مدير صرح الجندي المجهول لـ الثورة”: تضحيات الجيش العربي السوري مترسخة منذ القدم

الثورة – لقاء لجين الكنج:
تحلّ الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس الجيش العربي السوري هذا العام، وجيشنا البطل لا يزال يحقق الانتصارات النوعيّة والمهمّة في مواجهة الإرهاب، والاحتلال ومواجهة أعداء الوطن من قوى الهيمنة والاستعمار الجديد والصهيونية والرجعية.
وبمناسبة عيد الجيش العربي السوري التقت الثورة المقدم خلدون غصن مدير صرح الجندي المجهول والذي بدأ حديثه بالقول:  في البداية كانت فكرة أو موضوع تأسيس جيش عربي  مستمدة قبل تاريخ 1945، أي بعد الاحتلال العثماني, وفي هذه الفترة كان يوجد فكرة تأسيس جيش عربي من القوميين والوطنيين السوريين بالإضافة إلى القوميين الموجودين في  كل البلدان العربية, وفي ذلك الوقت كانت الثورة السورية الكبرى التي كانت من أهم إنجازاتها إخراج الاحتلال العثماني من كل البلدان العربية, ونجحت الثورة في إخراج الاحتلال العثماني  وخاصة في الأراضي السورية ومن بعدها تم إقرار إنشاء ما يسمى الحكومة العربية لتكون قادرة على الدفاع عن الأراضي العربية  وبعدها قررت أن يكون  هذا الجيش عربي سوري.


وفي عام  1920 في معركة ميسلون أخذ الشهيد  يوسف العظمة جزءا من هذه القوات وذهب إلى ميسلون في الوقت الذي سمع بأن الاحتلال الفرنسي جاء ليحتل أراضينا، وعند ذهابه للمعركة قال كلمته “لن نسمح للتاريخ بأن يسجل أنهم دخلوا سورية من دون مقاومة”.
تأسيس الجيش السوري
وفي فترة وجود الاحتلال الفرنسي في بلادنا بدأت فكرة تأسيس الجيش السوري, وكان الاحتلال الفرنسي يقاوم هذه الفكرة لأنه كان على ثقة بأنه إذا تكون هذا الجيش فإن الجيش الفرنسي لن يدوم لفترة طويلة في أراضينا، وعلى الرغم من كل قدرات فرنسا استطاعت الحكومة السورية  من تأسيس الجيش وهذا الأمر تم في عام 1945, ولكن تم الإعلان بشكل رسمي عن الجيش العربي السوري في 1 آب عام 1946.
وبعد تأسيس الجيش العربي السوري اضطلع بمهمة الدفاع عن أراضي سورية, والدفاع عن القضية الفلسطينية حيث شارك في جيش الإنقاذ للدفاع عن القضايا العربية, ومن ضمن الدول العربية التي شاركت في جيش الانقاذ  كانت ( سورية -الجزائر- مصر – فلسطين بالإضافة إلى لبنان – والأردن ) وكان أكبر إنجاز تحقق في هذه الفترة للجيش العربي السوري استرجاع سهل طبريا وسهل الحولة رغم كل الصعوبات التي واجهته, ولأنه كان له الدور الأكبر في الدفاع عن القضية الفلسطينية, ذُكر اسم سورية في كل مكان في الوطن العربي  بـ  ( قلب العروبة النابض).
وكذلك شارك الجيش العربي السوري في الدفاع عن مصر أثناء العدوان الثلاثي عام 1956  واستطاع بالتعاون مع الجيش المصري إفشال العدوان بشكل كامل وتمكن الشهيد جول جمال من تدمير مدمرة بحرية كبرى.
كما شارك في حرب الأردن 1953 على الرغم من الإمكانيات الضعيفة التي كانت موجودة في هذه الفترة، لأنه كان لا يوجد دعم لوجستي كبير ولا أسلحة حديثة ولا غيرها.
ومنذ بدء الحركة التصحيحية المجيدة في عام 1970 كان القائد المؤسس حافظ الأسد حينها على  التواصل مع الاتحاد السوفييتي التي كانت ميول الاتحاد نحو الشرق, أدى هذا التواصل إلى تطوير جيش سوري قوي وأصبح يوجد أسلحة جديدة ومدافع  قوية وفكر عسكري وكان من أهم إنجازات الحركة التصحيحية هي  تحضير لحرب تشرين التحريرية عام 1973 وأخذ زمام المبادرة والبدء في تجهيز لمعركة مرصد جبل الشيخ التي سيتم فيها إعلان حرب تشرين تحريرية.
وفي معركة مرصد جبل الشيخ تم إنزال قوات المظليين والقوات الخاصة على بعد 5 كيلو متر من مرصد جبل الشيخ وزحفت القوات على البطن بدون أي وقوف أو مشي على الأقدام  وعند الوصول إلى نقطة جبل الشيخ تم استهداف القوات الإسرائيلية بشكل مفاجئ وخلال نصف ساعة تم تحرير مرصد جبل الشيخ ورفع العلم العربي السوري التي كانت بمثابة إعلان حرب تشرين تحريرية.
واستمرت تضحيات الجيش العربي السوري  لهذه الفترة فانتقلت ثقافة التضحية والفداء من جيل لجيل وترسخت فكرة القومية السورية عند الاتحاد السوفيتي وهذا الفكر كرسه القائد المؤسس حافظ الأسد في عقولنا و قلوبنا واستمر عليه السيد الرئيس بشار الأسد.
وإذا تحدثنا عن أفكار حزب البعث العربي الاشتراكي سنجد أفكار اشتراكية وهي ( الوحدة – الحرية – الاشتراكية ) وكانت تعني وحدة العرب, حرية العرب, الاشتراكية الإنسان .
وفي هذا الوقت إذا سألت أي مواطن سوري ماذا تعرف عن التاريخ العربي؟ يذكر لك معركة ميسلون وحطين واليرموك ومعركة جبل الشيخ وغيرها، وهذا يقدم فكرة كافية عن التضحيات التي قدمها الجيش العربي السوري منذ القدم وحتى يومنا هذا في معركته ضد الإرهاب والأعداء.
تأسيس صرح الجندي المجهول.

تحدث المقدم خلدون : أما فيما يخص صرح الجندي المجهول فقد كانت الفكرة مع بداية الحركة التصحيحية على اعتبار أنه في كل بلدان العالم  يوجد رمز عن الجنود, وكان يأخد شكل صرح الجندي في كل بلد انطلاقاً من تاريخ هذا البلد، حيث أطلق القائد المؤسس مسابقة لأفضل تصميم معماري سوري لإنشاء صرح للجندي المجهول على ربا قاسيون.
وتم ذلك بمشاركة عدد كبير من المهندسين السوريين حيث كانت فكرة القائد المؤسس بأن يبنى الصرح بأياد سورية حصراً وأيضاً تم الإعلان عن مسابقة في معهد الفنون الجميلة في لإنشاء لوحات توضع في هذا الصرح.
وفي الفترة الممتدة  من عام 1970 إلى 1985 تقدم شكل الضريح الجندي المجهول بشكل رسمي وكانت القبة والقوس تعبر عن فن العمارة السوري الدمشقي القديم, واللوحات الموجودة تقدم أفكاراً كثيرة عن تاريخ سورية, وعن المعارك والأحداث السياسية, وسميت هذه اللوحات بالديورامية وتعني دمج الحقيقة في الفن.
وكل لوحة موجودة في الضريح هي مرحلة من مراحل التاريخ السوري بدءاً من معركة يرموك, ميسلون, جبل الشيخ, وتم اختيار جبل قاسيون كموقع لأنه يطل على دمشق في الكامل وأرضه مناسبة لإنشاء هذا الصرح لأنه يمتد لمساحات واسعة.
وكان الحجر الأبيض الموجود عند الدخول إلى الصرح هو حجر ديراني أي أُخذ من دير عطية, والحجر الأسود من السويداء، ومواد البناء بالكامل والرمل مأخوذة من الساحل السوري, بالتالي فإن الصرح لا يوجد تفصيل فيه مستورد بل سوري وهو صناعة سورية بالكامل.
أما في تفاصيل البناء من بداية الدخول إلى المكان الذي يقف عليه الضيوف إلى المكان الذي توجد فيه الشعلة هناك طريق طويل، فكان هناك فكرة “إلى أن تصل إلى الانتصار الحقيقي سيكون الدرب طويل”.
كما يوجد معمول ورد يسمى اليوربيان ويعني الورد الشريف وكانت زراعته هي الأولى والأخيرة حيث تفتح الوردة مرتين في السنة أي في مناسبة عيد الشهداء وعيد الجيش فقط واختير اللون الأحمر ليمثل دماء الشهداء.
أما الشعلة فبالنسبة لنا تمثل دم الشهيد وهذا يعني أن الجندي يحمل روحه على كفه وفي داخله حس وطني عالي تمثله هذه الشعلة, وهذه الشعلة التي يظهر منها النار يوجد أيضا بعد فلسفي تقسم هذه النار إلى 3 أقسام ذات النار يعني ذات الشهيد – وضوء النار صورة الشهيد – وحرارة النار الأفعال والتضحيات التي قدمها الشهيد .
وفي النهاية قدم مدير الصرح التحية إلى روح القائد المؤسس حافظ الأسد صانع النصر، وتحية الإجلال والإكبار لأرواح شهداء جيشنا البطل وشعبنا الصامد وإلى روح كل شهيد ارتقى في الدفاع عن الوطن وعزته وكرامته.

آخر الأخبار
تصعيد عسكري غير مسبوق يخلط أوراق المنطقة  واشنطن تقصف منشآت نووية إيرانية وترامب يعلن "نهاية فوردو" اللجنة العليا للانتخابات تستعرض النظام الانتخابي المؤقت في اجتماع موسّع بدمشق     نقل المشاريع الصغيرة إلى سوريا.. استثمار طاقات الاغتراب في خدمة الاقتصاد المحلي فرح السوريين باعتقال وسيم الأسد.. سقوط أحد أعمدة الفساد يبعث الأمل في العدالة ماذا يعني استئناف منح براءات الذمة المالية لنقل الملكيات العقارية..؟. قرار يحمل وزناً اقتصادياً حقيقياً.. تسهيلات الحكومة للاستثمار تبدأ من بوابة المدن الصناعية لاكروا في دمشق.. تحركات أممية لدعم السلام وسط تصعيد إسرائيلي في الجولان  تؤسس لشراكة حقيقية بين المواطن والدولة ..  نقاشات في حلب حول سبل تعزيز التماسك المجتمعي توصيات نهائية لدليل معيار IFRS 17 لعقود التأمين   وزيرا الداخلية والإعلام: اعتقال وسيم الأسد خطوة في ملاحقة رموز الإجرام  " مونتنا شغل بيتنا" لتشجيع السيدات على العمل المنتج  حراك سوري دبلوماسي على هامش اجتماع وزراء خارجية "التعاون الإسلامي" في اسطنبول  خلف الكواليس.. كوادر إسعافية على أهبة الاستعداد لضمان سلامة الطلاب  براءة الذمة المالية للملكية العقارية تعود رسمياً  "غراندي " بدرعا لبحث احتياجات العائدين وتعزيز الاستقرار . خطة طوارئ متكاملة لضمان سلامة الطلاب إطلاق منصة إلكترونية للمناظرات المدرسية اللواء أبو قصرة يبحث مع لاكروا تعزيز التواصل والتنسيق إزالة شعارات النظام المخلوع عن مباني درعا صوتنا الأول.. التربية الموسيقيّة متى نعيشها إسلوب حياة؟