الثورة _ ميساء العجي:
يعد الانتقاء المهني للشخصية أمراً في غاية الأهمية بالنسبة إلى الأشخاص والمؤسسات وكيفية سير العمل في أي مؤسسة، فوضع الشخص المناسب في المكان المناسب دليل على سير العمل فيها بشكل ممتاز، وتالياً تقدمها وتطورها.
الأستاذة روان حسن- كلية التربية جامعة دمشق أشارت في بحثها حول كيفية الانتقاء المهني على أنه يعد مصدراً من مصادر شعور الفرد بالرضا عن حياته، إذ يؤدي إلى الكثير من الآثار الإيجابية على صحة الأفراد النفسية وعلى مدى توافقهم، وبالتالي قدرتهم على الإنتاج والإنجاز والإبداع ومن ثم كمؤثر على الاستقرار المهني.
وأوضحت أنه ما لا شك فيه أن الانتقاء المهني غير السليم يؤثر على قدرة المؤسسة في تحقيق أهدافها لعدم الحصول على موارد بشرية مؤهله مما يؤثر على مستوى الخدمات المقدمة من ناحية الجودة والتكلفة بسبب ضعف الأداء الوظيفي الذي يؤدي إلى فشل مستقبلي أكيد للمؤسسة وكذلك يؤدي إلى سوء توافق الفرد مع مجتمعه ومن هذه الزاوية وبما أن عملية انتقال موظفين في مؤسسة الجمهورية العربية السورية تتم على أساس المؤهل العلمي والخبرة دون التركيز على الجوانب النفسية, وبينت أهمية البحث الحالي التي تتجلى في عدة نقاط منها: أهمية اختبار كاليفورنيا للشخصية (CPI) لكونه يوفر معلومات حقيقية، ومؤكدة للاختصاصي النفسي من خلال الصورة التي يتم تكوينها عند اختبار شخص ما، وهو أول بحث محلياً وعربياً تناول فاعلية اختبار كاليفورنيا للشخصية(CPI ) في الانتقاء المهني، كون الاختبار يسهم بمساعدة المهتمين بموضوع الاختيار والتعيين ومن الممكن أن يستفيد من نتائج هذا الاختبار في انتقاء الشخص المناسب للمنصب المناسب له من الناحية النفسية.
وأشارت حسن إلى أن اختيار أفراد أكفاء يقود إلى تقدم المجتمع من خلالهم بما يؤثر إيجاباً على كفاءة مؤسساته، ومن ثم تقديم جودة عالية ومتنوعة تنعكس بدورها على لمجتمع بصورة إيجابية فتزيد من تطوره.
وتضيف حسن: إن الانتقال المهني يحدث أثراً في شخصية الفرد وفي حياته الحاضرة والمقبلة، فهو يحدد مستقبله ويرسم له معالم النجاح أو الفشل عند اختيار الفرد للمكان المناسب له يؤدي إلى زيادة كفاءته واحتمال ترقيته وزيادة أجره.
وهذا بالتأكيد يؤدي إلى عدم اضطراره إلى تغيير عمله بعد أن يكون قد قضى فيه وقتاً طويلاً وبعد أن تكون المؤسسة قد أنفقت الكثير على تدريبه وتعليمه.
وتبين حسن أنه لما كان وضع الشخص المناسب في المكان المناسب هو شعار كل من يهتم بقضية الإنتاج في وطنه سواء في القطاعات الحكومية أم الحرة على حد سواء، وكون الانتقاء المهني الصحيح على أسس علمية موثوقة بجيل الشباب الذي يعتمد على طاقاته الخلاقة والمنتجة، فإن الاختبارات والمقاييس النفسية أهم وسائل دراسة الشخصية التي يتصف بدرجة لا بأس بها من الدقة والموضوعية العلمية، وبالتالي يمكن الوثوق بها والاعتماد على نتائجها باعتبارها تقيس أوجه السلوك المختلفة بصورة علمية ومن هذه الاختبارات اختبار كاليفورنيا للشخصية(CPI )الذي يصلح لأغراض التوجيه والانتقاء المهني).
قوة البحث وحدوده
وأوضحت حسن نقاط القوة الأساسية في البحث الحالي وأنها تأتي لناحية اعتماد حجم عينة كبيرة، إذ بلغ عدد أفراد العينة (1198) موظفاً، وهم موظفو الفئة الأولى في عشر وزارات في الجمهورية العربية السورية.
وأشارت إلى ارتباط موضوع البحث ارتباطاً وثيقاً بحاجات المجتمع والجهات المعنية بانتقاء العاملين للرقي بواقع الإنتاج والخدمات، ولتوفير الكوادر البشرية التي يمكن أن تقود حركة التنمية العلمية والإنتاجية والتكنولوجية للمجتمع السوري، لافتة في الوقت ذاته وبأنه على الرغم من نقاط القوة السابقة هناك بعض القيود أو الحدود التي يمكن ملاحظتها في البحث الحالي منها: اقتصار عينة البحث على الوزارة ذات الطابع الخدمي من دون الوزارات ذات الطابع الدبلوماسي أو الإنتاجي.
وربما تلاعب الأفراد بالمعلومات التي يقدمونها من خلال إجاباتهم على بنود المقياس فتؤثر على قدرة الباحثة على جمع البيانات بشكل كامل.
مقترحات البحث
وتشير حسن إلى أنه في ضوء نتائج البحث هناك عدة مقترحات، منها فاعلية اختبار كاليفورنيا للشخصية CPI لدى القطاعات العسكرية ومقارنته بمحددات الانتقاء المهني لغير العسكريين.
وتمت دراسة الصورة السورية المختصرة لاختبار كاليفورنيا للشخصية CPI على عينات كبيره الحجم لمعرفة إمكانية اعتمادها بديلا للاختبار، وإجراء دراسات مشابهة في جامعات سورية أخرى، وإجراء دراسة مقاربة بين نتائج -المفحوصين العاملين في منظمات غير ربحية، وتشكيل لجنة مؤلفة من اختصاصيين مؤهلين لإعادة دراسة هيكلية التعيين في القطاعات المختلفة في سوق العمل، واعتماد الصورة السورية من اختبار كاليفورنيا للشخصية (CPI) في تقييم العاملين من حين إلى آخر.
وحول نتائج البحث أكدت الباحثة حسن فعالية اختبار كاليفورنيا للشخصية (CPI) بمقاييسها الفرعية، ناهيك بقياس الذكورة والأنوثة للاستخدام في البيئة السورية، مما يؤكد ما انتهت إليه نتائج الأبحاث السابقة وما اعتمدته بعض البلدان بعدم الاكتفاء بالتخصص الجامعي كمؤشر وحيد للانتقاء المهني، وضرورة تدريب القائمين على انتقاء الموظفين إلى استخدام اختبار كاليفورنيا للشخصية (CPI) وانتقاء الموظفين على أسس علمية ونفسية بما يكفي الوصول إلى الشخص المناسب بوضعه في المكان المناسب.