الثورة _ بشرى حاج معلا:
من قال إن الإبداعات والابتكارات لا تحتاج إلى أدوات..؟!
من قال إن الفرص لا تصنع أصحاب الأمجاد ..؟!
لكن على النقيض إن لم تتوفر الأدوات والفرص في مجتمع غير مكترث يضيع به الإبداع لا بل وتتشوه معالم الحقائق..
قصص كثيرة تدون لأصحاب الإرادات منها ما يبقى طي الكتمان ومنها ما ينتشر صداها بعد أن تحظى بفرصها المثيرة عبر وسائل الإعلام.. فهل يتعلق كل ذاك بالنظرة الإيجابية أو السلبية للأفراد والجماعات؟!.
المدرب الدولي في الطاقة الحيوية الدكتور سمير هادي أكد أن هناك الكثير من الاختصاصيين والمدربين بعلوم التنمية البشرية نسمع عنهم بأنه على الإنسان أن يكون إيجابياً بالمطلق ومتفائلاً ومتصالحاً مع الذات ليستطيع مواجهة صعوبات الحياة بخطوات تدريجية متتالية.
لكن بداية» نسأل أنفسنا السؤال التالي ما هي الإيجابية أصلاً كتعريف؟.. فإن فهمنا معنى الإيجابية يسهل علينا تطبيقها..
الإيجابية بكل بساطة هي جميع الصفات الجيدة والمحمودة التي ترخي بظلالها على الأفراد والأشخاص المحيطين بهؤلاء الأفراد والمجتمع ككل فالصدق والأمانة والوفاء وتقديم العون للآخرين والمحبة والأثر الطيب والتفاؤل والبشاشة كلها صفات تندرج تحت مسمى الإيجابية.
وأضاف: إن هذه الصفات وغيرها من الصفات الحميدة تساعد الأفراد بشكل مباشر أو غير مباشر على تحدي الصعاب والظروف القاسية وتجاوزها بيسر وسهولة فالتفاؤل وتبسيط الأمور يساعد الأفراد على رؤية المشكلة من منظور آخر وبوضوح وتركيز أعلى وبالتالي النظر للمشكلة بعين الحكمة وإيجاد الحلول المناسبة وهذا هو الفرق مابين الشخص الإيجابي والسلبي، فالشخص السلبي يصعب عليه حل المشاكل لأنه قليل التركيز، شخص متوتر وعصبي شخص سوداوي، شخص لا يرى إلا النصف الفارغ من الكأس.
ومن هنا نستطيع أن ندرك الفرق مابين الإيجابية والسلبية في تجاوز الصعاب وحل المشكلات..
وأكد د.هادي أنه من أفضل النصائح الممتازة ليبدأ الشخص تعديل سلوكياته وأفكاره ليكون شخصاً إيجابياً بامتياز هي «النيّة الصادقة.. تبسيط الأمور.. العزيمة والإصرار.. التحلي بالصبر.. الثقة بالنفس.».
هي خمس نقاط من أساسيات التحلي بالإيجابية بشكل تدريجي مما ينعكس ذلك على المجتمع ككل، فحينما تكون نسبة الإيجابيين عالية جداً في أي مجتمع تكون نسبة التطوير والتحديث والإبداع والإنتاج أعلى بأضعاف مضاعفة.
قل لي من تعاشر
أما على الصعيد الخارجي أشار هادي إلى أن هناك بعض الأشخاص المحيطين بنا ومكان العمل والأصدقاء والأقرباء، لافتاً إلى أن هناك مجموعة من النصائح تفيد بتعزيز الطاقة الايجابية لدى الفرد أهمها» الابتعاد عن كل ما هو سلبي قدر المستطاع إن كان في أي مكان فتجنب الوجود فيه وإن كانوا أشخاصاً أتجنب مجالستهم ومحاورتهم والوجود بأماكن تواجدهم وحتى على صعيد السوشال ميديا فيتوجب اتخاذ القرار الفوري بمغادرة كل المواقع أو الصفحات أو القنوات التي تبث التشاؤم والإحباط والسلبية والأشخاص المحبطين.. والتواجد الدائم بالمواقع الداعمة للثقة بالنفس والتي تساهم برفع مستوى الوعي بشكل عام.
فلمواقع التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي أثر بالغ بتكوين شخصية الأفراد وبرمجة عقلهم الباطن، ففي عصر سابق قالوا: قل لي من تصاحب أقل لك من أنت.. وفي عصرنا الحالي أقول قلي لي من تتابع أقل لك من أنت..!!
الواقع كيف يعكس حياة الأفراد
وأكد هادي أنه تم جمع مجموعة من الآراء منها كان يصب سلبا في واقع مرئي لا يمكن تجاهل تبعاته أغلبها قادم من وعي جمعي من الصعوبة بمكان تغييره خاصة بعض الظروف الاقتصادية التي يشهدها الجميع.. والتي سببت أزمة معيشية خانقة للكثيرين.
فهناك دوماً من يتأثر بالظروف وهناك من لا يسمح لها أن تؤثر به، كما أضاف عدد من الأفراد على اعتبار أن الإنسان الذي يسمح للظروف أن ترفعه أو تخفضه سيبقى كالريشة في مهب الريح والإنسان الواعي بأن هذا الكون مسخر لنا لن يسمح بأي ظرف يتحكم به ويبدع في أي مكان في الأرض.
فالعقل يعطي تأثير إيجابي تنتج أفكار إيجابية، والعكس صحيح والاستجابة لكل مثير تتعلق بالشخص المتلقي.
والعقل بدوره يسجل كل شي ومن أجل أن يبقى الإنسان إيجابي عليه بمحاربة عقله فكل شيء بالتدريب أما العلم بالتعلم فمنها يأخذ الإنسان المشاعر بوعي حتى يأخذ الموضوع بشكل أوتوماتيكي من دون أي تأثير خارجي.
وكما قيل فالأفكار هي طاقة ذهنية وعملة يجب أن تجذب ما تريد.. فيجب أن تتعلم التوقف عن إنفاق تلك العملة على أفكار لا نريدها في سبيل تحقيق ما نصبو إليه ..لتبقى الإيجابية مكاناً نلجأ إليه كلما عاندتنا الظروف وليبقى الإيمان النقي دوماً بتجلي الحلول مهما عاندتنا الظروف.