أبو محمود : صحيفة «الثورة» هي البرج الذي رفرفت منه قصصي الأولى نحو الآخر

حوار _ عمار النعمة:
في كلّ فترة من الزمن تستوقفك حالة إبداعية تجعلك تبحرمعها فتجد تميزاً من نوع آخر، وجدان يوسف أبو محمود قاصّة وروائية سورية أثبتت جدارتها في حقول الإبداع ، تحمل رسالة سامية تريد ايصالها بالجهد والعمل والقراءة والمتابعة، فهي الحاصلة على إجازة في الهندسة الزراعية / جامعة دمشق / وعضو اتحاد الكتاب العرب / جمعية القصة والرواية، ورئيسة فرع اتحاد الكتاب العرب في محافظة السويداء منذ عام 2021 ولها العديد من الكتابات في الصحف والدوريات العربية .

مؤخراً صدرت لها رواية (فهرست الأحمر – طقوس غابية للون بدائي) وهي الرواية الفائزة بجائزة حنا مينه للرواية عام 2023, «الثورة» التقت الروائية وجدان يوسف أبو محمود فكان الحوار التالي:


بداية – ماذا تعني لك الجائزة التي حصلت عليها مؤخراً؟
–الجوائز محطّات هامة وليست أهدافاً أخيرة، فهي لا تضيف إلى جوهر العمل بقدرما تدفع وتقدّر وتسلّط الأنظارإليه ولا سيّما في المجتمعات غيرالقارئة؛ التي قد تجد في قوائم الجوائز ترشيحات مغرية وسط أكوام المطبوعات السنويّة، ولجائزة حنا مينه مكانة خاصّة لديّ فهي جائزتنا السّوريّة التي نعتزّ بتاريخها خاصّة وأنها تحمل اسم أديبنا الكبير حنا مينه.
-وماذا عن سحر الرواية وما الرسالة التي أردت ايصالها للقارىء؟
–يكمن سحر الرّواية في مقدرتها على تحويل كلّ الأجناس الأدبيّة الأخرى إلى دعّامات، تصهرها في خلطات ناريّة وتوليفات فكريّة شعريّة سينمائيّة، إذ تستجيب في طبقاتها ومستوياتها ومعمارها الحكائي إلى رغبات الكاتب في التّكثّر وتفكيك العالم وهزّ اليقينيّات وأرشفة مصائرالنّاس وتصديرالأساطيرالجديدة، ومن هنا فإنّ روايتي «فهرست الأحمر» هي محض اختبارات لأحداثٍ وتقاطعات حكائيّةٍ لقصص سعت للقفزعن المألوف والمعروف في نسيجٍ مكانيٍّ ممتدٍّ وتنويعات شاسعةٍ في ضمائر الخطاب، من شأنها أن تحيط باغتراب الإنسان المعاصر وهشاشته وتناقضاته؛ إذ قد تبدوالإرادة الفرديّة الحرّة محضاً، وهم في عالم إخضاعيٍّ تتقاذفه الأيديولوجيّات والتّكتّلات والبرمجات و»التابوهات» المقدّسة المحروسة، ولقد ربطت بين تموّجات اللّون الأحمر والخريطة الشّعوريّة غير المنتهية للذّات الإنسانيّة؛ بطريقة أنساقٍ ميتاسردية استبدلت معها الفصول والأجزاء بتدرّجات لونيّة؛ لماذا الأحمر تحديداً؟!، لأنّه أكثرالألوان احتمالاً للمتناقضات بدءاً من الحبّ وليس انتهاءً بالقتل.
-ماذا تخبرينا عن البدايات ؟
–يصعب عليّ تحديد مرحلة دقيقة لنقطة انطلاقي في طريق الأدب، ولدت فوجدتني أكتب، في الطفولة المبكرة كنت أعبر بالرسوم عمّا يمكن أن يمسي مكتوباً، تراكمت دفاتر القصص في المرحلة الابتدائيّة، لاحقاً جرّبت الكتابة في مختلف الأجناس الأدبيّة، في الثانويّة كنت أجرّب الاتصال بأرقام الهواتف الموجودة أسفل الصّحف التي أشتريها كلّ يومٍ، كان لديّ ثقةٌ مضحكة بأنّ من سيقرأ سينشرلي، وكأنّ ما حدث في تلك السّنوات كان مسودّةً طفوليّةً واختباراً للهوى والمقدرة، في الجامعة وصلت دمشق أوّل مرّة، وأذكر يوم مرّت الحافلة أمام ذلك المبنى الحلم «مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر»، كانت صحيفتكم «الثورة» البرج الذي رفرفت منه قصصي الأولى نحو الآخر، من الطابق السّادس تحديداً، من مكتب الملحق الثقافي، من الدّرج الذي صعدته ونزلته وكأنّه مفاتيح بيانو، في العشرين أوما يزيدها قليلاً جمعت ما نشرته وطبعته في مجموعتي القصصية الأولى؛ ثمّ طبعت لي وزارة الثقافة مجموعتي الثانية، وبعدها تتالت الإصدارات، وها أنا بعد عشرين أخرى وبعد سبع مجموعاتٍ وروايةٍ وأعمال أخرى قيد الطباعة أستنتج أنَّ «البدايات» مساحةٌ سحريّةٌ لا انتهاء لها وأنّ عمراً واحداً لا يكفي للخروج منها.
-ماهو نوع الكتابة الأقرب إليك؟
–النصّ هو المعادل الموضوعي للذّات، وهو لديّ خلاصةُ حمولة معرفيّة وفلسفة وجود؛ لهذا فكلّ ما أكتبه يكونني بشكل أو بآخر، لا تهمّني وسيلةُ تظهير الأفكار «رواية – قصة- أدب طفل- خيال علمي» في مختبري الأدبيّ بقدرما تعنيني دهشتها وتأثيرها، خاصّة وأنّ النّقد الحديث يرفض فكرة النّوع الأدبيّ الخالص؛ إذ تميل معظم الأجناس المعاصرة كما أسلفت- إلى الامتزاج والتّداخل، وهذا ما يمنح اللعبة السّردية حريّة المراوغات والتّوظيفات.
-ماذا تعني لك كتابة القصة بشكل عام؟
–قد يكون مشروعي القصصي أكثر تجلّياً وتجذّراً وتجدّداً، فالقصّةُ أشبه ما تكون برشقات المطر؛ كشوف نورانيّة خاطفة وصنارة لاصطياد الذرا الجماليّة والإنسانيّة، غيرأنّه ومع روايتي الثانية التي أعمل عليها، ومع رواية الخيال العلمي «متحف المفاتيح» التي ستصدر قريباً عن وزارة الثقافة، بدأت أستبصرُ مساحاتٍ أرحب لما يمكن أن يكون خريطةً روائيّةً واضحةَ المعالم لخطواتٍ تجريبيّةٍ جادّةٍ وهادئةٍ في عالمٍ موحلٍ موحشٍ.
هنالك ما لا يقال إلا بالقصة، وهنالك ما لا يقال إلا بالرّواية، وأنا كلُّ ما أقول.
يذكر أن للروائية مجموعة من الإصدارات الأدبية نذكر منها:
كسارة السكون/ قصص 2005 دار نور للنشر والتوزيع
شغب بازلتي/ قصص 2009 وزارة الثقافة
قل شيئاً/ قصص 2010 دار النايا للنشروالتوزيع
سحر الكؤوس الفارغة/ قصص 2013 اتحاد الكتاب العرب
كرنفال الموت رقصاً/ قصص 2018 وزارة الثقافة
الحالم الأخير/قصص وزارة الثقافة 2023
نحت/ قصص اتحاد الكتاب العرب 2024
فهرست الأحمر/ رواية وزارة الثقافة 2024
متحف المفاتيح/ رواية خيال علمي للناشئة وزارة الثقافة 2024
الجوائز الحاصلة عليها:
1- جائزة وزارة الثقافة السُّوريّة الخاصّة بأدب الطفل» القصة القصيرة «/ المركز الأول عن قصة «بطاقات السعادة» عام 2018
2- جائزة المركز المتوسّطي للدّراسات في المغرب عن قصّة « امتدادات» 2019
3- جائزة دار ماهي للنشر / مصر- لأفضل قصّة موجّهة للأطفال عن قصة «نظارة سنجوب» « تأليف ورسوم» 2019
4- جائزة صلاح هلال الأدبية/ دورة الأديب محمد خليل – عن قصّة «دبّوس شعر» 2023
5- جائزة اتحاد الكتاب العرب في القصة الساخرة- عن قصة «بحر بالنعناع» 2023
6_ جائزة حنا مينه لأفضل رواية / وزارة الثقافة السورية عن رواية «فهرست الأحمر» 2023

آخر الأخبار
نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء