الثورة- سهيلة إسماعيل:
«واصل ع الساعة ؟»،» بتمر ع الساعة؟»، أسئلة يرددها المواطنون في مدينة حمص على مسامع سائقي السرافيس من مختلف أحياء وضواحي المدينة. أما من أتى من خارج المحافظة فسيكون سؤاله :» أين تقع ساعة حمص الجديدة ؟».
ولساعة حمص قصة جميلة تدل على تعلق المغتربين بوطنهم الأم، فقد بني برج الساعة في ستينيات القرن الماضي من قبل مجلس مدينة حمص من حجر الرخام الأبيض والأسود ويحمل في نهايته ساعة ميكانيكية كبيرة تتوزع إلى أربع ساعات مطلة على جميع الجهات، وكانت التكلفة المادية لبناء برج الساعة تبرعا من السيدة المغتربة « كرجية حداد»، حتى أن الساعة تعرف شعبياً باسمها فيقال :»ساعة كرجية حداد».
يقع البرج وسط ساحة كبيرة تؤدي إليها شوارع رئيسية في المدينة كشارع الدبلان وشارع أبو العلاء المعري أو شارع السينما كما كان يُعرف، وشارع القوتلي المؤدي إلى الساعة القديمة وشارع السرايا» المحافظة» . وقد أصبحت الساعة معلماً مهماً من معالم المدينة يميزها ويضفي على المكان مسحة جمال بهي، وتوصف الساعة بالجديدة تمييزاً لها عن الساعة القديمة الموجودة في مدخل السوق المسقوف.
وكثيراً ما يلتقط المواطنون صوراً تذكارية بالقرب من الساعة لجمالها وشموخها وسط الساحة، وكأنها تقول :ها أنا هنا شاهدة على مرور الزمن بدقائقه وساعاته وأيامه ،فاستغلوه بالفرح وبالحبّ لبعضكم ولمدينتكم. لقد بناني مهندسون من مدينتكم بتوجيه من سيدة كريمة أحبت مدينتها وحملتها في قلبها إلى بلاد الاغتراب فأرادت أن تعبّرعن هذا الحبّ الكبير فكنت أنا «ساعة حمص الجديدة».

السابق