أسعارها.
إعادة 64 مركزا
وعن دور المؤسسة بتصنيع الأعلاف قال شباط: قمنا بتصنيع ٧٥ ألف طن في معامل الأعلاف لدينا بعدرا وحلب وحمص وطرطوس، وهي تعطي قيمة غذائية إضافية تضع فيها النخالة والكسبا والذرة والشعير، وفق دراسة علمية بتكاليف أقل، ولها دور كبير في تقليل الهدر.
وأضاف: لدينا مشاريع استتثمارية أخرى ونعيد بناء ما خسرته المؤسسة في الحرب، فقد تم إعادة ٦٤ مركزا من أصل ١٢٠، ولدينا خطط واستراتيجية نعمل عليها وفق توفر الاعتمادات.
أخيراً يُمكننا القول إن محصول الذرة ليس المحصول الوحيد الذي يُمكن إدراجه بالزراعات التكثيفية حسب كل جغرافية وبيئة، فهناك الكثير من المحاصيل الأخرى التي يُمكن زراعتها وتحقق العائد للمزارع، بما يوفر على الخزينة العامة للدولة، ولكن ذلك يحتاج لجهود الجميع.