سوريا تمضي نحو منصة وطنية للاستجابة للطوارئ; و”رائد الصالح” يبحث مع الصليب الأحمر الدولي دعم منظومة الإنذار المبكر
الثورة – نيفين أحمد:
في خطوة تعكس التوجه السوري نحو تعزيز البنية المؤسسية في مواجهة الكوارث، بحث وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السيد رائد الصالح مع وفد رفيع من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ملامح المنصة الوطنية للاستجابة، التي يجري العمل على إطلاقها خلال الفترة المقبلة.
وتهدف المنصة الجديدة إلى بناء إطار تنسيقي شامل يجمع مختلف الجهات المعنية للاستعداد والتدخل الفعّال في حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية والبيئية، وسط تزايد الحاجة إلى آليات متكاملة لمواجهة التحديات المناخية والزلزالية والصحية التي تواجه البلاد والمنطقة.
الاجتماع، الذي عُقد شهد نقاشاً معمقاً حول آفاق الشراكة المستقبلية بين الجانبين، ولا سيما في مجال تطوير منظومة إنذار مبكر متكاملة، تشمل دعم وحدات الرصد الزلزالي والبيولوجي، وتعزيز قدرات التحليل والاستجابة لدى المؤسسات الوطنية.
وأكد الوزير الصالح خلال اللقاء أن المنصة المزمع إطلاقها ستكون “نقطة تحوّل في طريقة إدارة الأزمات في سوريا”، موضحاً أنها ستركز على التنسيق بين الجهات الحكومية، والمجتمع المدني، والشركاء الدوليين، بما يضمن استجابة سريعة وفعّالة تحفظ الأرواح وتقلل الخسائر.
كما تناول اللقاء التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي لمراجعة الاتفاقية الدولية لإدارة الكوارث، المزمع عقده في الأمم المتحدة عام 2027.
وجرى التأكيد على ضرورة مواءمة بنود الاتفاقية مع السياق الوطني السوري، واقتراح إعادة إرسالها بصيغة جديدة تراعي الخصوصيات المحلية، بالتوازي مع التحضير لاجتماع قانوني مشترك لمراجعة المسودة ومناقشة التعديلات المقترحة.
ويأتي هذا الحراك ضمن جهود أوسع تقودها الحكومة السورية لتحديث سياسات إدارة المخاطر، في ظل ما شهدته البلاد من كوارث طبيعية وإنسانية متلاحقة خلال السنوات الماضية، من بينها زلزال شباط 2023 المدمر الذي خلّف آلاف الضحايا وخسائر هائلة في البنى التحتية.
جدير بالذكر أن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يُعد من أكبر شبكات الإغاثة الإنسانية في العالم، وتربطه بسوريا شراكة طويلة في مجالات الاستجابة للكوارث، والدعم اللوجستي، وتدريب الكوادر على إدارة الأزمات.